واصلت القوات الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، البحث عن منفذ عملية إطلاق النار قرب أريحا، حيث دفعت بمزيد من القوات، وأغلقت مداخل المدينة، واقتحمت عدداً من منازل الفلسطينيين، بالتزامن مع تشديد الطوق الأمني المفروض على مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، فيما دعا المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية بالقدس، إلى «محاسبة كاملة وملاحقة» للمسؤولين عن هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين، وأعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء موجة العنف الجديدة في الأراضي الفلسطينية، في حين شدد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، على أن بناء المستوطنات الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية سيستمر في عهد الحكومة الحالية، كما كان في عهد سابقتها.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، اعتدى مستوطنون على سيارة إسعاف أثناء مرورها من حاجز زعترة، حيث كانت تنقل طفلة مريضة إلى قسم العناية المكثفة بمستشفى في رام الله، وقد أصيبت والدة الطفلة بجروح جراء تكسير المستوطنين لزجاج سيارة الإسعاف. وكانت نابلس قد شهدت أعمال عنف، تراوحت بين مهاجمة مركبات الفلسطينيين وحدوث مواجهات في حوّارة جنوب نابلس إلى حرق وتدمير عشرات المنازل. وبالتزامن، دفع الجيش الإسرائيلي بالمزيد من التعزيزات العسكرية للضفة عبر فرض طوق أمني على المدينة وحشد كتيبة عسكرية رابعة، في محاولة لتعزيز عمليات مطاردة منفذ عمليتي أريحا وحوارة في ظل تصاعد حدة اعتداءات المستوطنين في الضفة. وأوضحت مصادر فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي يمنع الفلسطينيين من الدخول إلى حوارة وبيتا، فيما يسمح بالخروج منهما فقط. وشهدت العديد من البلدات في الأراضي الفلسطينية مواجهات عنيفة مع القوات الإسرائيلية، تحديداً في جنوب نابلس وجنوب جنين وبعض بلدات القدس ورام الله.

وفي السياق، دعا المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية بالقدس، أمس الثلاثاء، إلى «محاسبة كاملة وملاحقة» للمسؤولين عن هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين وتعويض من فقدوا ممتلكاتهم خلال أحداث العنف الأخيرة بالضفة الغربية. وقال المكتب عبر حسابه على تويتر إن الممثل الأمريكي الخاص للشؤون الفلسطينية هادي عمرو دان «أعمال العنف العشوائية واسعة النطاق» من جانب المستوطنين في الضفة الغربية، مؤكداً أنها «غير مقبولة». وأضاف المكتب أن عمرو عبر عن القلق البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية.

وفي وقت سابق، أعرب الاتحاد الأوروبي في بيان، أمس الثلاثاء، عن قلقه البالغ إزاء استمرار تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وندد بالهجومين اللذين وقعا بالضفة الغربية يومي الأحد والاثنين وقتل فيهما 3 إسرائيليين. كما دان أعمال عنف المستوطنين التي أسفرت عن مقتل فلسطيني وإصابة عدة مئات من الفلسطينيين وإحراق منازل ومتاجر وتدمير الممتلكات الفلسطينية.

من جهة أخرى، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من خطوات أحادية الجانب تمنع تنفيذ حل الدولتين وبضمنها «استمرار البناء في المستوطنات»، كما حذّرت من أن تطبيق عقوبة الإعدام الذي وافقت عليه اللجنة الوزارية الإسرائيلية للشؤون التشريعية بعدما تقدّم به حزب «القوة اليهودية» الذي يترأسه إيتمار بن غفير، سيكون «خطأ فادحاً». وقالت «نحن قلقون خصوصاً من خطة تطبيق عقوبة الإعدام». كما أعربت الوزيرة عن تحفظها على مشروع لتعديل النظام القضائي بقيادة حكومة بنيامين نتنياهو أثار تظاهرات في البلاد. وأوضحت «من بين القيم التي تربطنا، حماية مبادئ سيادة القانون مثل استقلال القضاء».(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version