بحث الممثل الخاص للأمين العام، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي، مع وزير الخارجية السوداني علي الصادق، الخطوات الجارية لإخراج «المرتزقة والميليشيات والقوات الأجنبية من ليبيا»، بينما قال رئيس الحكومة التي كلفها مجلس النواب فتحي باشاغا، إنه يطلب «ممن يعتقدون أنه أخطأ في حقهم أو تعدى عليهم أن يصفحوا عما مضى ويسامحوا، وإن ليبيا مقبلة على الاستقرار بعد معاناة طويلة»، مشيراً في هذا الصدد إلى دعمه «المشروع السياسي» الذي تقوده الأمم المتحدة لإجراء الانتخابات.

واستهل باتيلي زيارته الإفريقية بالسودان، مساء أمس الأول الخميس، حيث التقاه في الخرطوم رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، قبل مباحثات أجراها مع وزيري الدفاع والخارجية في البلاد.

وذكر بيان صادر عن الخارجية السودانية، أمس الجمعة، بعد لقاء الصادق مع باتيلي، أن المبعوث «تناول الخطوات الجارية لإخراج المرتزقة والميليشيات والقوات الأجنبية من ليبيا». وأفاد البيان بأن الوزير استمع إلى «شرح من باتيلي حول مبادرته لإعادة الاستقرار السياسي إلى ليبيا عبر الترتيبات الجارية لجمع الفرقاء تمهيداً لإجراء الانتخابات قبل نهاية العام».

وأكد الوزير السوداني، وفق البيان، «أهمية الحوار بين الأطراف الليبية المختلفة لتجاوز الخلافات بهدف تحقيق الاستقرار في ليبيا». كما أكد الصادق «إمكانية الاعتماد على السودان في دعم خطوات الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا».

وكان باتيلي قال إن وزير الدفاع السوداني اللواء ياسين إبراهيم، أكد التزام وزارته بمواصلة التعاون المشترك ودعم الانسحاب المنسق لجميع المقاتلين الأجانب من ليبيا، وإعادة دمجهم في القوات النظامية.

من جهة أخرى، أوضح رئيس الحكومة التي كلفها البرلمان فتحي باشاغا، في كلمة عقب حضوره إفطاراً رمضانياً مع زملائه من فرقة «الرواد» بفوج «كشاف المحجوب» في مصراتة، أمس الأول الخميس، أن «ليبيا مقبلة على الاستقرار بعد معاناة طويلة جداً، على الرغم من الظروف الماضية بفعل الحروب والصراعات والانقسامات، ووجود حكومتين في الشرق والغرب خلال أغلب الفترات، وهو ما أدى إلى تفتت الدولة وتفاقم الوضع، مع وجود أكثر من مليوني ليبي تحت خط الفقر، بسبب عدم وجود حكومة واحدة».

وتحدّث عما وصفه ب«مشروع بناء الدولة»، قائلاً، إن البعض تفهم هذا المشروع وهناك آخرون «لديهم أغراض سياسية ضده لاستمرار حالة الانقسام وحالة الفوضى.. لكن نحن بكل شجاعة اتجهنا إلى إخواننا في المنطقة الشرقية ومددنا أيدينا ليس عن ضعف؛ بل للبحث عن إقامة الدولة».

وأشار إلى الأحداث التي وقعت خلال الفترة الماضية واعتبرها ناجمة عن «عدم فهم»، وأدى إلى «فوضى»و«كانت هناك تعديات لفظية وجسدية وسالت دماء» وسببت«شقاقاً» في المجتمع،خاصة في مصراتة، متابعاً: «مصراتة مهمة لليبيا، وليبيا مهمة لمدينة مصراتة».

لكنه استدرك: «نحن الآن ننظر كيف نُقيم دولتنا، ونتغاضى عما جرى، ونمدّ أيدينا للكل، وقدوتنا هو الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاء لأهله في مكة المكرمة، وقال لهم: ما ترون أني فاعل بكم، فقالوا له أخ كريم وابن أخ كريم، اذهبوا فأنتم الطلقاء، وبالتالي نمد أيدينا ونعتذر للناس الذين اعتقدوا أننا غلطنا فيهم، ونطلب السماح والمغفرة، ونتجه لبناء الدولة ومشروعنا هو مشروع دولة وليس مشروع حكم».

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version