كينشاسا – أ ف ب
اختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جولة إفريقية، السبت، من كينشاسا بتوجيه تحذيرات صارمة خصوصاً لكيغالي على خلفية النزاع شرقي الكونغو الديمقراطية إلا أنه لم يصدر إدانة صريحة لرواندا.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي، إن الكونغو الديمقراطية: «يجب ألا تكون غنيمة حرب، يجب أن يتوقف النهب المكشوف للبلاد. لا للنهب ولا للبلقنة ولا للحرب». وكان تشيسكيدي دان «العدوان الظالم والهمجي» الذي تعد بلاده نفسها ضحية له.
وتتهم الكونغو الديمقراطية وخبراء من الأمم المتحدة رواندا بدعم حركة «23 مارس» المتمردة التي استولت منذ العام الماضي على مساحات شاسعة من الأراضي في إقليم شمالي كيفو.
ونددت وزارة الخارجية الفرنسية بهذا الدعم، لكن كينشاسا تقول إن التنديد غير كافٍ، وتتوقع من باريس اتخاذ تدابير ملموسة ضد كيغالي.
وقال الرئيس الفرنسي: «ما نتوقعه من رواندا والجهات الأخرى الفاعلة هو التزام التعهدات التي وعدوا بها تحت إشراف وسطاء، وإذا لم يحترموها، فعندئذ تكون هناك عقوبات، أقول ذلك بوضوح شديد».
وحاول ماكرون القيام بمهمة مساعٍ حميدة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر/أيلول الماضي، لبدء خفض للتصعيد شرقي الكونغو الديمقراطية، حيث تتقدم حركة 23 مارس المتمردة.
وأدى ماكرون دور الوسيط في اجتماع بين الرئيس الكونغولي ونظيره الرواندي بول كاغامي المتهم بدعم التمرد. وشددت الرئاسة الفرنسية بعد ذلك على نجاح دبلوماسي في نزاع مستمر منذ نحو ثلاثين عاماً، لكن حركة التمرد استأنفت تقدمها منذ ذلك الحين.
ويواجه ماكرون اتهامات بالانحياز لكاغامي بعد السنوات السوداء التي أعقبت الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا واتهامات لفرنسا بالتورط في حمام الدم هذا.
وأكد ماكرون أنه خلال مناقشاته مع الرؤساء الأنغولي جواو لورينسو والكونغولي تشيسكيدي والرواندي بول كاغامي، رأى «دعماً واضحاً» من أطراف النزاع في الكونغو الديمقراطية لوقف لإطلاق النار «الثلاثاء المقبل» شرقي البلاد.
وأشار إلى أن ممثلي حركة «23 مارس» التزموا أيضاً بهذا الأمر. وأعلن وقف إطلاق النار مرات عدة في الأشهر الأخيرة، لكن لم يتم احترام أي منها.
وجمهورية الكونغو الديمقراطية هي المحطة الرابعة والأخيرة في جولة إيمانويل ماكرون في وسط إفريقيا التي زار خلالها الغابون لحضور قمة حول الغابات، وأنغولا والكونغو-برازافيل.
وشدد الرئيس الفرنسي طوال جولته على الرسالة نفسها، ومفادها بأن فرنسا القوة الاستعمارية السابقة، تريد تطوير علاقة جديدة مع إفريقيا قوامها «التواضع» وشراكات «مسؤولة ومتوازنة». وخلال زيارته إلى كينشاسا، التقى البروفيسور جان جاك مويمبي الذي أسهم في اكتشاف فيروس إيبولا.