إعداد: علي نجم

هل تعقدت حسابات الشارقة في لعبة حسابات المنافسة على لقب دوري أدنوك للمحترفين، أم أنه لا يزال في الصراع؟

ذلك السؤال الأبرز الذي فتح بازار الحوار عنه مع إسدال الستار على مباريات المرحلة 18 من المسابقة التي لعبت فيها الأرض ضد أصحابها.

سقط الشارقة على أرضه بعد أقل من أسبوع من تتويجه بلقب كأس السوبر، حين خسر أمام ضيفه الجزيرة، ليتجرع كأس الخسارة للمرة الثالثة على أرضه والرابعة هذا الموسم. وبات اللعب في الإمارة الباسمة مشكلة الفريق الأبيض، الذي لم يحصد سوى 12 نقطة على أرضه من أصل 29 ممكنة، ليكون قد أضاع في معقله وبين جماهيره 17 نقطة، وهي حصيلة قمة في السلبية لفريق يضم كوكبة من النجوم العالميين والمحليين في تشكيلته الأساسية وعلى دكة البدلاء.

كان علي مبخوت في ليلة التوهج، وقدم 90 دقيقة هي الأروع هذا الموسم للنجم والهداف الكبير الذي اقترب من دخول نادي المئتي هدف بعد تسجيله الهدف رقم 198 في تاريخ الدوري.

ولعب مبخوت دور «المايسترو» في اللقاء، فنال ركلة جزاء ترجمها بنفسه إلى هدف، قبل أن يسهم في الثاني بعدما ارتدت تسديدته من الحارس ليتابعها المغربي أشرف بن شرقي داخل الشباك، قبل أن يصنع برأسه هدف الفوز للاعب خلفان مبارك.

وبات الشارقة يتأخر بفارق 5 نقاط كاملة عن صدارة شباب الأهلي، لكن موقف الفريق في جدول الترتيب بات يوجب عليه صنع «ريمونتادا» بضمان الفوز في الجولات الأخيرة كاملة حتى يتسنى له قلب المشهد، وصنع ملحمة الفوز باللقب.

وتعتبر هذه الخسارة الثالثة ل«الملك» على أرضه أمام المنافسين المباشرين (خسر أمام الوصل والوحدة بنتيجة 1-صفر وأمام الجزيرة 2-3، بينما كان قد خسر في خورفكان في الجولة السابقة بهدف دون مقابل أيضاً).

وكان هدف البرازيلي المقيم لوان هو الهدف 100 للشارقة مع القيصر الروماني في كل البطولات (57 مباراة)، علماً أن الهدف الأول في عهد كوزمين كان بتوقيع البرازيلي المقيم ماركوس ميلوني في شباك خورفكان.

وتعتبر هذه المرة الثانية التي تهتز بها شباك الشارقة بالثلاثة في حقبة المدرب الروماني بعدما كان الجزيرة قد فعلها ذهاباً في مباراة مجنونة انتهت بالتعادل 3-3.

وحملت الخسارة أمام الجزيرة الرقم 25 لكوزمين في تاريخ المسابقة، التي قاد بها فرق العين وشباب الأهلي والشارقة في 197 مباراة حتى الآن.

صدارة حمراء

وكان شباب الأهلي قد أحكم قبضته على الصدارة حين لعب بأسلوب «اضرب واهرب» أمام مضيفه اتحاد كلباء، حيث عرف من أين تؤكل الكتف في هذه المواجهة الصعبة التي حولها لاعبه كارتابيا سهلة بتسجيل هدف الافتتاح في الدقائق الخمس الأولى من زمن المباراة.

وأصبح كارتابيا أيقونة تشكيلة المدرب البرتغالي جارديم، ليتحول من دور صانع الأهداف والخطر، إلى الهداف القاتل في تشكيلة الفرسان، بعدما واصل مسلسل التميز والتسجيل للجولة الرابعة على التوالي، ليرفع غلته إلى 7 أهداف في الموسم، وليصبح في رصيده 15 هدفاً في 49 مباراة شارك بها في المسابقة خلال آخر 4 مواسم.

الزعيم قادم

وتناسى العين مرارة خسارة السوبر، ليعود إلى حلبة الدوري من جديد بحلة وطموح أكبر، ليحقق فوزاً مستحقاً ومتوقعاً على دبا الفجيرة الأخير بثلاثية نظيفة، رفع بها غلته إلى 37 نقطة، ليبقى ثالثاً في جدول الترتيب، وزاد بها رصيده من الأهداف إلى 48 هدفاً ليقترب من الخمسينية التهديفية هذا الموسم. ونجح «الزعيم» في تحقيق فوزه السادس على التوالي، وخاض المباراة العاشرة دون خسارة وتحديداً منذ السقوط في المرحلة الثامنة، ليحقق في آخر 10 جولات 7 انتصارات و3 تعادلات.

وأصبح العين على بعد فوز واحد من معادلة سلسلة الوحدة من الانتصارات هذا الموسم (7 فوز على التوالي) والتي حققها «العنابي» ما بين الجولتين الرابعة والعاشرة.

الأصفر يتوهج

وتألق الوصل بتحقيق الفوز الرابع على التوالي (أفضل سلسلة فوز للفريق هذا الموسم)، ليتمسك بوصافة الترتيب بعدما عاد من ملعب حمدان بن زايد بالعلامة الكاملة على حساب وصيف القاع. وتذوق «الإمبراطور» طعم الفوز الرابع على التوالي، وذلك للمرة الأولى منذ موسم 2016 2017، حين حقق 4 انتصارات على التوالي في الجولات الأربع الأخيرة من الموسم الذي حل به وصيفاًَ خلف الجزيرة.

