• «دش بارد» قلب الموازين لمصلحة «الملك»
  • كوزمين يرفع رصيده إلى 13 لقباً في كرة الإمارات

دبي: علي نجم
حفر الشارقة اسمه في سجلات الذهب، ونال لقب كأس السوبر الإماراتي للمرة الثالثة في تاريخه، والثانية في زمن الاحتراف، ليتمكن الفريق «الملكي» من التتويج باللقب الثاني له هذا الموسم بعدما حصد لقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة بفوزه في النهائي على حساب الوحدة بهدف دون مقابل أيضاً.
ويقف الشارقة على أبواب كتابة التاريخ، لو قدر للفريق المضي قدماً في سكة المنافسة على الألقاب الثلاثة الرسمية، حيث يمتلك فرصة تاريخية بتحقيق 5 ألقاب رسمية هذا الموسم، في ظل تواجد الفريق الأبيض في صلب الصراع على لقب دوري أدنوك للمحترفين (يحتل المركز الرابع برصيد 34 نقطة وبفارق نقطتين عن شباب الأهلي المتصدر)، كما سيخوض في السابع من الشهر المقبل لقاء الدور ربع النهائي لمسابقة كأس صاحب السمو رئيس الدولة أمام الجزيرة، في وقت بلغ فيه الدور نصف النهائي لمسابقة كأس مصرف أبوظبي الإسلامي التي تقررت إقامة أدوارها النهائية في مايو/ أيار المقبل.
ويعتبر هذا اللقب الرابع الذي يتوج به الفريق الأبيض منذ بداية عصر الاحتراف، حيث سبق للشارقة أن توج بلقبي الدوري وكأس السوبر مع المدرب المواطن عبد العزيز العنبري، قبل أن ينجح هذا الموسم في تحقيق ثنائية كأس صاحب السمو رئيس الدولة وكأس السوبر مع المدرب الروماني كوزمين.
القيصر الملكي
كان المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل يوم من لقاء السوبر في الشندغة، فرصة لـ«القيصر» الروماني أولاريو كوزمين من أجل توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى لاعبيه لكن بـ«ديبلوماسية» من أجل تحفيزهم على تقديم صورتهم الحقيقية أمام «الزعيم».
قال كوزمين: أمتلك فريقاً مزاجياً، يمكن أن يفوز على أي منافس، أو يخسر أمام أي خصم مهما كان موقعه في الجدول.
تلك الكلمات، جاءت بمثابة «دش بارد» على الفريق الأبيض، فدخل رجال القيصر ملعب آل مكتوم ليقدموا «ملحمة» في الروح التنافسية والانضباط وتنفيذ التعليمات، حتى بدا وكأن «القيصر» يلعب من خارج الخطوط لعبة شطرنج لكن عبر «الريموت كونترول».
حبك كوزمين شبكة دفاعية، أوقع بها نجوم الفريق المنافس في الفخ، لكن خروج المدافع اليوناني مانولاس كاد أن يقلب الطاولة ويبدل المشهد، غير أن العارضة والحارس عادل الحوسني لعبا دوراً أساسياً في صنع الحدث دفاعياً.
والتزم لاعبو الفريق الملكي بتعليمات مديرهم الفني، فكان التراجع إلى الدفاع بشكل جماعي، وتضييق المساحات سواء من العمق أو حتى إغلاق منافذ العبور والهروب أمام بندر وسفيان رحيمي ويارمولينكو كفيلاً بوقف خطورة العملاق لابا، الذي وجد نفسه تحت رقابة شديدة مارس خلالها دفاع «الملك» كل السبل التي تبعد الجلاد عن شباك الحوسني.
ولأن التسجيل في مرمى العين هو «عادة» كايو لوكاس الذي زار شباك الزعيم في 6 مناسبات سابقة مع الفريق الأبيض، فقد نجح اللاعب البرازيلي في تسجيل هدف «حاسم» وإن قيد باسم اللاعب لابا خطأ في مرماه بعدما اصطدمت رأسية اللاعب البرازيلي بصدر الهداف التوغولي لتتحول إلى الشباك وهو يقف على خط مرمى فريقه.
