طلبت دولة الإمارات عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن بشكل عاجل، اليوم الثلاثاء، وذلك في ظل التطورات المقلقة للوضع في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة عبر «تويتر»، أمس الاثنين، «في ظل التطورات المقلقة للوضع في الضفة الغربية المحتلة، طلبت دولة الإمارات عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن بشكل عاجل اليوم الثلاثاء 28 فبراير.
يأتي ذلك، بينما قتل مستوطن مساء، أمس الاثنين، في عملية إطلاق نار على مركبة قرب أريحا، فيما توقع وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت«أياماً معقدة وحتى صعبة»، مع تطورات الأوضاع في بلدة حوارة، داعياً إلى«الهدوء وضبط النفس» ومنع الأعمال الانتقامية، في حين دانت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا عنف المستوطنين في حوارة ودعت إلى تجنب التصعيد. وحسب مصادر إسرائيلية، فإن المستوطن أصيب إصابة خطيرة في عملية إطلاق النار قرب أريحا، قبل أن يعلن عن وفاته لاحقا. وأشارت إلى أن منفذ العملية انسحب من المكان. وأوضحت المصادر أن منفذ العملية اصطدم في البداية بالسيارة ثم نزل وفتح النار. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن غور الأردن شهد عملية إطلاق نار. وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن القتيل يبلغ من العمر 25 عاما، مشيرة إلى أن قوات كبيرة من الجيش تبحث عن منفذ العملية في شارع 90 قرب أريحا.
ومن جهته، قال غالانت، خلال زيارة إلى موقع الهجوم الذي أدى إلى مقتل اثنين من المستوطنين قرب حاجز حوارة في الضفة الغربية،«نتوقع أياماً معقدة وحتى صعبة.. ربما تكون هنا في الضفة أو في منطقة القدس أو في قطاع غزة». وأضاف:«لقد أصدرت تعليماتي بشكل واضح للجيش الإسرائيلي والشاباك وقوات الأمن – بالاستعداد التام لمواجهة جميع التهديدات، من خلال زيادة النشاط في الميدان، وإضافة القوات والعناصر لحماية المستوطنات والمحاور»، داعياً الجميع في الوقت ذاته «إلى الهدوء وضبط النفس». ووفقاً لتقارير فلسطينية فقد تم خلال موجة الأعمال الانتقامية التي نفذها مستوطنون في القرية عقب العملية، قتل فلسطيني وإصابة 390 آخرين وإحراق أكثر من 100 منزل و100 سيارة.
وفي الأثناء، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن البناء الاستيطاني في الضفة الغربية سوف يستمر.
وقال نتنياهو، عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» أمس، «على عكس التقارير، سيستمر بناء المستوطنات في الضفة الغربية وفقاً للجدول الزمني المخطط له دون تغيير أو تجميد للقرار».
وفي إطار ردود الفعل الدولية، دعت الحكومة الألمانية، أمس الاثنين إلى«تجنب تصعيد الوضع المتوتر» أصلاً في الضفة الغربية المحتلة بعد هجوم المستوطنين على قرية حوارة. وقال كريستوفر برغر الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية خلال مؤتمر صحفي «من الملح احترام الاتفاقات لتجنب التصعيد وأن يلتزم الجميع الآن بعدم تأجيج وضع متوتر جداً في الأصل».
واعتبرت فرنسا أن«أعمال العنف ضد المدنيين الفلسطينيين غير مقبولة» في الضفة. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان «فرنسا تدين بشدة الهجوم الذي أسفر عن مقتل إسرائيليين في 26 شباط/فبراير. أعمال العنف ضد المدنيين الفلسطينيين غير مقبولة». وأضافت «تدعو فرنسا جميع الأطراف إلى تجنب تأجيج العنف والمساهمة في وقف التصعيد. وتطالب الحكومة الإسرائيلية، بموجب مسؤوليتها كقوة احتلال، بحماية المدنيين الفلسطينيين وملاحقة مرتكبي أعمال العنف». بدورها قالت السفارة البريطانية:«مشاهد عنف المستوطنين في حوارة والقرى المجاورة أمس الأول الأحد، التي أدت إلى إصابة ما يقرب من 400 فلسطيني وإحراق عشرات المنازل والشركات والسيارات مروّعة. يجب تقديم المستوطنين المسؤولين عن هذا العنف إلى العدالة. السلام يجب أن يسود».
وأضافت:«المملكة المتحدة تدين مقتل سامح الأقطش خلال نفس الهجمات التي نفذها المستوطنون. كان سامح عامل إغاثة فلسطيني خاطر بحياته لإنقاذ ضحايا الزلزال في تركيا. إننا نحث إسرائيل على محاسبة مرتكبي هذه الجريمة المروعة».(وكالات)