حاوره: سلام أبوشهاب
رفع رئيس بلدية حوارة الفلسطينية معين الضميدي، أسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على توجيهات سموّه بتقديم ثلاثة ملايين دولار، لدعم إعادة إعمار بلدة حوارة الفلسطينية، مؤكداً أن هذا ليس بجديد على قيادة دولة الإمارات التي تسير على النهج الذي أرسى قواعده القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي لم يدخر جهداً منذ بداية تأسيس الدولة في توفير كافة أشكال الدعم والمساعدة للشعب الفلسطيني.
وقال الضميدي، في حوار مع «الخليج» خلال زيارته إلى أبوظبي، إن الدعم الذي وجه به صاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، سيكون له أثر كبير في إعادة إعمار بلدة حوارة وتعويض المتضررين في الاعتداءات الأخيرة التي نفذها مستوطنون، مشيراً إلى أن المبادرة ستنفذ من قبل دائرة البلديات والنقل في أبوظبي، ونادي الصداقة الإماراتي الفلسطيني، ومن المتوقع بدء التنفيذ خلال الأيام المقبلة؛ حيث تم الانتهاء من وضع آلية التنفيذ لإعادة الإعمار وتعويض المتضررين.
وأضاف أن وفد البلدية الذي ترأسه وضم كلاً من جلال عودة ومحمد عبد الحميد عضوي مجلس بلدية حوارة، أطلع دائرة البلديات والنقل أبوظبي وبحضور عمار الكردي رئيس نادي الصداقة الإماراتي الفلسطيني على حجم الأضرار التي طالت الممتلكات في بلدة حوارة، وتالياً نص الحوار:
إعادة الإعمار
* كيف تنظر إلى الدعم الذي وجه به صاحب السموّ رئيس الدولة، لإعادة إعمار بلدة حوارة، ودعم المتضررين من الأحداث الأخيرة؟
– حقيقة أن هذا الدعم والذي يبلغ 3 ملايين دولار سيكون له أثر كبير في إعادة إعمار حوارة الفلسطينية التي تعاني الاحتلال واعتداءات المستوطنين، إلى جانب تعويض المتضررين في بلدة حوارة بعد الاعتداءات الأخيرة عليهم من المستوطنين.
وهذا الدعم ليس بجديد على القيادة الإماراتية برئاسة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، فمواقف الإمارات معروفة للعالم أجمع في مساندتها للشعب الفلسطيني منذ بداية تأسيس الدولة، والإمارات سبّاقة وفي مقدمة دول العالم في دعم الشعب الفلسطيني وفي تقديم يد العون والمساعدة لشعوب العالم، ولم يدخر القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أي جهد لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني.
وستنفذ مبادرة تقديم الدعم لإعادة إعمار بلدة حوارة، من قبل دائرة البلديات والنقل أبوظبي، بالتعاون مع نادي الصداقة الإماراتي الفلسطيني في إطار الجهود الإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق.
خسائر جسيمة للاعتداءات
* هل تحدثنا عن آلية إعادة الإعمار في بلدة حوارة، وآلية دعم المتضررين؟
– الدعم الذي وجه به صاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، جاء في وقته المناسب في ظل معاناة بلدة حوارة.
وسبق أن قدرت بلدية حوارة حجم الخسائر نتيجة الاعتداءات الأخيرة بحدود 5 ملايين دولار، تركزت على أضرار البيوت وحرق وتكسير وتدمير عشرات المركبات لأهالي البلدة، وإحراق عدة محال تجارية ومنازل، والاعتداء على المباني الخدمية مثل المدارس وشبكة المياه ومعدات بلدية حوارة، إلى جانب إصابة العديد من أهالي البلدة والمناطق المجاورة بإصابات ما بين المتوسطة والبليغة. وقد باشرت بلدية حوارة بما لديها من إمكانات متواضعة في إعادة إعمار ما تم تدميره، وسنبدأ خلال أيام وقبل رمضان المبارك ببدء تعويض المتضررين من أهالي بلدة حوارة إما بتسليم مبلغ نقدي للمتضرر الأول، وإما بالقيام بإصلاح الأضرار التي لحقت بالمنازل من خلال بلدية حوارة بالتنسيق مع الجهات المختصة، وفي المرحلة الأخيرة من إعادة الإعمار ستشمل البنية التحتية من مدارس متضررة وإصلاح شبكة المياه وغيرها من الأضرار.
