بيروت: «الخليج»

دخل الاستحقاق الرئاسي اللبناني منعطفاً جديداً مع إعلان «حركة أمل وحزب الله» تبني ترشيح رئيس تيار«المردة» سليمان فرنجية، وبدأت معركة جمع الأصوات له عبر إقناع الكتل المختلفة بتأييده وسط اعتبار البعض أن هذه محاولة لرفع سقف شرط التفاوض للتفاهم على رئيس توافقي، في وقت دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى إجراء «تحقيق جاد» في الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ بيروت عام 2020. 

كل المؤشرات تدل على أن المعركة الرئاسية اللبنانية بدأت بشكل جدي بعد دخول هذا الاستحقاق مرحلة جديدة تتمثل بكشف الأوراق مع إعلان «أمل وحزب الله» تبني ترشيح فرنجية والاقتراع له بدل الورقة البيضاء على مدار الجلسات ال 11 السابقة، الأمر الذي يقطع الطريق على قائد الجيش العماد جوزيف عون كمرشح توافقي ويجعل مهمة مرشح المعارضة النائب ميشال معوض أكثر صعوبة، حتى أن مصادر مواكبة كشفت أن «حزب الله» نجح بإقناع التيار «الوطني الحر» بتأييد فرنجية مقابل مكاسب تؤمن له حكومياً ونيابياً وفي ملفات أخرى تتعلق بالتعيينات لاسيما بحاكمية مصرف لبنان ومكافحة الفساد والتدقيق الجنائي وما شابه.

وتحدثت هذه المصادر عن إمكانية تأمين أكثر من ٦٥ صوتاً لصالح فرنجية تمثل نواب «أمل وحزب الله» والحلفاء في 8 آذار ونواب «المردة» وحلفائه ومعظم النواب المقربين من الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، وكذلك من المتوقع أن يؤيده نواب «اللقاء الديمقراطي»، لكن يبقى موقف «الوطني الحر» هو الحاسم لتأمين النصاب وهو 86 نائباً، من جهة، ولجعل جلسة الانتخاب ميثاقية، ومع ذلك تبقى كل الاحتمالات في هذا المجال واردة بدءاً من استعداد التيار لتأمين النصاب وترك الحرية لنوابه بالاقتراع أو تأمين النصاب وعدم انتخاب فرنجية أو الاقتراع لمرشح آخر تتم تسميته لاحقاً.  

وفي هذا الإطار، التقى السفير السعودي وليد البخاري البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي، ثم غادر دون الإدلاء بأي تصريح، الا ان المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض قال للإعلاميين ان البخاري وضع البطريرك في أجواء لقاء باريس للدول الخمس، كما أكد دعم لبنان للخروج من الأزمة والتزامه بدعم خريطة الإنقاذ ومبادرات الدول لخلق شبكة أمان، وقال إن المملكة تؤكد ضرورة الخروج بحل لموضوع رئاسة الجمهورية، لكنها لا تتدخل في الأسماء وإنما هي مع رئيس إنقاذي غير متورط بقضايا فساد مالي وسياسي. 

 الى ذلك، عرض رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع نائبة المدير العام والمسؤولة عن سياسة الجوار مع الشرق في المفوضية الأوروبية والمسؤولة عن تنمية القطاع الخاص كاترينا مازرنوفا وسفير الاتحاد الأوروبي رالف طراف على رأس وفد، سبل دعم القطاع الخاص اللبناني ودعوة اللبنانيين والنواب الى الإسراع في إقرار إعادة هيكلة القطاع المصرفي، لأنه من دون قطاع مصرفي قوي لا يمكن للاقتصاد أن يتنفس وينمو.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version