وكان مسؤولون أميركيون بينهم بلينكن قد استبعدوا إلى حد كبير تزويد أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي أوكرانيا المحاصرة منذ مطلع الأسبوع بالأسلحة.
لكن الوزير الأميركي قال للصحافيين خلال زيارة إلى مولدافيا “لا يمكنني التحدّث عن جدول زمني، لكن يمكنني القول إننا نتعامل مع الأمر بشكل نشط جدا”، مضيفا أن الولايات المتحدة تجري “محادثات نشطة للغاية مع مسؤولين أوكرانيين للحصول على تقييم محدّث لاحتياجاتهم”.
وتابع “مع تلقينا هذا التقييم، نعمل على النظر في ما يمكننا نحن والحلفاء والشركاء إيصاله” لتعزيز دفاعات كييف ضد الغزو الروسي، مؤكدا “ننظر حاليا بشكل نشط في مسألة الطائرات التي يمكن لبولندا أن تقدّمها لأوكرانيا والكيفية التي سيكون بإمكاننا التعويض من خلالها في حال قررت بولندا تقديم هذه الطائرات”.
لكن هذا الأمر يعتبر مجازفة خطيرة قد تدفع روسيا إلى ردّ فعل عنيف ليس في أوكرانيا فحسب بل قد تردّ بتوجيه ضربة لبولندا وهو ما يعني منعطفا خطيرا في الأزمة واتجاها لحرب شاملة.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الأميركي على اثر لقاء مع نظيره الأوكراني دميترو كوليبا عُقد عند الحدود الأوكرانية-البولندية، حضّ خلالها الأخير الولايات المتحدة على توفير المقاتلات.
وبعد مرور عشرة أيام على اندلاع الحرب، قال كوليبا “الطلب الأكبر لدينا هو على الطائرات المقاتلة والطائرات الهجومية وأنظمة الدفاع الجوي”، مضيفا “إذا خسرنا الأجواء، ستُسفك دماء أكثر بكثير على الأرض”.
وفي حين لا يزال القسم الأكبر من قدرات سلاح الجو الأوكراني بمنأى عن أي أضرار منذ بداية الحرب في 24 فبراير/شباط، تكبّدت روسيا وأوكرانيا خسائر فادحة ولم تتمكن أي منهما من السيطرة بشكل مطلق على أجواء البلاد.
لكن قدرات سلاح الجو الروسي الكبيرة جدا والتي تحشدها موسكو يمكنها أن تقوّض دفاعات أوكرانيا.
ويتفاقم الثمن الاقتصادي والإنساني للغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ قبل عشرة أيام فيما يؤكد مسؤولون مقتل مئات المدنيين.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” وشبكة “إن بي سي” عن مسؤول في البيت الأبيض قوله “نعمل مع البولنديين على هذا الملفّ ونتشاور مع حلفائنا الآخرين من حلف شمال الأطلسي”.
وتحثّ كييف الغرب على تزويدها بمساعدة عسكرية بما فيها طائرات حربية للدفاع عن نفسها ضدّ الغزو الروسي. ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحديدا دول أوروبا الشرقية إلى تزويده بطائرات روسية الصنع.
وطالب زيلينسكي خلال اتصال عبر الفيديو مع أعضاء في الكونغرس الأميركي أمس السبت بزيادة التمويل وتشديد العقوبات الاقتصادية ضدّ روسيا، لا سيما حظر واردات النفط والغاز الروسي.
وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” التي نقلت أقوال مشاركين في هذا الاتصال، طلب زيلنسكي مقاتلات عندما سأله زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عمّا يحتاج إليه.
وتعهّد أعضاء في الكونغرس بإرسال عشرة مليارات دولار من المساعدات لأوكرانيا، غير أن البيت الأبيض استبعد في هذه المرحلة، فرضية منع واردات النفط الروسية، خوفا من ارتفاع الأسعار للمستهلكين الأميركيين المتأثرين بالأساس من تضخم قياسي.
وأفادت ‘وول ستريت جورنال’ بأن المسؤولين الأميركيين ذكروا عددا من القضايا العملية الصعبة، بما في ذلك تسليم الطائرات إلى أوكرانيا وبأن الاتفاق سيتطلب موافقة البيت الأبيض وتحرّكا في الكونغرس.
كما أن الولايات المتحدة ليس لديها أي مقاتلات اف-16 منتجة حديثا يمكن أن تسلّمها لبولندا مقابل مقاتلات ميغ-29، لا سيّما وأن بولندا تواجه تهديدا روسيا محتملا وتحتاج إلى مقاتلاتها للدفاع عن نفسها.
وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها ستزوّد أوكرانيا بمساعدة عسكرية تصل قيمتها إلى 350 مليون دولار لمساعدة كييف في محاربة الغزو الروسي وهي المساعدة الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة.
حكومة منفى
وفي تطور آخر يشير إلى احتمال انهيار النظام الأوكراني، نقلت صحيفة ‘واشنطن بوست’ عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله أن واشنطن تعد خطط طوارئ لاحتمالات عديدة، من بينها تشكيل الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي حكومة منفى في بولندا، مضيفة أن المسؤول الأميركي اشترط عدم الكشف عن اسمه نظرا لأن الأمر يتعلق بمسألة أمنية خطيرة.
وبحسب المصدر ذاته، أثار احتمال سيطرة القوات الروسية على العاصمة “موجة من التخطيط في وزارة الخارجية والبنتاغون والوكالات الأميركية الأخرى في حال اضطرت حكومة زيلينسكي إلى الفرار من العاصمة أو من البلاد”.
وتأتي هذه التقديرات بينما قال أوليسكي دانيلوف الأمين العام لمجلس الأمن والدفاع الوطني في أوكرانيا في منشور على صفحته بفيسبوك اليوم الأحد إن روسيا تحشد قواتها لتطويق مدينة دنيبرو الأوكرانية، مركزة على عزل أوكرانيا عن البحر الأسودـ مضيفا أن روسيا لا تزال تواصل مساعيها للسيطرة على كييف.
وقالت بعثة مراقبة تابعة للأمم المتحدة اليوم الأحد إنه تم تأكيد مقتل ما لا يقل عن 364 مدنيا في أوكرانيا منذ غزو القوات الروسية للجمهورية السوفييتية السابقة في 24 فبراير/شباط، فيما أصيب 759 آخرون، على الرغم من أن الأعداد الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك بكثير.
وأضافت الأرقام الحديثة المتعلقة بالضحايا حتى الخامس من مارس/آذار، 13 وفاة و52 إصابة إلى الخسائر التي سجلها مراقبون من مكتب مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السبت.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version