* هناك متضررون من خارج بلدة حوارة، كيف سيتم التعامل مع هؤلاء المتضررين؟
– بعد الاعتداءات الأخيرة على بلدة حوارة تم تشكيل لجنة من قبل الحكومة الفلسطينية، قامت بحصر الأضرار التي وقعت في حدود البلدة، وأي شخص تضرر أثناء مروره من حوارة والمناطق المجاورة، وسيتم تعويض هؤلاء المتضررين إما من خلال المساعدات التي تم التوجيه بها وإما من خلال اللجنة التي سبق تشكيلها.
تأمين خدمات الصحة
حول مشروع إنشاء مستشفى في بلدة حوارة، قال معين الضميدي أنه بعد الاعتداءات الأخيرة على بلدة حوارة، قام رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتيه بزيارة البلدة، ووجه وزير الصحة بتأهيل مبنى طوارئ كلية ابن سينا ليصبح قادراً على استقبال الجرحى والمصابين وتقديم العلاج اللازم لهم، وحقيقة إننا ننتظر موضوع كلية طوارئ ابن سينا منذ أكثر من 14 عاماً، وسبق أن صدر أمر رئاسي في فلسطين بتحويل طوارئ ابن سينا إلى مستشفى؛ حيث تم إنشاء المبنى عام 2000 كمستشفى طوارئ بكُلفة 5 ملايين دينار تم جمعها من المتبرعين وأهالي البلدة، وفي عام 2009 تم الاتفاق مع وزارة الصحة الفلسطينية على استخدام المبنى ككلية تمريض أطلق عليها كلية تمريض ابن سينا، على أن يتم تأمين خدمة طوارئ على مدار ال24 ساعة في المستشفى، وغرفة ولادة إلى جانب خدمات مساندة أخرى؛ وذلك بسعة تصل إلى 30 سريراً.
وإلى الآن لم يتحقق إلا القليل؛ وذلك بتشغيل 5 أسرّة فقط وتوفير سيارة إسعاف وطبيب واحد لا يتواجد يومياً في العيادات إلى جانب عدم توفر خدمات المختبرات والأشعة وغيرها، وبالتالي معظم الإصابات والمرضى جنوب مدينة نابلس التي يسكنها 130 ألف نسمة تنقل إلى مستشفيات مدينة نابلس على الرغم من المعاناة على نقاط التفتيش والحواجز الإسرائيلية.
شائعات غير صحيحة
بالنسبة لحقيقة ما تم تداوله عبر مواقع التواصل من قيام أحد الإسرائيليين بعد الاعتداءات بجمع 1.3 مليون شيكل لتعويض أهالي حوارة، قال معين الضميدي هذا عار عن الصحة؛ حيث إن بلدية حوارة ممثلة في بلديتها، أو أهاليها من المتضررين لم يتسلموا أي مبالغ من إسرائيليين لتعويضهم، وبالتالي ما تم تداوله بهذا الشأن غير صحيح.
استهداف المستوطنين
حول استهداف حوارة من قبل المستوطنين، قال معين الضميدي: مساحة حوارة التي تقع جنوب مدينة نابلس، 9900 دونم، منها 2400 دونم مصنفة (ب) وفقاً لاتفاقية أوسلو أي تتبع أمنياً للسلطة ويوجد فيها مركز شرطة، و7500 دونم مصنفة (سي) أي لا يسمح للفلسطينيين البناء فيها وتتبع أمنياً لإسرائيل، إلى جانب ذلك يجري حالياً شق شارع التفافي من أراضي بلدة حوارة للمستوطنين، يلتهم 1100 دونم من أراضي بلدة حوارة تحديداً من الجهة الشرقية. وبعد الاعتداءات الأخيرة قام جيش الاحتلال بمصادرة عدة بنايات وشقق سكنية وأسطح عمارات في مختلف مناطق بلدة حوارة وإقامة ثكنات فيها.