#أخبار الموضة

خبرته الواسعة وحنكته الاستثنائية واندفاعه الملحوظ، جعلته في مصاف الرؤساء التنفيذيين القادرين على الوصول بعلاماتهم التجارية نحو أعلى مراتب التميز والتوهج في أقسى الظروف.. ليو رونغون تولى الرئاسة التنفيذية لعلامة «Bottega Veneta» الكلاسيكية المرموقة منذ عام 2019 ليتألق ويضيف نمواً ملحوظاً لهذه الدار التي لطالما اتخذت من «الحرفية والإبداع» شعاراً لها.. تنفرد «زهرة الخليج» بهذا الحوار الحصري الأول مع لونغون الذي كشف لنا بعض أسرار النجاح، والتفاصيل المتعلقة بنهج العلامة والمسؤولية الاجتماعية ومشاريعها التوسعية في الشرق الأوسط، وعلاقته بالمدير الإبداعي ماثيو بليزي، ناهيك عن مبادرة «شهادة الحرف اليدوية»، وغيرها الكثير فيما يلي:

 

 

• سجلت Bottega Veneta عام 2022 زيادة في الإيرادات بنسبة 49% مقارنةً بعام 2019، و11% مقارنةً بعام 2021. ما السبب وراء هذا النمو الملحوظ من وجهة نظرك كرئيس تنفيذي؟

– يتمثّل العامل الأهم في إدراكنا الكامل لهويتنا وتاريخنا الحافل، وبما يتناسب مع منهجية الدار التي تعتقد بأن بلوغ الرفاهية الحقيقية يتطلب الكثير من الصبر لإنتاج أزياء لا يخبو ألقها مع الزمن. ولهذا نمنح عمليات التصميم كل الوقت اللازم لأننا نسعى إلى إبداع قطع مميزة تثري خزانة الملابس بعيداً عن توجهات الموضة السائدة. لقد ساعد التزامنا بهذه المبادئ في تجاوز الكارثة الصحية التي عصفت بالعالم في العام الفائت من خلال تقديم إبداعات فاخرة تتجاوز حدود الزمن. يدفع ذلك عملاءنا إلى تقدير الوقت والمهارة المبذولين لابتكار كل قطعة. هذا ما تجسد من خلال اتساع قاعدة عملائنا بشكل متواصل لإدراكهم أبعاد الرقي والتفرّد الذي يميّز علامتنا.

• ما النقاط التي ركزت عليها عند توليك منصب الرئيس التنفيذي للعلامة عام 2019؟

– كنت متحمساً في البداية لمقابلة الأفراد الذين يقفون وراء نجاح الدار، حيث قمت بزيارة ورش العمل والحرفيين وسافرت إلى كل منطقة لمقابلة مستشاري العملاء المميزين لأقف على دورهم كسفراء لعلامتنا. للأسف، وقعت الأزمة الصحية، واستغرقت فترة طويلة، لكن ذلك منحنا وقتاً لإعادة النظر في منهجيتنا والتعاون عن قرب مع فرقنا والتركيز على بناء العلامة التجارية الفاخرة الأكثر رواجاً في العالم. أعتبر نفسي شغوفاً بالتاريخ، مما دفعني للغوص عميقاً في استكشاف ماضي Bottega Veneta وخباياه. كما كان لي شرف لقاء رينزو زنجارو، أحد مؤسسي العلامة الذي منحني فهماً أعمق للقيم الأساسية للعلامة التجارية وارتباطها طويل الأمد بالفنون. ونسعى اليوم لنعرّف جمهورنا الأوسع بالجوهر الخلاب لهذه العلامة التجارية الكلاسيكية المرموقة. أنا فخور للغاية بقيمنا المتجذرة في Bottega Veneta، ويشرفني التعاون مع مديرنا الإبداعي ماثيو بليزي، صاحب الشغب بالحرفية الإيطالية العريقة والرؤى الهادفة للارتقاء بعلامتنا نحو آفاق ريادية تتصدّر سوق المنتجات فائقة الرفاهية. ويسعدني، كرئيس تنفيذي، العمل على إيصال نتاجاته الإبداعية إلى مناطقنا المختلفة.

 

 

• كيف تعاملت مع انتقال ماثيو بليزي إلى منصب المدير الإبداعي عام 2021 داخل أروقة الدار وخارجها؟

– عمل بليزي في الدار منذ عام 2020 كمدير تصميم للملابس الجاهزة ولديه فهم عميق لقيم Bottega Veneta، وكان الخيار المثالي لتولي هذا المنصب نتيجة حبه العميق للفنون إلى جانب احتضانه للأناقة الإيطالية وتراث مدينة البندقية والبراعة في التصميم. ناهيك عن رؤيته الفريدة لمفهوم الجمال، والتي تتكامل مع مهارة الحرفيين لدينا. ويعتمد الانتقال السلس أيضاً على استمرارية هذه المجموعة الموهوبة واتباع نهجها تجاه الفخامة، وتشجيع العمل كفريق قوي ومتماسك يدعم التنوع وحس المبادرة والتفكير الإبداعي.

