كشف الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، أمس الاثنين، عن مفاوضات تجرى خلف الكواليس في محاولة للتوصل إلى مخطط توافقي لإصلاح جهاز القضاء الإسرائيلي، مشيراً إلى «تفاهمات حول معظم الأمور»، وذلك في ظل الانقسام الإسرائيلي على خطة حكومة نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء، فيما طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من زعيم المعارضة يائير لابيد، إبقاء الجيش خارج المناكفات السياسية، وذلك بعد رفض جنود احتياط من سلاح الجو المشاركة في مناورات تدريبية. وبموازاة ذلك، شنت القوات الإسرائيلية، حملة مداهمات واقتحامات في مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس الشرقية، تخللتها مواجهات واعتقالات من بعض المناطق، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة خلال اقتحام الجيش مخيم عقبة جبر بأريحا، في حين دعت منظمات استيطانية إلى اقتحام المسجد الأقصى المبارك وإغلاقه أمام الفلسطينيين بمناسبة «الفصح العبري».

وخلال اجتماع طارئ عقده في ديوانه بحضور حوالي 100 رئيس سلطة محلية، قال هرتسوغ «إننا أقرب من أي وقت مضى إلى احتمال التوصل لمخطط متفق عليه» حول إصلاح جهاز القضاء، وفي ما يتعلق بالجهود الرامية لإطلاق حوار إسرائيلي واسع في هذا الشأن، قال إن «هناك تفاهمات خلف الكواليس حول معظم الأمور». ولم يكشف هرتسوغ عن طبيعة المفاوضات الجارية في الظل، ولا عن هوية المسؤولين المشاركين فيها، في ظل تصاعد الخلافات العلنية بين المسؤولين في الائتلاف الحكومي والمعارضة التي تشترط تعليق العملية التشريعية الجارية لإقرار المخطط الحكومي لإضعاف جهاز القضاء، الأمر الذي يرفضه الائتلاف الحاكم. وذكر أن الخطة تعتمد الآن على قادة الائتلاف الحاكم والمعارضة في أن «يضعوا البلاد والمواطنين فوق كل شيء آخر»، مشدداً على أن الحل الوحيد يكمن في التوصل إلى حل توافقي، محذراً من البدائل.

ومن جانبه، كتب نتنياهو في تغريدة على «تويتر»: «أدعو لابيد أن يوضح للجميع أن إحجام وتسييس الجيش الإسرائيلي لا مكان له بيننا. إن التردد يضر بالجيش الإسرائيلي وبأمن إسرائيل ولا مكان له بيننا». ويأتي تصريح نتنياهو بعد أن أعلن 37 جندياً من سلاح الجو في قوات الاحتياط رفض المشاركة في مناورات تدريبية على خلفية الانقلاب القضائي.

من جهة أخرى، أفادت مصادر فلسطينية باعتقال القوات الإسرائيلية 13 فلسطينياً، جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية، بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية. كما اقتحمت هذه القوات عشرات المنازل في الضفة. وأضافت المصادر، أن قوة كبيرة من الجيش اقتحمت مخيم عقبة جبر قرب أريحا وسط إطلاق نار كثيف، وقنابل الغاز، مما أدى لإصابة عدد من المواطنين، وحاصرت منزل عائلة الأسير شلون الذي تتهمه السلطات الإسرائيلية بتنفيذ عملية قرب أريحا التي أسفرت عن مقتل مستوطن. ووقعت اشتباكات مسلحة خلال اقتحام الجيش للمخيم، فيما اندلعت مواجهات مع الشبان بمحيط المنزل المحاصر، حيث أخذت وحدة الهندسة التابعة للجيش، قياسات منزل الأسير شلون، بعد أن عاثت دماراً وخراباً داخله. وكذلك هدمت الجرافات برفقة القوات الإسرائيلية، أمس الاثنين، 3 شقق سكنية يقطنها 18 فرداً من عائلة فلسطينية في حي واد الجوز في القدس المحتلة، وذلك بذريعة البناء بدون ترخيص.

إلى ذلك، طالبت «منظمات الهيكل» المزعوم، من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إغلاق المسجد الأقصى أمام الفلسطينيين في الأسبوع الثالث من رمضان لإفساح المجال لاقتحامات اليهود خلال «عيد الفصح» العبري. كما دعت «منظمات الهيكل» المزعوم جمهور المستوطنين إلى تنظيم اقتحامات جماعية مكثفة لساحات المسجد الأقصى اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء، وذلك تزامناً مع ما يسمى عيد «المساخر» العبري.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version