عرضت بكين على موسكو رؤيتها «لتسوية سياسية» للنزاع في أوكرانيا، لكن أوكرانيا أكدت أن الصين لم تستشرها في الموضوع، في حين ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بما سماه الغزو الروسي لأوكرانيا، واصفاً إياه بأنّه «إهانة للضمير الجماعي».
وتأمل كييف وحلفاؤها في حشد أكبر دعم ممكن لمشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى «سلام عادل ودائم»في أوكرانيا.
وقال غوتيريس «تشكل الذكرى السنوية الأولى.. محطة قاتمة للشعب الأوكراني وللمجتمع الدولي. هذا الغزو هو إهانة لضميرنا الجماعي»، مجدداً التحذير من تفاقم النزاع.
من جهته، اتّهم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الغرب بأنه مستعد للتضحية بأوكرانيا وبالعالم النامي من أجل إلحاق الهزيمة ببلاده. وقال السفير في اجتماع خاص للجمعية العامة للأمم المتحدة إن دول الغرب «ترغب بإلحاق الهزيمة بروسيا بشتى الطرق الممكنة»، وأشار إلى استعداد هذه الدول في هذا الإطار «ليس فقط للتضحية بأوكرانيا بل لإغراق العالم بأسره» في الحرب.
وفي موسكو، استقبل بوتين وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأربعاء في الكرملين بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. ويأتي هذا اللقاء بعد أن أعربت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عن قلقهما من أنّ الصين تستعد لتزويد روسيا بالأسلحة لمواصلة هجومها في أوكرانيا، في اتهام سارعت بكين إلى نفيه.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية في ختام المحادثات الروسية – الصينية مساء الأربعاء إنّ «الشركاء الصينيين أطلعونا على آرائهم حول الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، إضافة إلى مقارباتهم لتسويتها سياسياً». لكن خلال تلك النقاشات «لم يدر حديث حول أي +خطة+ (سلام) محددة»، كما أشارت الخارجية الروسية.
وكانت الصين وعدت بنشر اقتراحها بشأن «الحل السياسي» هذا الأسبوع.
وكشف وزير خارجيةة أوكرانيا دميترو كوليبا الذي التقى وزير الخارجية الصيني وانغ يي في ألمانيا، أن الأخير «أبلغه بعناصر أساسية لخطة السلام الصينية». وأضاف «ننتظر استلام هذا النص لدراسته بالتفصيل، لأننا لا نستطيع استخلاص النتائج بعد استعراض شفهي فقط».
وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى الأربعاء إن الحكومة الصينية لم تتشاور مع كييف أثناء إعداد خطتها المقترحة للسلام في أوكرانيا. وقال المسؤول لعدد من وسائل الإعلام، من بينها وكالة فرانس برس، طالباً عدم نشر اسمه إنّ «الصين لم تستشرنا». وحذّر المسؤول الأوكراني الكبير من أنّ أيّ خطة سلام يجب ألا تتجاوز «الخطوط الحمر» التي وضعتها كييف، بما في ذلك عدم التنازل عن أراض لروسيا التي تحتلّ مناطق في شرق البلاد وجنوبها، ولا سيّما شبه جزيرة القرم.
(وكالات)