وأكد المغربي سفيان بوفنتي التخصص بزيارة شباك الظفرة، فعاد ليهز مرمى عبد الله سلطان إياباً، بعد ثنائية الذهاب، ليرفع غلته إلى 4 أهداف وليصبح هداف المدافعين في دورينا هذا الموسم، قبل أن يسجل الأرجنتيني شنكلاي هدف تأكيد الانتصار في الرمق الأخير من زمن المباراة، ليكون هدف الفريق الذهبي الخمسين في شباك الظفرة في سلسلة مواجهات الفريقين في المحترفين. وتحول شنكلاي إلى تميمة حظ مع «الإمبراطور»، الذي لم يخسر أي مباراة سجل فيها اللاعب الأرجنتيني (فاز 5- تعادل 1).

وفشل الظفرة في الخروج من دوامة الهزائم رغم تغيير الجهاز الفني، ليخسر الفريق المباراة ال 14 له على أرضه في آخر 24 مباراة في ملعب حمدان بن زايد.

خسارة مؤلمة

مني النصر بخسارة مؤلمة أمام ضيفه الوحدة بهدف دون مقابل، في لقاء كان فيه «العميد» الطرف الأكثر خطورة وتهديداً، لكن السقوط المر ثبت من موقف الفريق الأزرق على مشارف دائرة الخطر.

وتعتبر هذه الخسارة هي الخامسة للفريق على أرضه هذا الموسم، وال 60 للفريق الأزرق على أرضه في حقبة المحترفين، خلال 178 مباراة لعبها في الملعب الأزرق في حقبة المحترفين.

وجاء هدف النصر للضيف العنابي برأسية المقيم الأرجنتيني فاكوندو الذي تحول إلى صانع للسعادة في الدور الثاني هذا الموسم، بعدما سجل هدف الافتتاح لفريقه في مرمى الوصل (الجولة 14)، قبل أن يسجل هدف الفوز على البطائح في المرحلة السابقة، ليعود ويسجل هدف الانتصار الثمين على النصر.

وقد تنفس «العميد» الصعداء، خاصة أن التعثر الجديد تزامن مع سقوط كل من دبا الفجيرة الأخير (4 نقاط) والظفرة وصيف القاع (7 نقاط) في فخ الخسارة أمام العين والوصل، ليبقى المشهد على ما هو عليه في قاع الترتيب دون تبديل في المواقع أو تغيير في عداد الثلاثي المهدد.

وتنفس البطائح بدوره الصعداء، بعدما نال نقطة من خورفكان في مباراة مثيرة شهدت تسجيل 4 أهداف، ليخرج كل فريق وفي جعبته نقطة واحدة، فتقدم خورفكان إلى المركز التاسع بدلاً من بني ياس، ووسع البطائح الصاعد حديثاً الفارق بينه وبين الظفرة قبل الأخير إلى 9 نقاط، ليعزز من آمال الفريق بالبقاء لموسم جديد مع الكبار.

وشهدت الجولة تحقيق عجمان الفوز العاشر في 18 جولة، ليحصد الفريق البرتقالي 32 نقطة، وليبقى على مشارف دائرة الفرق التي تمتلك فرصة كبيرة بإنهاء الموسم بين الأربعة الكبار للمرة الأولى في تاريخ مشاركة الفريق في عالم الأضواء والكبار.

300 هدف بالقدم و81 بالرأس

بلغ عدد الأهداف المسجلة حتى نهاية الجولة ال18 من دوري أدنوك للمحترفين 381 هدفاً. وشهدت الجولة ال18 تسجيل 23 هدفاً، كانت حصة الأسد منها للاعبين الأجانب، برصيد 14 هدفاً. وكان هدف خلفان مبارك في مرمى الشارقة في الوقت القاتل من زمن المباراة، هو الهدف ال 300 الذي يسجل هذا الموسم بالقدم، مقابل تسجيل 81 هدفاً رأسياً حتى الآن. وكشفت الإحصاءات الخاصة بدورينا، أن معدل الأهداف يسجل ارتفاعاً كبيراً في دورينا خلال ربع الساعة الأخير من زمن المباريات. وشهد الربع الأخير من مباراة الشارقة والجزيرة تسجيل هدفين، كان الأول عبر لاعب الشارقة لوان بيريرا ليكون الهدف 100 هذا الموسم الذي يسجل في ربع الساعة الأخير.

صدارة الهدافين

توقف التوغولي لابا كودجو متصدر ترتيب هدافي دورينا عن هز الشباك في المرحلة 18، بعدما أضاع ركلة جزاء أمام دبا الفجيرة، لينجح علي مبخوت بتقليص الفارق معه إلى 3 أهداف. ودخل المغربي سفيان رحيمي والتونسي فراس بالعربي قائمة أصحاب الأهداف العشرة، بتسجيل الأول هدفاً في مرمى دبا، والثاني ثنائية في مرمى بني ياس. وهنا ترتيب أبرز الهدافين: 20 هدفاً: التوغولي لابا كودجو (العين). 17 هدفاً: علي مبخوت (الجزيرة). 13 هدفاً: فابيو ليما (الوصل). 11 هدفاً: البرازيلي جواو بيدرو (الوحدة). 10 أهداف: البرازيلي لورنسي (البطائح)، والتونسي فراس بالعربي (عجمان)، والمغربي سفيان رحيمي (العين).

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version