بيروت: «الخليج»:
كشفت تقارير إخبارية، أمس السبت، عن جهود دبلوماسية ومحلية تبذل لتحريك الملف الرئاسي اللبناني، فيما جدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري دعمه لترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وقال، أنا قلت إنّ مرشحنا هو الوزير فرنجية، فليتفضلوا ويتفقوا على مرشح أو أكثر، ولننزل إلى المجلس النيابي، ونحتكم للعبة الديمقراطية، في جو التنافس الصحي، وننتخب رئيس الجمهورية.
ورغم استعادة الحركة السياسية المتصلة بالانتخابات الرئاسية اللبنانية حيوية في اليومين الأخيرين، من خلال حراك دبلوماسي وبيانات خارجية تحث اللبنانيين على انتخاب رئيس، من دون أن تقدم مبادرات لإخراج رئاسة لبنان من القمقم المحتجزة فيه، بدا من النتائج الواضحة لهذه الحركة أنها تهدف إلى إطلاق محاولات جديدة لتذليل العقبات التي تعترض الاستحقاق، لكنها لم تُفضِ إلى أي جديد ملموس بعد؛ لأن التعطيل يبقى الأقوى حتى جلاء الصورة، وتبيان خلفيات وأهداف ونتائج الحراك الدبلوماسي في الاتجاهات السياسية المختلفة، والذي بدأته أولاً، السفيرة الفرنسيّة في بيروت آن غريو، وأكملته السفيرة الأمريكية دوروثي شيّا. وتشير مصادر مطّلعة على أجواء الحراكين وتفاصيل المداولات التي جرت في غرف اللقاءات المغلقة، أنّها تقرأ «إيجابية في الحراكين الفرنسي والأمريكي، أولاً لإحاطتهما بصمت، حيث لا تصريحات علنية، وثانياً، لأنّهما ليسا خطوتين منفردتين من قبل السفيرتين، بل جاءا إنفاذاً لقرار الإدارتين الفرنسية والأمريكية، وبالتالي، فالحراكان غير منفصلين، بل هما منسّقان ومكمّلان لبعضهما. وثالثاً، لأنّهما يسيران كما هو واضح وفق ما تبدو أنّها مقاربة جديدة للملف الرئاسي، قد يكون المُراد منها إيداع «رسالة ما» في صندوق البريد الرئاسي اللبناني، للدفع بزخم أكبر في الاتجاه الذي يقرّب انتخاب رئيس الجمهورية، وإعادة انتظام الواقع السياسي والمؤسساتي في لبنان».
في غضون ذلك، تنهمك الأوساط السياسية اللبنانية، على اختلافها، في محاولة فك شيفرة مبادرة بري من مغادرة التحفظ، إلى التسمية العلنية لرئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، في هذا التوقيت بالذات، كمرشّح لرئاسة الجمهورية. ونقل عن الرئيس بري قوله في حديث صحفي: «البلد منكوب، ووضعه ينحدر من سيّئ إلى أسوأ، وخطيئة التعطيل فاقمت الانهيار الذي باتت آثاره المدمّرة تهدّد حاضر البلد ومستقبله، وبالتالي لا يمكن أن يستمر الحال على ما هو عليه». وأكّد «أنّ إتمام الملف الرئاسي بات واجباً وطنياً وإنسانياً وأخلاقياً، ومن هنا كانت المبادرة إلى إعلان تأييد ترشيح فرنجية، وهي خطوة لعلّها تحفّز سائر الأطراف على تقديم مرشح أو مرشحين»، وقال: «صار من الضروري أن تحصل ترشيحات، وهو أمر بديهي، حتى يحصل تنافس، ونحن جاهزون للنزول إلى المجلس النيابي؛ حيث إنّه في اللحظة التي تتوفر فيها فرصة التنافس، سأبادر فوراً إلى الدعوة إلى جلسة انتخابية، ولتجرِ الانتخابات ولينجحْ من ينجح».
من جهته، أعرب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، عن رفضه لترشيح فرنجية، باعتباره مرشحاً ل«حزب الله وحركة أمل»، مشدداً على ضرورة انتخاب رئيس قادر على حل الأزمات اللبنانية، لافتاً إلى أن المعارضة موحدة في مقاربة الاستحقاق الرئاسي. وفي السياق ذاته، قال نائب عكار، سجيع عطية، إننا «مع حضور الجلسات وعدم الانسحاب، وهناك عاطفة تجاه رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، وما دام رئيس مجلس النواب رفض تعديل الدستور، فحظوظ قائد الجيش جوزاف عون تراجعت». ولفت إلى أنه «إذا كان فرنجية سيشكل انقساماً بالبلد، فنفضل الذهاب لخيار ثالث وسطي».
بدوره، أعرب النائب عن كتلة «اللقاء الديمقراطي» فيصل الصايغ عن أسفه لتراكم الأفكار الطائفية، وتصاعد حدّة هذا الخطاب، محذّراً من مغبّته، مشيراً إلى أن الحل يكمن في العودة إلى الطائف لإلغاء الطائفية السياسية من جهة، وإنجاز الاستحقاقات، وأولها انتخابات رئاسة الجمهورية، لانتظام عمل المؤسسات من جهة أخرى.