• ما هي أوجه التعاون بينك وبين بليزي؟

– نتشارك أنا وبليزي شغفاً حقيقياً بالفنون والالتزام بقيم Bottega Veneta، ولكل منا دوره المميز، فهو يحدد الرؤية الفنية وأنا أسعى كرئيس تنفيذي لأدعم الاستقلالية الإبداعية وأروّج لها. أحب أن أفكر في العلاقة على أنها مربحة للطرفين من خلال الحفاظ على الحرية الفنية والأهداف الإستراتيجية. يجمعنا الاحترام المتبادل والسعي المشترك لترسيخ مكانة الدار كواحدة من أفضل العلامات التجارية في العالم.

 

 

• تعني Bottega Veneta «مشغل الحرفيين من منطقة فينيتو»، وتُعدّ من العلامات التجارية الفاخرة القليلة التي لا تتضمن اسم المؤسس. هل يؤثر ذلك على مضمون الشركة؟

– بالطبع؛ فعلى عكس العلامات التجارية الأخرى المرتبطة بمصمم أزياء معين، كلّلت Bottega Veneta شغف مجموعة من الحرفيين. لذلك نعتبر العمل الجماعي والالتزام المشترك بالتميز جزءاً من هويتنا. بينما يحمل شعار العلامة الأصلي العبارة اللاتينية Labor et Ingenium، والتي تعني «الحرفية والإبداع». هذه المبادئ الأساسية هي التي ألهمت الدار منذ تأسيسها وما زالت مستمرة إلى اليوم.

• ما هو تقييمك لمشهد قطاع الأزياء الفاخرة اليوم؟

– أرى أنّ على العلامة التجارية تقديم قيمة مهمة للجماهير كي تستطيع التواصل معها، وهذا يرتبط بأصالة العلامة وأهدافها. كما تلعب علامات الأزياء الفاخرة دوراً مؤثراً على خيارات وتفضيلات وممارسات المجتمع، وهذا يدفعنا إلى تحمل مسؤولية أكبر والتصرف بحكمة أكثر. نلتزم في Bottega Veneta بمبادئ الاستدامة والدعوة الثقافية وحرية التعبير والحفاظ على المعرفة، إلى جانب دعم القضايا الهامة التي يغفل عنها المجتمع. وهذا ما يرسّخ إرث العلامة مع الزمن. نحن ندعم الرقي الحقيقي والدائم، ونحترم ونكرّم المواهب والوقت واللمسة البشرية التي تشكّل جوهر الحرفية والتصميم والإبداع. كما نهدف إلى إنتاج قطع مميزة لا يخبو ألقها مع الزمن، فلطالما كانت القيم المعنوية أهم من المغريات المادية بالنسبة لنا. وتتغنى الدار بتميز كل فرد عن أقرانه باعتبارها علامة تجارية من دون شعار. فلا حاجة للشعار عندما يتم تسليط الضوء على الأفراد وتعمقهم الكبير بأنفسهم. ومن هنا يستقي بليزي مفهومه لما يُسمّى «بالقوة الناعمة»، فعلامتنا لا تتبع الأسلوب الصاخب للوصول إلى عملائها، بل تركز على الثقة العميقة بالنفس وما يصاحبها من أثر إيجابي على العالم. نركز مع عملائنا وسفرائنا على تفضيل الجوهر على المظهر والدفاع عن مبادئهم، ونتمنى أن يستخدم مجتمعنا قدرته على التأثير في سبيل تحقيق هذه الأهداف.

 

 

• ذكرت موضوع «تفضيل الجوهر على المظهر»، والوقت الذي يستغرقه إنتاج القطع في Bottega Veneta، هلّا أعطيتنا مثالاً عن ذلك؟

– يتطلب تنفيذ تقنية «إنتيرتشياتو» المميزة بقوامها المتداخل والخاصة بالدار الكثير من الوقت والمهارة. ومن الأمثلة الحديثة على ذلك حقيبة كاليميرو التي افتتحنا بها عرضنا الخاص بتشكيلة شتاء 2022. وهي مستوحاة من شخصية كاليميرو الكرتونية الإيطالية الذي يحمل مقتنياته في كيس فوق كتفه. تم ابتكار كل حقيبة من شرائط جلد العجل الرقيق بطول 55 متراً، بينما جاءت حياكة الهيكل المميز لتصميم الدلو يدوياً بالكامل بدون غرزة واحدة، مما يضمن التفرّد الحقيقي لكل حقيبة. هناك عدد قليل جداً من الحرفيين في العالم المؤهلين لصنع هذه الحقيبة، لذلك فهي تجسّد المعنى الحقيقي للرفاهية المطلقة. ومن جهة أخرى، تقدم حقيبة كاليميرو مثالاً رائعاً على رؤية بليزي الفنية التي تسعى إلى إضفاء الحركة على كل قطعة.

