دعا رئیس مفوضیة الاتحاد الإفریقي موسى فكي، أمس السبت، إلى «الإسراع في تنفیذ منطقة التجارة الحرة للقارة الإفریقیة»، فيما حث رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الدول الأعضاء بالاتحاد الأفريقي على الإيمان بمبدأ التضامن مطالبا بمقعد أفريقي دائم بمجلس الأمن، في حين طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بضرورة التركيز على سد احتياجات الدول النامية ومشاركة قارة إفريقيا في مجلس الأمن.
وقال فكي، في كلمته الافتتاحیة لأعمال القمة العادیة ال36 للاتحاد الإفریقي على مستوى رؤساء الدول والحكومات بالعاصمة الإثیوبیة أدیس أبابا التي تنعقد على مدار یومین تحت شعار (تسریع وتیرة تجسید منطقة التجارة الحرة القاریة الإفریقیة)، إن هذه الدورة تجري في سیاق دولي طابعه «عدم الاستقرار الذي تغذيه الصراعات الجیوسیاسیة» وهو ما كانت له تأثيراته الحتمیة على القارة.
تفعیل آلیات جدیدة
وأضاف فكي أن «هذه المرحلة الحالیة تشهد تراجعاً في النمو الاقتصادي على المستوى العالمي خلال السنوات الثلاث الأخیرة ما یحتم على دول الاتحاد تفعیل آلیات جدیدة تضمن حلولاً لهذا الوضع مع العمل على دعم التضامن بین الدول» مشیراً إلى «تأزم وضع بعض الدول الإفریقیة في مواجهة خطر الإرهاب لوحدها مما یدفعنا للتساؤل عن وجود التضامن الإفریقي».
وذكر أن من بین الحلول العملیة لجعل القارة الإفریقیة في مأمن من هذه الأزمات الاقتصادیة الدولیة هو «الإسراع في تنفیذ منطقة التجارة الحرة للقاریة الإفریقیة» وهو ما یتطلب من القادة الأفارقة الإسراع بتحقیق هذا الهدف على الأقل فیما یتعلق بحریة تنقل الأشخاص والممتلكات. ودعا فكي القادة الأفارقة إلى «تكثیف الجهود من أجل التموقع على المستوى الدولي» مسجلاً «بارتیاح» التطور في طلب قبول الاتحاد الإفریقي الانضمام إلى مجموعة العشرین.
وأكد أن من شأن هذه الخطوة تمكین الاتحاد الإفریقي من المساهمة في اقتراح حلول للأزمات الدولیة، الأمر الذي یبرز ضرورة تمكین إفریقیا لتصبح أحد الأعضاء الدائمین في مجلس الأمن.
وثمن فكي المنحى الذي ينتهجه مسار مواصلة تنفیذ خریطة الطریق الخاصة بتنفیذ مشروع «إسكات الأسلحة» الممتد إلى غایة 2030 وهو ما یسهم بشكل كبیر في التخفیف من الأزمات التي تعانيها بعض دول القارة.
إعادة النظر في العقوبات
وحول مسألة «التحولات غیر الدستوریة ببعض الدول الإفریقیة» شدد فكي على ضرورة إعادة النظر في نظام العقوبات الذي ينتهجه الاتحاد لمواجهة هذا النوع من التحولات لجعلها أكثر فاعلية. وقدم الرئیس السنغالي ماكي سال تقریراً حول (حوكمة السیاسة العالمیة والمالیة وسیاسة الطاقة) فیما قرأ رئیس رواندا بول كاغامي تقریراً حول (الإصلاحات المؤسساتیة في الاتحاد الإفریقي) في حین تناول رئیس جنوب إفریقیا سیریل رامافوزا الشق المتعلق باستجابة الاتحاد الإفریقي لتحدیات جائحة «كورونا».
إلغاء كامل للديون
یذكر أن الرئیس السنغالي سلم في بدایة أعمال القمة رئاسة الاتحاد إلى رئیس جزر القمر غزالي عثماني، الذي دعا إلى إلغاء كامل للديون الإفريقية.
من جانبه، طالب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الدول بمقعد إفريقي دائم بمجلس الأمن. وقال: «علينا أن نؤمن بمبدأ التضامن الإفريقي لتجاوز التحديات»، مشيراً إلى أن «مشاكل القارة لا يجب أن تتجاوز حدودها، وحلها يتوقف علينا».وحول أزمة الغذاء، اعتبر أنه «حان الوقت لأن تكتفي قارتنا ذاتياً من الغذاء». وحذر من أن التغير المناخي من أهم التحديات التي تواجه إفريقيا.
تجاهل القارة
بدوره،أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن الاستثمار في إفريقيا يحتاج إلى تمويل، والنظام المالي العالمي يتجاهل القارة. وطالب بضرورة التركيز على سد احتياجات الدول النامية ومشاركة إفريقيا في مجلس الأمن. ومضى في كلمته: «أشعر بقلق من تنامي أنشطة الجماعات المسلحة في الكونغو والساحل».
مصالح مشتركة
إلى ذلك، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط: إن «الظروف والتحديات الدولية، تدفعنا إلى تبادل الرؤى للتعامل مع الأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية الضاغطة».
وأضاف: «التعاون العربي الإفريقي يستند إلى مصالح مشتركة ووجهات نظر متقاربة».
ودعا، جميع الأطراف في ليبيا، إلى اللجوء للحل السياسي والوصول إلى الانتخابات، وتابع: «تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ينذر بانفجار الأوضاع»، مثمناً الموقف المبدئي للاتحاد الإفريقي، لدعم القضية الفلسطينية.
(وكالات)