الخرطوم: «الخليج»

رحبت أطراف سياسية في السودان بلقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، الذي قرر تكوين لجنة أمنية مشتركة من القوات النظامية وأجهزة الدولة وحركات الكفاح المسلح لمتابعة الأوضاع الأمنية بالبلاد، فيما طالبت ورشة قضايا العدالة الانتقالية للاقليم الأوسط بضرورة استقلالية الأجهزة العدلية تحقيقاً للتحول الديمقراطي المنشود.

واستعرض الاجتماع، الذي انعقد أمس الأول السبت ببيت الضيافة بالخرطوم بين البرهان وحميدتي، الأوضاع الأمنية وسير العملية السياسية وضرورة المضي قدماً في الترتيبات المتفق عليها، وقرر تكوين لجنة أمنية مشتركة من القوات النظامية وأجهزة الدولة ذات الصلة وحركات الكفاح المسلح لمتابعة الأوضاع الأمنية بالبلاد.

وأكد القيادي في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، ياسر عرمان أن الاجتماع كان جيداً، وأنتج روحاً جديدة بين الجانبين. وقال في مؤتمر صحفي أمس الأحد، إن لقاء قائد الجيش وقائد الدعم السريع أدخل نمطاً جديداً من العمل بجدية للنظر في مشاكل المواطنين في البلاد، وشكل دفعاً جديداً للعملية الانتقالية، قائلاً «يجب ألا نسمح للفلول بعرقلة هذا المسار».

وكشف عن وجود نقاشات قوية بين المدنيين والعسكريين لإنهاء الأزمة في البلاد واختيار رئيس للوزراء يقود حكومة مدنية سياسية، وقال «إن هناك أسماء مطروحة لشغل منصب رئيس الوزراء، واتفقنا على معايير اختيار رئيس الحكومة وقدمناها للمبعوثين الدوليين».

وأضاف عرمان أن رئيس الوزراء الجديد يجب أن يكون سياسياً، وأشار الى أن تشكيل حكومة تكنوقراط ليس خياراً، وشدد على أهمية «الروح المدنية والعمل المدني الديمقراطي»، مؤكداً أنه مفيد لكافة الأحزاب في البلاد.

وشدد عرمان على أن الاتفاق الإطاري سيمضي قدماً، على الرغم من العراقيل، التي تحاول تيارات إسلامية تابعة للنظام السابق وضعها، وأكد أنه يجب ألا تترك الفرصة لمن وصفهم بالفلول من أجل تخريب الفترة الانتقالية.

الى ذلك، طالبت ورشة قضايا العدالة الانتقالية للاقليم الأوسط (الجزيرة، النيل الابيض، الخرطوم) التي ينظمها التحالف المدني للعدالة الانتقالية بالتعاون مع الآلية الثلاثية بضرورة استقلالية الأجهزة العدلية تحقيقاً للتحول الديمقراطي المنشود.

وقال محمد عبدالسلام مقدم ورقة التجارب الدولية في المقاضاة وجبر الضرر، إن الاصلاح الدستوري والمؤسسي يتطلب استقلالية كاملة وأشار الى أن تعيين رئيس القضاء لا يحقق العدالة المطلوبة لافتاً الى ان السودان يحتاج لمؤسسات عدلية مستقلة لتحقيق العدالة.

من جانبها، أكدت ممثلة الآلية الثلاثية بيرسيلا هاينر أهمية استمرار دعم الآلية الثلاثية قضايا العدالة والتحول الديمقراطي بالسودان ونقل التجارب العدلية العالمية للاستفادة منها، وأشارت الى أن تحدياً كبيراً يواجه السودانيين في قضية العبور الى الدولة المدنية وتحقيق العدالة لضحايا النزاعات.

وقالت هاينر لوكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) إن الآلية الثلاثية حريصة على مساعدة القوى السياسية والمدنية في تسهيل عملية الانتقال السياسي وبناء السلام والدولة المدنية.

بدورها، قالت تهاني عباس مقدمة ورقة انتهاكات النوع الاجتماعي وقضايا العدالة الانتقالية إن النساء في السودان دفعن فاتورة الحروب وكافة أوجه الظلم الذي ترتب حتى بعد الثورة المجيدة هناك أمهات شهداء وأرامل وأمهات المفقودين وضحايا العنف الجنسي، وأشارت الى ان الورقة تتحدث عن أهمية إدماج النساء في قضايا السلام والانتقال.


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version