• أعلنت مؤخراً عن «شهادة الحرف اليدوية».. هل يمكنك إطلاعنا على تفاصيل هذه المبادرة؟

– اعتمدنا هذه الشهادة انطلاقاً من شعارنا التأسيسي «الحرفية والإبداع»، والتزامنا بالتصميم الكلاسيكي والجودة الفائقة لكل منتجاتنا. وتوفر الدار لحامل هذه الشهادة ضماناً مدى الحياة على حقائب اليد المميزة الخاصة بنا، حيث يتم تقديم الشهادة كبطاقة فعلية مرتبطة بالرقم التسلسلي للمنتج، وهي تضمن لعملائنا خدمة تجديد وإصلاح غير محدودة مجاناً. يُعدّ برنامج الضمان مدى الحياة هذا الأول من نوعه في القطاع، وأنا فخور جداً لأنه يعكس مستويات المتانة والجودة الفائقة في إبداعاتنا. وقد قررنا في Bottega Veneta اتخاذ مسار معاكس للمجتمع الاستهلاكي الذي نعيشه حالياً، حيث ركّزنا على النمو بشكل مسؤول ومتجاوب. يتمثل إطار تفكيرنا في الحفاظ على المنتجات قيد الاستخدام لفترة أطول، مما يقلل الحاجة إلى الاستبدال وبالتالي تقليص بصمتنا الكربونية إلى أقصى درجة.

• كيف نجحت العلامة في اكتساب ثقة العملاء على مستوى منطقة الشرق؟

– يتمتع جمهورنا في الشرق الأوسط بثقافة فنية تتجاوز كل الحدود وعين حساسة للفخامة وإدراك عالي لقيم الجودة والحرفية، لذلك من الطبيعي أن تحظى إبداعاتنا بتقديرهم. كما نتشارك معهم القيم ذاتها من حيث احترام التقاليد والابتكار والشغف بالفنون. ويمكن ملاحظة ذلك في سلسلة التبادل الثقافي خلال شهر رمضان العام الماضي ضمن فعالية ذا سكوير دبي، والتي قامت بناءً على التقاليد المحلية للاحتفال بالمبدعين الناشئين في جميع أنحاء المنطقة والتواصل مع جمهور عالمي. وشهدنا أيضاً تفاعل عملائنا في الشرق الأوسط مع روح التميز والتفرد التي تتمتع بها Bottega Veneta. فهم يدركون أن الدار كانت ولا تزال علامة تجارية بدون شعار، ويتوافقون مع فلسفتها التي تؤكّد بأن شعارها يكمن في اسمها.

• ما هي أهداف Bottega Veneta في منطقة الشرق الأوسط؟

– لطالما شكّلت منطقة الشرق الأوسط جزءاً جوهرياً من اهتمام Bottega Veneta عبر تاريخها الطويل، لذلك نعتزم في العام المقبل الكشف عن متاجر ومفاهيم جديدة تجسّد اتساع مفهوم العلامة ورقيها المعهود. كما أننا متحمسون لافتتاح متجر استثنائي في مول الإمارات في دبي، حيث يركّز المتجر على خدمة الشريحة الأرقى من عملائنا. بالإضافة إلى افتتاح متجر في مطار أبو ظبي، يليه متجر جديد في مربعة الصوة. استلمنا أيضاً عملياتنا في المملكة العربية السعودية، وافتتحنا متجراً في المملكة مول في الرياض خلال شهر يونيو، وأطلقنا متجراً رائداً في سولِتير في الرياض بحلول نهاية العام. وينفرد هذان المتجران باعتمادهما أحدث مفهوم لتصاميم المتاجر من توقيع ماثيو بليزي. كما نخطط لتوسيع نطاق أعمالنا في قطر. تسلط هذه المواقع الجديدة الضوء على تطور علامتنا التجارية واحتفائنا بالتراث المحلي الغني. كما أننا متشوقون للغاية للكشف عن تشكيلتنا الرمضانية المصغّرة، والتي تتميز بتفاصيل خلابة تعكس أقصى درجات الفخامة على صعيد الألوان والخامات والتقنيات المصممة خصيصاً لعملائنا في الشرق الأوسط.

• ما الإرث الذي تريد ترسيخه في «Bottega Veneta»؟

– أسعى دائماً إلى تفعيل الإمكانات الكاملة للدار من أجل ترسيخ مكانتها كأكثر العلامات التجارية تفضيلاً في عالم الرفاهية. وهذا يعني التمسك بمبادئنا ونشر قصة علامتنا الرائعة وتعزيز التميّز في كل أعمالنا، إضافة إلى الالتزام الكامل بأسس التصميم الاستثنائي والحرفية والإبداع.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version