بيروت: «الخليج»، وكالات
اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس الثلاثاء، أن الحوار الحقيقي يشكل السبيل الوحيد للخروج من الأزمات ولتعافي البلاد، في وقت تدهورت قيمة الليرة اللبنانية بشكل مريع بعدما ارتفع سعر الدولار إلى مستوى قياسي ووصل إلى أكثر من 143 ألف ليرة لبنانية بالتزامن مع ارتفاع الأسعار لاسيما المحروقات، وسط تناسل الأزمات وتعثر الحلول لها لاسيما الاستحقاق الرئاسي وتعطيل دور المؤسسات، ما دفع الشارع للتحرك، حيث قطع محتجون عدداً من الطرقات، فيما أقفلت محطات الوقود ودعت نقابة الصيادلة إلى الإقفال الفوري، بالتزامن مع تهديد الاتحاد العمالي بإعلان الإضراب المفتوح.
وشدد ميقاتي، خلال رعايته احتفالاً في اليوم العالمي للفرانكوفونية، وذكرى مرور خمسين عاماً على انضمام لبنان إلى المنظمة الفرانكوفونية،
على «قيم الديمقراطية والتنوع الثقافي واحترام الآخر، التي تجسدها اللغة الفرنسية والفرانكوفونية، يجب أن يشجعنا ذلك على حوار حقيقي يشكل السبيل الوحيد للخروج من أزماتنا وتعافي بلادنا». وغادر ميقاتي على رأس وفد وزاري إلى قبرص في زيارة رسمية لعدة ساعات لتقديم التهنئة إلى الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس بتوليه مسؤولياته، وإجراء محادثات حول ترسيم الحدود البحرية.
من جهة أخرى، تدهور الوضع المالي في لبنان بشكل مريع في ظل التأزم السياسي الحاصل وتعثّر الجهود الآيلة لانتخاب رئيس للجمهورية، حيث شهد سعر صرف الدولار في السّوق السّوداء ارتفاعاً جنونياً بعدما سجّل 143 ألف ليرة للدولار الواحد، وهو مستوى مقياسي جديد. وبذلك، يكون سعر الصرف قد ارتفع بنحو 18 ألف ليرة منذ الصباح فقط، إذ أقفل أمس الأول ملامساً عتبة ال125 ألفاً ليعود بعد الظهر ويتراجع إلى 133 ألف ليرة بضربة واحدة. ومع ارتفاع سعر الدولار ارتفعت أسعار المحروقات ارتفاعاً جنونياً، ناهيك عن الارتفاع في أسعار السلع الأخرى لاسيما الغذائية منها وكذلك الأدوية. وقال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس الثلاثاء إن منصة صيرفة التابعة للبنك ستبدأ بيع مبالغ لم يتم تحديدها من الدولار في محاولة لوضع حد للتراجع المتفاقم في سعر صرف الليرة. وحدد سلامة سعر الصرف الجديد عند 90 ألف ليرة للدولار.
وإزاء هذا الواقع، تحرك الشارع من جديد، حيث قطع محتجون طريق كورنيش المزرعة قرب جامع عبد الناصر في بيروت بالاتجاهين. وقطع محتجون آخرون طريق كنيسة مار مخايل في الضاحية الجنوبية لبيروت بالإطارات المشتعلة. وفي الشمال قطع عدد من المحتجين على تفلت سعر الدولار الأمريكي وارتفاع أسعار السلع الغذائية، طريق السويقة الجسرين في طرابلس بحاويات النفايات والحجارة، ورددوا هتافات «تطالب برحيل السلطة وإيجاد حلول سريعة قبل فوات الأوان». ونفذ حشد من الموظفين ومن النقابيين اعتصاماً بدعوة من الهيئة الإدارية لرابطة موظفي الإدارة العامة، أمام سراي طرابلس. ووقف الجميع دقيقة صمت «على ما آلت إليه أوضاع الإدارة العامة وحياة الموظفين من ذل وإهانة وحرمان من أبسط الحقوق من استشفاء وتعليم لهم ولأولادهم». كما قطع محتجون السّير على مستديرة العبدة في عكار في الشمال. كما قُطع طريق انفة نحو بيروت في قضاء الكورة. وفي البقاع قطع محتجون طريق سعدنايل /تعلبايا في البقاع الأوسط، وأقفل أصحاب الفانات طريق بعلبك الدولي، احتجاجاً على ارتفاع الدولار والمحروقات. وفي الجنوب قطع الأوتوستراد الساحلي جنوباً بالاتجاهين عند محلة برجا – الجية، وذلك اعتراضاً على الأوضاع الاقتصادية.
وكان رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر قد أعلن في حديث إعلامي أنه لا بد من إضراب جامع شامل وغير منقوص، موضحاً أنه باشر اتصالاته مع المعنيين بهذا الموضوع لتحقيق هذه الغاية. كما دعا مجلس نقابة صيادلة لبنان إلى إقفال الصيدليات إزاء الانهيار الحاصل من دون أي مبالاة لدى المسؤولين، وبعد توقّف الشركات والمستودعات عن تسليم الأدوية للصيدلية بشكل شبه كلّي منذ أكثر من أسبوعين، وبعد إفراغ الصيدليات من الأدوية.