وأدى دجانيني دور المشاكس الذي أقلق راحة الدفاع العيناوي، بينما بذل ماجد حسن ومحمد عبد الباسط دوراً كبيراً في التدخلات والسعي لقطع الإمداد الهجومي عن هجوم الفريق المنافس، وتكفل شاهين عبد الرحمن مرة جديدة بلعب دور «الصخرة» التي تكسرت عليها المحاولات، فكان حاضراً في كل توقيت، بينما لعب خالد الظنحاني والحسن صالح دورهما كأفضل ما يكون عبر تقليص خطورة الأجنحة التي يطير بها الفريق المنافس.
وخطف الحارس الحوسني كل الأضواء، بل قام بـ«سوبر تصدي» حين أبعد رأسية لابا كودجو في الشوط الثاني قبل أن تسكن مرماه، ليعود البديل البرازيلي غوستافو في تأدية دور «المنقذ السوبر»، بإبعاد كرة عن خط مرمى فريقه أسهمت في الحفاظ على نظافة شباك «الملك»، وضمان الحصول على اللقب الثمين.
سجل لابا وخسر العين
أما العين، فقد فوت على نفسه فرصة وضع إنجاز جديد في سجل النجاحات، فخسر مباراة السوبر بتوقيت صعب، وبعد سيناريو وحوار فني عجز فيه نجوم الفريق على صنع الفارق ووضع البصمة التي تحسم الموقعة الكبيرة.
وأدى لابا دور«اللاعب الشرير» حين سجل في مرمى فريقه عن طريق الخطأ، بعدما حاول إبعاد رأسية كايو لتتحول إلى شباك الحارس خالد عيسى.
ولم يجد الفريق طريق التسجيل في شباك عادل الحوسني سواء بسبب الرعونة والتسرع حيناً، أو سوء الحظ وتألق الحارس الشرقاوي الذي دافع عن مرماه ببسالة، ليخرج بشباك نظيفة أسهمت في حرمان رجال المدرب الأوكراني ريبيروف من التتويج باللقب الغالي.
وجاءت الخسارة لتكون «حسكة سمكة كبيرة» في الفم العيناوي الذي تعثر في التوقيت الصعب، وبعدما عاش 5 أسابيع من التوهج في دوري أدنوك للمحترفين ليحصد 15 نقطة كاملة عاد بها إلى صلب الصراع على قمة دورينا، بل بات بمثابة الصداع الأول للمنافسين الذين خيل لهم أن البطل خرج من مولد المنافسة مبكراً.
ويحتاج الفريق إلى ترتيب وتقييم فني دقيق، خاصة أن بعض الخيارات لم تكن صائبة، سواء تلك التي تتعلق بقدرات بعض اللاعبين الأجانب، أو ببعض الحلول التي يمتلكها المدرب على الدكة ولم تؤت بثمار إيجابية.
صناعة التاريخ
وفي الوقت الذي سيطر «البرود» على أعصاب المدرب الأوكراني، كان الروماني كوزمين ينفجر غضباً في الثواني الأخيرة من زمن المباراة، حين شعر أن الطوفان الهجومي للمنافس العيناوي قد يؤتي أكله، ليخرج الروماني عن طوره، بعدما أدى دور «الرجل الغاضب» ليحصل على البطاقة الحمراء، ويدخل في نقاش مع الحكم المونديالي لأكثر من دقيقة، وليخمد فورة المنافس، وليعبد لفريقه الطريق نحو اعتلاء منصة التاريخ والعراقة، وليمنح «الملك» اللقب الثاني له هذا الموسم.
وحفر القيصر كوزمين اسمه بأحرف من ذهب في كتاب تاريخ بطولاتنا المحلية، بعدما أصبح أول مدرب ينال لقب السوبر في 5 مناسبات مع 3 فرق.
ورفع المدرب الروماني حصيلته من الألقاب في ملاعب الإمارات إلى 13 لقباً مع كل من العين وشباب الأهلي والشارقة.
وحمل الفوز على «الزعيم» الرقم 32 للفريق الملكي في 56 مباراة لعبها تحت قيادة القيصر على مستوى كل البطولات، وفي رحلة لم يعرف فيها طعم الخسارة سوى 8 مرات (كان منها 3 في دوري أبطال آسيا).

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version