أدّت مدينة كانو، وهي ثاني مدن نيجيريا والرئة الاقتصادية للشمال المسلم، دوراً رئيسياً في انتخاب الرئيس محمد بخاري في انتخابات 2015 وإعادة انتخابه في 2019، بعدما وعد بمحاربة المتطرّفين والفساد.

وفي حين لم يترشح بخاري (80 عاماً) حالياً لولاية ثالثة التزاماً بما ينص عليه الدستور، يتنافس أبرز المرشحين على استقطاب قاعدة الناخبين الكبيرة التي صوتت له في السابق.

نحو 93 مليون ناخب مدعوون للإدلاء بأصواتهم اليوم السبت لانتخاب خلف لبخاري، في وقت تعاني فيه البلاد أعمال عنف إرهابية وإجرامية وانفصالية، وأزمة اقتصادية خطرة.

وتشهد الانتخابات الرئاسية منافسة شرسة غير مسبوقة في التاريخ الديمقراطي لنيجيريا، بين ثلاثة مرشحين يعدون الأوفر حظاً من بين 18 مرشحاً. ويسعى هؤلاء إلى استقطاب أصوات الشمال للفوز.

ومن أبرز المتنافسين الحاكم السابق للعاصمة الاقتصادية لاغوس، بولا أحمد تينوبو، من حزب مؤتمر التقدميين الحاكم، ونائب الرئيس السابق عتيق أبوبكر من حزب الشعب الديمقراطي المعارض. وظهر في مواجهتهما مرشح قوي ثالث هو بيتر أوبي من حزب العمال، وأحدث مفاجأة، خصوصاً أنه يتمتّع بشعبية عالية في صفوف الشباب.

ومن أجل الفوز في الانتخابات، يجب أن يفوز مرشح بأغلبية الأصوات وب25% على الأقل من الأصوات في ثلثَي المحافظات البالغ عددها 36.

وتنقسم البلاد بالتساوي تقريباً بين شمال يغلب عليه المسلمون، وجنوب تقطنه أغلبية مسيحية، ويصوّت النيجيريون عموماً على أسس عرقية ودينية. وعادة ما تكون نسبة المشاركة في الانتخابات أعلى في الشمال، ما يجذب المرشحين إلى هذه المنطقة.

وزاد السباق الشرس بين المتنافسين الثلاثة الأوفر حظاً، من أهمية استقطاب أصوات ولاية كانو التي تضم أكبر عدد من الناخبين المسجلين (5.9 مليون ناخب) بعد لاغوس (7 ملايين).

وقال الأستاذ في جامعة ولاية كانو، كبيرو صوفي: «يعتمد الجميع على كانو لتغيير الواقع أو تقرير ما يحدث في السياسة، ومن يفوز ومن يخسر». وتابع: «من هنا المعركة».

ولن يكون من السهل الحصول على أصوات كانو؛ لأن حاكم الولاية السابق رابيو كوانكواسو مرشح أيضاً، ويتمتع بشعبية كبيرة. وكان كوانكواسو عضواً سابقا في حزب الشعب الديمقراطي وانشق عنه منذ عام لينضم إلى حزب صغير.

وفي حين لا يعد كوانكواسو من المرشحين الأوفر حظاً في السباق الرئاسي، إلا أن نفوذه في كانو والشمال قد يُعقِّد الأمور بالنسبة للمرشحين الثلاثة الرئيسيين.

ويشكّل انعدام الأمن والاقتصاد العنوانين الرئيسيين في الانتخابات. وزاد نقص السيولة النقدية مؤخراً من أعباء النيجيريين. وتشكلت طوابير طويلة أمام المصارف واندلعت اضطرابات عديدة في الأسابيع الأخيرة، لا سيما في كانو، وأضفى ذلك مزيداً من الضبابية على نتيجة الانتخابات.(أ.ف.ب)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version