الخرطوم: عماد حسن
توقع الناطق الرسمي باسم العملية السياسية في السودان، خالد عمر يوسف، أن يصبح الاتفاق السياسي النهائي جاهزاً للتوقيع «في أقرب فرصة ممكنة»، بعد تسلم لجنة صياغة الاتفاق النهائي لملاحظات كانت قد وردت لها من المكونات العسكرية والمدنية، واستبعد الانتهاء من القضايا العالقة بين الطرفين اليوم الخميس، فيما تعقد اللجنة الفنية المشتركة بين الجيش والدعم السريع اجتماعاً، وسط تسريبات باتفاق القوى المدنية والعسكرية على إدخال تعديلات جديدة على الاتفاق الإطاري، في حين أعلنت السلطات اليوم الخميس الموافق السادس من إبريل/ نيسان عطلة رسمية بمناسبة ذكرى انتفاضة 1985 التي أسقطت النظام المايوي.
وأعلن يوسف أن القوى المدنية أكدت خلال اجتماع مساء أمس الأول الثلاثاء بمنزل عضو مجلس السيادة الطاهر حجر،عزمها على إسراع الخطى لاسترداد السلطة المدنية كاملة، وقال إنها استمعت إلى سير المناقشات في القضايا العالقة بملف الإصلاح الأمني والعسكري، الذي يشهد تقدماً ملموساً داخل اللجان الفنية المعنية، وشددت على ضرورة مضاعفة الجهد من أجل تجاوز العقبة المتبقية، بما يساهم في توقيع الاتفاق السياسي النهائي أقرب وقت.
وأوضح بيان نشر أمس الأربعاء أن المجتمعين اتفقوا على ترتيب لقاء عاجل للقوى العسكرية والمدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري، من أجل بحث عقبات توقيع الاتفاق النهائي، ومناقشة بعض التعديلات عليه.
وتشمل التعديلات المرتقبة علي الاتفاق اختيار مجلس سيادة مدني من 8 أعضاء، واختيار رئيس الوزراء للولاة، وتكوين مجلس تشريعي من 300 عضو بينهم 40% نساء، على أن يتم تكوين المجلس التشريعي بما لا يتجاوز 90 يوماً من التوقيع.
ووقف الاجتماع على «النشاط المتزايد لعناصر نظام المؤتمر الوطني المحلول من أجل تخريب العملية السياسية وإشعال الفتنة داخل المؤسسة العسكرية والمكونات الاجتماعية»، على حد وصف الناطق الرسمي في بيانه.
وأكد المجتمعون أن هذه المساعي لن تفلح، وأن النظام الذي أسقطه الشعب لن يعود مرة أخرى.
في الأثناء، تستمر لجان المقاومة وقوى سياسية ومهنية أخرى في التحشيد لمظاهرات جديدة اليوم الخميس، وقالت تنسيقية لجان مقاومة الخرطوم، أمس الأربعاء، إنها ليست جزءاً من أي تسوية وأكدت موقفها الثابث بأنه لا مجال للإفلات من العقاب ولا حصانة للقتلة.
وأعلنت في تعميمٍ صحفي، الخروج في اليوم الخميس السادس من إبريل، في مواكب ستكون وجهتها شارع المطار، ستحمل اسم «سلطة الشعب».
ومضى يوم أمس الأربعاء عادياً، وسط ترقب وقلق من صدامات ومواجهات واشتباكات بين فرقاء السودان، بعد إعلان زعماء عشائر وإدارات أهلية «إغلاق» الخرطوم لمدة يوم واحد، احتجاجاً على توقيع الاتفاق النهائي بين القوى المدنية والمكون العسكري.
وبينما لم تحدد الجهات الداعية مواعيد أماكن بعينها ومواعيد وآليات الإغلاق، أعلنت لجنة أمن العاصمة الخرطوم أن الأحوال الأمنية بالولاية مستقرة وأن حركة السير عادية.
الى ذلك، أعلنت الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية تشكيل لجنة لنزع فتيل الأزمة التي تمر بها البلاد والالتقاء بكل الأطراف المعنية لقيادتهم للتوافق.
وقالت الكتلة في بيان عقب اجتماع الهيئة القيادية، إنها كلفت اللجنة السياسية بالتشاور في اجتماعاتها لوضع برنامج ومشروع سياسي كمخرج جديد يحقق التوافق الوطني ويؤدي لتماسك البلاد ويحافظ على وحدتها وقرارها الوطني ويرضي غالبية فئاتها.