يرى الخبير الاقتصادي ألكسي بوروفسكي، أن المستثمرين سيقبلون على الدولار الأمريكي على المدى القصير بصفته ملاذا آمنا، مشيرا إلى أن تصرف المستثمرين يعد أمرا طبيعيا في فترات الأزمات.
إلا أن الخبير لفت، حول تداعيات انهيار “سيليكون فالي بنك”، إلى أن دول العالم ستستمر في الابتعاد عن العملة الأمريكية على المدى المتوسط والطويل كما أن المستثمرين سيبحثون عن بدائل للدولار لحفظ أموالهم.
وقال بوروفسكي بهذا الصدد: “نشاهد كيف تنمو تجارة روسيا الخارجية بالعملات الوطنية بالروبل واليوان (الصيني) والروبية (الهندية)، ونراقب دول في منطقة الشرق الأوسط أعربت عن استعدادها للتجارة مع الصين باليوان ومع أوروبا وغيرها من الاقتصادات الرائدة بعملاتهم الوطنية. بشكل بطيء يتم التخلي عن الارتباط بالدولار”.
وكرر الخبير أنه في ظل انهيار “سيليكون فالي بنك” وفي فترات القلاقل توجه المستثمر نحو العملة الأمريكية أمر طبيعي وعادي وسنستمر في مشاهدة ذلك، لكن على المدى الطويل هناك ابتعاد عن الدولار، إذ تفقد العملة صفتها كملاذ آمن.

تداعيات انهيار “سيليكون فالي بنك” على الاقتصاد العالمي

وعن تأثير انهيار “سيليكون فالي بنك” على الاقتصاد العالمي عامة، ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، قال الخبير إن “مشاكل السوق الأمريكية تؤثر على اقتصادات العالم، وإذا انتقلت الأزمة المصرفية هذه من بنوك على مستوى الولايات إلى بنوك تشكل عصب القطاع المصرفي والمالي سيخلق موجة بيع في الأسواق الأوروبية وغيرها من الدول والتي ستؤدي إلى نزوح رؤوس الأموال من هذه الأسواق إلى الملاذات الأمنة، وعادة يتوجه المستثمرون إلى الدولار وأدوات الدين الأمريكية، التي تتمتع بعائد مرتفع في الوقت الراهن”.
وتابع قائلا: “سنراقب موجة بيع الأسواق الأوروبية والآسيوية وارتفاع الأصول الآمنة وفي مقدمتها الذهب وغيرها من المعادن النفيسة الأخرى وسيشكل ذلك ضربة لعملات الدول الأخرى”.

هل ستنتشر عدوى إفلاس “سيليكون فالي بنك” إلى بنوك أخرى في الولايات المتحدة؟

تحدث بوروفسكي عن أسباب انهيار “سيليكون فالي بنك”، وأشار إلى سحب الأموال والودائع أدى إفلاس البنك الأمريكي، وقال الخبير إن “الصناديق الكبيرة (مستثمرون كبار) بدأوا بسحب أموالهم بكثافة من البنك، وكذلك شركات ناشئة بدأت بنفس الإجراء وذلك بناء على توصيات مستثمرين، وتم اتخاذ القرار بسبب أن المخاطر طغت على عامل الربحية”.
ورجح الخبير حدوث حالات إفلاس جديدة في القطاع المصرفي، وتحديدا لدى بنوك على مستوى الولايات الأمريكية وليس لدى بنوك قيادية، لكنه لم يستبعد أيضا إفلاس بنك كبير في غضون نصف عام، وأشار إلى أن “كريدي سويس” في دائرة الخطر.
ويرى أن السلطات الأمريكية ستنجح في التعامل مع تداعيات انهيار “سيليكون فالي بنك”، لافتا إلى أن الوضع لم يصل بعد إلى حالة أزمة، إلا أنه أشار إلى السلطات الأمريكية ستواجه مشاكل أكبر في القطاع المصرفي على المدى الطويل.

هل سيضطر الفدرالي الأمريكي لخفض سعر الفائدة في اجتماعه المقبل؟

في أقل من أسبوع انهارت 3 بنوك أمريكية بأصول تبلغ قيمتها 333 مليار دولار، وأعلنت السلطات دعمها للمودعين فيما أعرب محللون عن قلقهم حول الخطوة التي سيتخذها الفدرالي حيال سعر الفائدة.
وردا على سؤال عما إذا سيضطر مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي لوقف رفع سعر الفائدة خلال اجتماعه المرتقب في مارس الجاري، قال إن “هذا السؤال يحير الأسواق الآن. رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول أمام معضلة فمن جهة إذا رفض الاستمرار في سياسية رفع سعر الفائدة (لمواجهة التضخم) فهو ينقذ النظام المالي الأمريكي لكنه يخسر ماء وجهه، ومن جهة أخرى إذا واصل الاحتياطي الفدرالي في رفع سعر الفائدة فهو يخاطر بحدوث انهيار جسيم في الأسواق وسيكون ذلك اختبار جديد للنظام (الأمريكي)”.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن الأسواق ستراقب عن كثب نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفدرالي، المزمع عقده في 21 مارس الجاري نظرا لأهميته الكبيرة في ظل الأحداث الراهنة.
وبعد انهيار “سيليكون فالي” تم إغلاق بنك “سيغنتشر بنك” وسط مخاوف من أن تطال الأزمة القطاع المصرفي ككل في الولايات المتحدة.
ويعد تعثر “سيغنتشر بنك” هو ثالث فشل كبير في الصناعة المصرفية الأمريكية في أسبوع، حيث كان “سيلفرجيت”، الذي يتخذ من كاليفورنيا مقرا ويركز على العملات الرقمية، أول من أعلن عن تصفية وشيكة للأنشطة يوم الأربعاء الماضي.
وتلى “سيلفرجيت” بنك “سيليكون فالي” يوم الجمعة الماضية، والذي يعد أكبر انهيار لبنك أمريكي منذ الأزمة المالية لعام 2008.
المصدر: RT


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version