أعلنت وزارة أمن الدولة بإقليم بريدنيستروفيه (ترانسنيستريا) الانفصالية الموالية لروسيا، عن إفشال محاولة لاغتيال فاديم كراسنوسيلسكي رئيس الجمهورية المعلنة من جانب واحد، وطالبت أوكرانيا بتوضيحات على خلفية اعتقال الضالعين في المؤامرة، لكن كييف نفت تخطيطها لأي هجوم، ودانت ما سمته «الاستفزاز» الروسي.
ووفقاً لبيان وزارة أمن الدولة في بريدنيستروفيه، تم اعتقال الذين حاولوا تنفيذ الجريمة بإيعاز من جهاز الأمن الأوكراني. وأضاف البيان: «جرى التحضير للجريمة، بأمر من المخابرات الأوكرانية، وهي تستهدف عدداً من المسؤولين في جمهورية بريدنيستروفيه. تم اعتقال كل المشتبه بهم ويجري التحقيق معهم في الوقت الراهن».
ووفقاً للمعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية، تضمنت خطة الاغتيال، تفجير عبوة ناسفة في سيارة فاديم كراسنوسيلسكي. وتؤكد التقارير أن العبوة تحتوي على 8 كلغم من مادة الهكسوجين والبراغي والصواميل والأسلاك. وحسب هذه التقارير، لو وقعت الجريمة كانت ستقضي على حياة الكثير من الأبرياء.
وأعلنت لجنة التحقيق بالجمهورية في بيان: «اعتقل اثنان من المشتبه ضمن مجموعة تضم مجهولين، تحت إشراف وتعليمات مباشرة من ممثلي الأجهزة الأمنية الأوكرانية الخاصة، من أجل ارتكاب جرائم قتل مسؤولين في الدولة».
وتم التأكيد في لجنة التحقيق أن الأدلة التي تم جمعها كافية لتوجيه التهم بجرائم التجسس والخيانة العظمى والإعداد لعمل إرهابي ولجريمة قتل مع سبق الإصرار.
وقال فيتالي إيغناتيف وزير خارجية بريدنيستروفيه: «أعتقد أننا سنتواصل مع أوكرانيا وسنطالب بالحصول على جميع المعلومات اللازمة». وأشار الوزير إلى أن سلطات بريدنيستروفيه، تنظر في عدة سيناريوهات للتصدي للعدوان من جانب أوكرانيا في حال وقوعه. واتهم الوزير، الدول المجاورة لبريدنيستروفيه بأنها غير معنية بالسلام والاستقرار على أراضي هذه الجمهورية.
من جهتها، نفت الأجهزة الأمنية الأوكرانية الخميس تخطيطها لهجوم يتهمها انفصاليون لروسيا في مولدوفيا بتدبيره ضد منطقة ترانسنيستريا الانفصالية. وقالت الأجهزة في بيان «أي تصريحات لممثلي (…) «جمهورية ترانسنيستريا الشعبية» المزيفة بشأن مشاركة الأجهزة الأمنية في التحضير لهجوم إرهابي يجب اعتبارها محض استفزاز من قبل الكرملين».
وفي 23 فبراير/شباط الماضي، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن نظام كييف يستعد لاستفزاز مسلح ضد بريدنيستروفيه، والذي ستنفذه وحدات من القوات الأوكرانية، بما في ذلك كتيبة «آزوف» القومية اليمينية المتطرفة، وكذريعة لغزو جمهورية بريدنيستروفيه، تخطط كييف لشن هجوم مزعوم للقوات الروسية من أراضي بريدنيستروفيه.
ولاحقاً، قالت وزارة الخارجية الروسية إن القوات المسلحة الروسية سترد بشكل مناسب على استفزاز نظام كييف ضد بريدنيستروفيه، إن تم تنفيذه.
وتسعى بريدنيستروفيه، التي يبلغ المواطنون الروس والأوكرانيون 60% من تعداد سكانها، إلى الانفصال عن مولدوفيا. وفي عام 1992، بعد محاولة فاشلة من جانب السلطات المولدوفية لحل المشكلة بالقوة، أصبحت المنطقة عملياً منطقة لا تخضع لسيطرة سيشيناو، وتم تشكيل جمهورية غير معترف بها، بريدنيستروفيه.
(وكالات)