يواجه وزير الصحة البريطاني السابق مات هانكوك، انتقادات واسعة، عقب تسرب رسائل تدين طريقة تعامله مع أزمة جائحة كورونا عام 2020.

تسربت عدة محادثات تخص مات هانكوك، تصل إلى 10 آلاف رسالة، نشرتها صحيفة تليغراف البريطانية، والتي كشفت عن عدة أزمات داخل حكومة بوريس جونسون، خاصة وقت جائحة كورونا.

ورفض مات هانكوك نصيحة تلقاها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، من كريس ويتي، كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا، لتعديل فترة الحجر الصحي للمصابين بفيروس كورونا من 14 يوماً إلى خمسة أيام من ثبوت إيجابية العينة، لأن هذا سيعني أن الحكومة كانت على خطأ، وفقاً لمحادثات واتس آب المسربة.

وكشفت الرسائل المتبادلة بين هانكوك وويتي أن فترة العزل لمدة 14 يوماً كانت أطول من اللازم، وبحلول ذلك الوقت، كان قد طُلب من نحو مليون شخص في إنجلترا، كانوا على اتصال بشخص مصاب بفيروس كورونا، أن يعزلوا أنفسهم لمدة أسبوعين كاملين، حتى لو لم تظهر عليهم أية أعراض.

وفي ذلك التوقيت كان كريس ويتي ومستشارون حكوميون آخرون يؤيدون تجربة النظام البديل، لكن مات هانكوك قاوم الفكرة، قائلاً: إن تقليص المدة إلى 5 أيام، يبدو وكأنه تخفيف هائل، مشيراً إلى أن إلغاء شرط الحجر الصحي قد يجعل الأمر يبدو، أن الحكومة قد ارتكبت خطأ.

وكشفت تسريبات أخرى، كيف كافح هانكوك لينسب لنفسه الفضل في نجاح حملة الترويج للحصول على اللقاح داخل بريطانيا؛ حيث قال لزملائه «الجميع يعرف أنني السيد لقاح، وهذا هو الطريق للخروج»، مشيراً إلى أن تسريع الموافقة على اللقاحات كان انتصاراً له.

وأظهرت الرسائل أن مات هانكوك كان يعتقد أن كيت بينهام، المسؤولة عن خدمات شراء وتصنيع وتوزيع لقاح فيروس كورونا، غير موثوق بها تماماً وأنها امرأة سخيفة، بعد أن تساءلت عن مدى الاحتياج لتلقيح جميع سكان بريطانيا.

وكشفت صحيفة تليغراف، أن هانكوك أراد اتباع أسلوب جديد لضمان الامتثال العام، بينما تحدث فريقه عن أفضل السبل لاستخدام الخوف والشعور بالذنب.

ودخل هانكوك في نقاش مطول مع كريس ويتي حول سياسة العزل لمدة 5 أيام، مؤكداً أنه يعدها «من التسيب المبالغ به» ويحمل العديد من المخاطر، على الرغم من محاولات ويتي إقناعه أن تلك المعلومات جاءت بعد دراسات علمية.

وبحلول صيف عام 2021، أدى العزل الإلزامي لجهات الاتصال إلى ما يسمى بالوباء؛ حيث اضطر أكثر من 600 ألف شخص أسبوعياً، للبقاء في المنزل بعد أن نبههم التطبيق الذي خصصته الحكومة البريطانية لتعقب المصابين، إلى اتصالهم بأشخاص أصيبوا بفيروس كورونا.

وتعرضت المؤسسات إلى حالة من الفوضى، خاصة في مجالات حيوية مثل التصنيع والضيافة والنقل والرعاية الصحية، لتضطر الحكومة إلى استثناء بعض الموظفين المهمين من السياسة، في محاولة للمحافظة على استقرار حركة القطارات، وتجنب نقص المواد الغذائية.

ومع إلغاء سياسات العزل الذاتي بشكل نهائي داخل بريطانيا، في فبراير/ شباط 2022، كان قد تم إبلاغ أكثر من 20 مليون شخص، بالعزل الذاتي.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version