تواصلت، أمس الخميس، عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين بين الأنقاض في المناطق المنكوبة في تركيا وسوريا، على الرغم من أن هذه العمليات أصبحت نادرة بما يفسح المجال للحزن والألم مع تلاشي الأمل في العثور على مزيد من الناجين من كارثة الزلزال الذي تجاوزت حصيلته غير النهائية 42 ألف قتيل، بواقع 36,187 في تركيا، و5,800 في سوريا، بينما تنتظر الأسر لمعرفة مصير ذويها المفقودين.
وقالت سلطات أنقرة إن عدد من قتلوا في أسوأ زلزال يضرب تركيا في تاريخها الحديث ارتفع إلى 36,187. وفي سوريا بلغ عدد القتلى المسجل حتى الآن 5,800 وهو عدد لم يتغير تغيراً يذكر في الأيام الماضية. وعلى الرغم من العثور على عدد من الناجين في تركيا أمس الأول الأربعاء، فإن تقارير عمليات الإنقاذ المماثلة باتت متباعدة. ولم تعلن السلطات في تركيا وسوريا عدد من لا يزالون في عداد المفقودين، في حين أعلنت الحكومة السورية أن عدد القتلى في الأراضي التي تسيطر عليها بلغ 1414، قائلة إن هذه هي الحصيلة النهائية.
وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، إن أكثر من 4300 هزة تابعة ضربت المنطقة المنكوبة منذ الزلزال. ومع تضرر أغلب البنية التحتية للصرف الصحي في المنطقة أو تعطّلها، تواجه السلطات الصحية مهمة شاقة وهي محاولة منع انتشار الأمراض.
من جهة أخرى، أعلن منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية أن عدد القتلى في البلاد جراء الزلزال من المرجّح أن يتصاعد مع عمل الفرق لإزالة الأنقاض في المناطق المتضررة بشدة. ودافع مهند هادي عن استجابة الأمم المتحدة للكارثة، معرباً عن أمله ألا يتصاعد هذا العدد كثيراً، و«لكن مما نراه.. فإن الدمار الذي خلّفه هذا الزلزال لا يمنحنا كثيراً من الأمل في أن تكون هذه هي المحصلة النهائية».
وقال عمال مناجم أتراك كانوا ينقبون عن الناجين في المباني المنهارة بعد زلزال هائل، إن سماع أصوات أشخاص تحت الأنقاض كان يبهجهم؛ لأن هناك من لا يزال على قيد الحياة، لكنهم كانوا يخشون ألا يصلوا إليه في الوقت المناسب لإنقاذه. وقال جميل ديدي أوغلو (37 عاماً): «لا فرحة أكبر من سماع صوت أحد الناجين. لا يمكنني شرح هذا. لا توجد سعادة أكبر من إخراج هذا الشخص وتسليمه إلى عائلته»، لكنهم قالوا إن الفرحة بسماع استغاثة تحت مبنى منهار كان يعكّر صفوها القلق على إخراجهم بسرعة ودون مزيد من الإصابات في وقت كان فيه الناجون غالباً ما يعثر عليهم داخل فجوات صغيرات وتحت أطنان من الخرسانة المهشمة. وقال مصعب باسان (39 عاماً): «إنها أصعب لحظاتنا لأننا نريد إخراجهم بأسرع وقت ممكن». (وكالات)