أبوظبي: عماد الدين خليل

أكدت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، وأستاذة العلوم السياسية في جامعة الإمارات، أن الحرب في أوكرانيا تمثل ذروة الأزمة المتفاعلة بين روسيا والغرب منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، لافتة إلى أن تداعيات الحرب ستشمل أبعاداً متعددة، جيواستراتيجية وسياسية وعسكرية واقتصادية.

وناقشت ندوة نظمها مركز الإمارات للسياسات «عن بعد» حول «الحرب في أوكرانيا: التداعيات الجيوسياسية والجيواقتصادية الدولية» انعكاسات الحرب في أوكرانيا على النظام الدولي والوضعين الجيوسياسي والجيواقتصادي العالمي، وأهداف ومصالح الأطراف الرئيسية (روسيا وأوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة) في التعاطي مع الحرب، والسيناريوهات المتوقعة للحرب، وانعكاسات الحرب على السياسة الدفاعية والخارجية للاتحاد الأوروبي، وعلى حلف «الناتو».

ارتفاع أسعار الغذاء

وأكد المتحدثون أن تلك الأزمة سيكون لها تأثيرات طويلة المدى في العلاقات الأوربية الروسية، كما سيكون هناك ارتفاع كبير في أسعار الأغذية في الشرق الأوسط بسبب الحرب الحالية في أوكرانيا، كما ناقش المتحدثون في الندوة تأثير الحرب أو الأزمة في مستقبل كلٍّ من الاستراتيجية الأمريكية تجاه روسيا والتحالف الروسي-الصيني، وتأثيرات نتائج الحرب الأوكرانية في النظام الدولي وفي الاقتصاد العالمي وجيوسياسة الطاقة.

وقال الدكتور أندريه كورتونوف، مدير عام مجلس الشؤون الدولية الروسي، والخبير البارز في شؤون السياسة الخارجية الروسية والعلاقات الدولية المعاصرة، كنا نعتقد أن الحرب الأوكرانية لن تحدث، وأن الحشود الروسية على حدود أوكرانيا مجرد محاولة للفت انتباه الغرب.

وأضاف أن هذه الأزمة ستكون لها تأثيرات طويلة المدى في العلاقات الأوربية الروسية، لافتاً إلى أنه سيكون هناك ارتفاع كبير في أسعار الأغذية في الشرق الأوسط بسبب الحرب الحالية في أوكرانيا، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تصبح روسيا أكثر اعتمادية على الصين، ما يعني زيادة قوة الصين في مواجهة الولايات المتحدة، وبالتالي ستكون الصين هي الرابحة من هذه الأزمة، بينما ستخسر بقية الأطراف.

مآلات التصعيد

وأضاف كليف كوبتشان، رئيس «مجموعة أوراسيا»، والخبير البارز في السياسة الروسية، أن هناك أخطاء ارتكبها الغرب لكنها لا تبرر شن روسيا للحرب على أوكرانيا، مشيراً إلى أنه كان يمكن للغرب أن يعالج العلاقات مع روسيا بعد الحقبة السوفييتية بطريقة مختلفة، لافتاً إلى أن القلق حالياً يتمركز حول أين سيتجه التصعيد في هذه الحرب؟ وأوضح أن خلال تلك الأزمة هناك فرصة جيدة للسويد وفنلندا للانضمام إلى حلف «الناتو»، مؤكداً أنه طالما بقيت الحكومة الروسية الحالية فسيكون من الصعب التفاهم بينها وبين الولايات المتحدة.

خيارات للخروج من المأزق

وقال الدكتور ستيفان ماير، مدير مجلس الإدارة المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، والخبير في السياسة الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي وألمانيا، إن أحد إنجازات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو توحيد الأوروبيين والاتحاد الأوروبي حول الموقف من حربه في أوكرانيا، مؤكداً أن «الناتو» لم يهدد أحداً، بل كان هناك في السابق تعاون بينه وبين روسيا.

من جانبه، قال هاني فندقلي، نائب رئيس مجموعة كلينتون في نيويورك، والخبير الدولي في الاستثمار والتنمية، إنه مازال للغرب والروس خيارات متعددة للخروج من هذا المأزق والحرب في أوكرانيا، حيث إن الجميع صدم من حجم وطريقة التدخل العسكري لروسيا في أوكرانيا، لافتاً إلى أن «الناتو» تلقى تحذيرات روسية بخصوص توسعه نحو الشرق مثل الحرب في جورجيا والتدخل الروسي المحدود في أوكرانيا عام 2014.

وأضاف أن المواجهة الصينية الأمريكية ضئيلة الاحتمال خلال المستقبل القريب، لافتاً إلى أن شدة العقوبات التي فرضتها أمريكا أكبر من أي عقوبات في السابق ما دفع روسيا إلى تنويع تبادل الاحتياطي النقدي الأجنبي لديها، ما سيمكّنها من إبقاء بعض احتياطها النقدي بعيداً عن متناول أمريكا.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version