انتفض ريال مدريد حامل اللقب ليعوض تأخره بهدفين إلى «ريمونتادا» أسطورية 5-2 على مضيفه ليفربول في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وقلبت ثنائية لكل من فينيسيوس جونيور وكريم بنزيمة ما بدا أنه ليلة سيئة لريال مدريد إلى انتصار رائع ترك فريق المدرب يورغن كلوب أمام مهمة شبه مستحيلة لبلوغ دور الثمانية، ودمر تاريخ الفريق الإنجليزي في قلعته الحصينة «أنفيلد رود».
وهذه هي أكبر هزيمة في تاريخ ليفربول على أرضه «أنفيلد» في دوري الأبطال إذ كانت الخسارة السابقة 3-صفر أمام ريال مدريد أيضاً في 2014( صفر-3).
وفي إعادة لنهائي العام الماضي، جاء الشوط الأول ممتعاً حيث تقدم ليفربول بلمسة رائعة بكعب القدم من داروين نونيز بعد أربع دقائق وهو الأسرع للفريق الإنجليزي في أنفيلد في دوري الأبطال، بعد تمريرة من المصري محمد صلاح.
وبعد ذلك بعشر دقائق تكررت احتفالات الجماهير عندما ارتكب الحارس تيبو كورتوا خطأ كارثياً بفشله في استلام الكرة لتتهيأ أمام محمد صلاح الذي وضعها بسهولة في الشباك.
وأصبح صلاح الهداف التاريخي لليفربول في بطولة أوروبية برصيد 44 هدفاً.
ومثلما حدث عدة مرات في طريقه إلى لقبه 14 في كأس أوروبا في العام الماضي، قلب ريال مدريد المباراة لصالحه إذ بدأ فينيسيوس الانتفاضة بتقليص الفارق بتسديدة رائعة في الزاوية البعيدة ثم أدرك التعادل بخطأ كارثي من الحارس أليسون بيكر.
وأكمل إيدر ميليتاو عودة ريال مدريد بضربة رأس قوية في بداية الشوط الثاني ليخيم الصمت على أنفيلد.
ولم يتوقف انهيار ليفربول عند هذا الحد حيث سجل بنزيمة هدفين لتهتز شباك الفريق الإنجليزي بخمسة أهداف على أرضه للمرة الثالثة فقط بجميع المسابقات هذا القرن.
وقال بنزيمة: ليلة مهمة لنا، أظهرنا شخصية وأحرزنا الأهداف عندما كنا بحاجة إليها. نريد الاحتفاظ بلقب دوري الأبطال. عانينا في البداية إذ بدأ ليفربول المباراة بشكل أفضل منا. لكننا قلبنا الأمور. نحن في موقف جيد لكن كرة القدم غير مضمونة ويجب حسم التأهل على أرضنا.
وقبل المباراة تحدث كلوب عن عدم مشاهدته لمواجهة النهائي في العام الماضي والتي فاز بها ريال مدريد 1-صفر لما مثله خسارة اللقب من عذاب.
لكن بعد 14 دقيقة بدا أن الفريق ثأر لنفسه.
ففي البداية حول نونيز تمريرة صلاح العرضية بكعب القدم داخل الشباك قبل أن يضيف المهاجم المصري الهدف الثاني بعد خطأ من كورتوا الذي كان أفضل لاعب في نهائي العام الماضي.
وكان فينيسيوس بحاجة إلى فرصة واحدة وقلص الفارق بتسديدة رائعة وبعد ذلك بقليل مرر أليسون كرة اصطدمت في فينيسيوس إلى داخل الشباك.
وفي الشوط الثاني أعطى ريال مدريد منافسه درساً في كيفية حسم المباريات وربما المواجهة بأكملها واستغل الفرص التي أتيحت له.
وأضاف ميليتاو الهدف الثالث بضربة رأس بعد ركلة حرة نفذها لوكا مودريتش، لكن الهدف الرابع جاء بمساعدة الحظ إذ اصطدمت تسديدة بنزيمة في جو جوميز لتخدع أليسون.
وأحرز بنزيمة الهدف الخامس بشكل رائع بعدما وصلته الكرة من هجمة مرتدة وراوغ أليسون وسدد في الشباك ليرفع رصيده إلى ستة أهداف أمام ليفربول في دوري الأبطال ويصبح أكثر من يهز شباك الفريق الإنجليزي في البطولة.
وقال جوردان هندرسون قائد ليفربول: من الصعب وصف ما حدث. لدينا مشاعر مختلطة، الإحباط من النتيجة. قدمنا أداء جيداً في أغلب فترات الشوط الأول ولم نكن محظوظين بالخروج بالتعادل قبل الاستراحة. ارتكبنا العديد من الأخطاء والليلة ريال مدريد عاقبنا في كل مرة.
وتحدثت الصحف الإسبانية عن تدمير ريال مدريد لأسطورة ليفربول في ملعبه، وعنونت صحيفة «الآس» أن الريال «في السماء»، وقالت إن «الفريق الأبيض فاز بليلة تاريخية على ملعب أنفيلد في مباراة تأخر فيها 2-0 خلال 14 دقيقة».
وعنونت صحيفة «ماركا» «ليلة السحرة»، وقالت أيضاً «أداء تاريخي لمدريد من أجل امانسيو»، في إشارة إلى أسطورة ريال مدريد الذي توفي صباح المباراة وكان يلقب بـ«الساحر».

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version