استعرت الخلافات بين الوزراء داخل الحكومة الإسرائيلية التي يرأسها بنيامين نتنياهو، وفق ما ذكرت، أمس الأحد، وسائل إعلام إسرائيلية، فيما حاول نتنياهو تهدئة الغضب العالمي من تصريحات وزير ماليته بتسلئيل سموتريتش التي دعا فيها إلى «محو» قرية فلسطينية، بينما اتهم وزير الجيش الإسرائيلي السابق وعضو الكنيست بيني غانتس، نتنياهو بأنه «باع إسرائيل للمتطرفين». وبالتزامن صادقت لجنة التشريعات والقوانين في الكنيست على تمرير مشروعي القانونين، الهادفين لتقويض صلاحيات المحكمة العليا، لصالح السلطات الحكومية والبرلمانية. في وقت شهدت شوارع تل أبيب وعدة مدن وبلدات أخرى، وللأسبوع التاسع على التوالي، تظاهرات حاشدة ضمت عشرات الآلاف، احتجاجاً على التعديلات القضائية.
صراع بين الوزراء
وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت وقناة كان العبرية أن «وزير الجيش يوآف غالانت حذر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير من أنه سيقاطعه إذا استمر في تسريب محتوى محادثاتهم الخاصة لوسائل الإعلام، حيث فعل ذلك 3 مرات». وأضافت القناة أن «بن غفير حاول يوم الجمعة الاتصال بالوزير غالانت للحصول على توضيحات بشأن اعتقال مستوطنين اثنين، لكن غالانت لم يجب على الاتصال، ما دفع بن غفير إلى الاتصال برئيس الوزراء». وحاول نتنياهو، أمس الأحد تخفيف حدة الغضب العالمي من دعوة عضو يميني متطرف في حكومته إلى «محو» قرية حوارة الفلسطينية بالقول إنها «غير لائقة». لكن نتنياهو لم يوجه اللوم إلى سموتريتش. ومع تكهن وسائل إعلام إسرائيلية بأن الإدارة الأمريكية ستتجاهل سموتريتش عندما يزور واشنطن الأسبوع المقبل، مما سيعقد علاقاتها مع حكومة نتنياهو، تراجع الوزير الإسرائيلي عن تصريحاته، لكنه لم يقدم اعتذاراً. وقال للقناة الثانية عشرة في التلفزيون الإسرائيلي «خانني التعبير بدافع الانزعاج وجاء اختيار كلماتي في شكل سيئ». وكتب نتنياهو تغريدة أمس الأحد قال فيها: «من المهم لنا جميعاً أن نعمل على تخفيف حدة الخطاب، وتلطيف الجو».
ورداً على تغريدة رئيس الوزراء، قال غانتس: «نتنياهو، لا أعتقد أنك تعرفه (يقصد سموتريتش).. أنت قارئ، عليك أن تمضي 15 دقيقة في قراءة «خطة قراره».. لقد بعت البلاد للمتطرفين». وكان رئيس الوزراء السابق يائير لابيد وصف الليلة قبل الماضية، سموتريتش بالكاذب كما وصف بن غفير بمهرج «التيك توك». وقال لابيد إن «بن غفير يواصل التحريض على العنف وتشجيعه، وهذا لم يحدث من قبل بأن يحرض وزير في الحكومة علنا على نشوب مواجهة بين الشرطة والجمهور».
ربع مليون متظاهر
وفي موازاة الصراع الداخلي، خرج آلاف المتظاهرين الإسرائيليين للمشاركة في تظاهرات حاشدة للأسبوع التاسع على التوالي احتجاجاً على سياسات حكومة نتنياهو وخططها لتعديل النظام القضائي. وتظاهر نحو 250 ألفاً ليل السبت، في تل أبيب وعدة بلدات وعلى مفارق رئيسة ضد حكومة نتنياهو لإضعاف القضاء، وذلك بعد أن شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً في وتيرة الاحتجاجات. وجاءت الاحتجاجات وتحديداً المركزية منها في شارع «كابلان» بتل أبيب بمشاركة أكثر 160 ألف متظاهر. واجتاز المتظاهرون في تل أبيب حواجز الشرطة التي نصبت لمنعهم من النزول إلى شارع «أيالون»، واعتقلت الشرطة عدداً من المتظاهرين فيما دفعت بقوات معززة إلى المكان. واستخدمت الشرطة وحدة الخيالة ومركبة ضخ المياه العادمة لتفريق المتظاهرين الذين أغلقوا شارع «أيالون». وامتدت الاحتجاجات إلى عشرات البلدات من بينها حيفا، والقدس، وبئر السبع وغيرها. (وكالات)