واصلت القوات الإسرائيلية حملاتها القمعية ضد الفلسطينيين، وشنت، أمس الخميس، حملة تفتيشات واقتحامات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عدداً من الشبان، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة بين مجموعة من المسلحين والقوات الإسرائيلية قرب طوباس، فيما حذرت تقارير إسرائيلية من انتقال العنف على خلفية أحداث الأقصى إلى «المدن المختلطة» داخل «الخط الأخضر». في وقت دان الأردن فرض إسرائيل قيوداً تَحُدُّ من وصول المصلين المسيحيين إلى كنيسة القيامة في القدس المحتلة للاحتفال بسبت النور، مؤكداً أنها إجراءات «مرفوضة ومدانة».
واقتحمت القوات الإسرائيلية، فجر الخميس، بلدة طمون جنوب محافظة طوباس، حيث دفعت بتعزيزات إضافية إلى مدخل البلدة. وذكر فلسطينيون أن عدة جيبات عسكرية إسرائيلية اقتحمت البلدة من مدخلها الشرقي المؤدي إلى بلدة عاطوف والأغوار الشمالية، ونصبت حاجزاً عسكرياً على مدخلها الغربي طريق طوباس نابلس. ودوَّت أصوات اشتباكات بين المقاومة والقوات الإسرائيلية في عدة مناطق بالبلدة.
وذكرت مصادر فلسطينية، أن القوات الإسرائيلية اعتقلت خمسة شبان من بلدة العوجا قرب أريحا، كما اعتقلت حذيفة أبو عابد من طولكرم بعد محاصرة منزل بالخليل، فيما اعتقلت القوات شابين عقب اقتحام منزليهما في بلدة بيت أمر. وكذلك اعتقلت القوات الإسرائيلية ثلاثة شبان خلال اقتحامها بلدة بيتين قضاء رام الله. كما اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدتي جلبون وفقوعة قضاء جنين شمالي الضفة، فيما احتجزت شاباً من بلدة يعبد عند حاجز عسكري، في حين اعتقلت القوات الإسرائيلية شابين من مدينة القدس المحتلة. وفرضت السلطات الإسرائيلية الحبس المنزلي على 6 فتية مقدسيين وأبعدتهم عن المسجد الأقصى لمدة شهر، إلى جانب كفالة مالية مقدارها 1000 شيكل لكل منهم. وزعمت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت شاباً (37عاماً) من بلدة الطور خلال وجوده في البلدة القديمة بالقدس، كان يخطط لتنفيذ عملية طعن خلال «عيد الفصح». وادعت الشرط أنه كان صدر بحقه أمر إبعاد عن البلدة والأقصى بعد اعتقاله منذ أيام.
من جهة أخرى، قال الناطق باسم وزارة الخارجية سنان المجالي في بيان إن «إجراءات إسرائيل الرامية إلى تقييد حق المسيحيين في الوصول الحرّ وغير المُقيد إلى كنيسة القيامة، لممارسة شعائرهم الدينية مرفوضة ومدانة». وأكد أنه «على إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها ووقف جميع الإجراءات التضييقية على مسيحيي القدس المحتلة». كما أكد أنه على إسرائيل «الامتناع عن أية إجراءات من شأنها المساس بحرية العبادة في الأماكن المقدسة بالقدس المحتلة».
في غضون ذلك، ذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن مسؤولي الشرطة يعتقدون أن الاشتباكات داخل المسجد الأقصى خلال العشر الأواخر من شهر رمضان من شأنها أن تؤدي إلى اندلاع أعمال عنف بالمدن المختلطة. وذكرت أخبار «قناة 12» نقلاً عن مصادر في الشرطة لم تسمها، أن التقييم الأمني توصل إلى أن الاضطرابات في المسجد الأقصى ستؤدي على الأرجح إلى أعمال عنف في ما يسمى بالمدن المختلطة التي تضم عدداً كبيراً من السكان اليهود والعرب. وأفاد موقع «والا» الإخباري بأن المخابرات العسكرية أخبرت القادة السياسيين مؤخراً أن احتمال وقوع حرب أكبر من استعادة الهدوء. وقال التقرير أيضاً إن المخابرات العسكرية حذرت من أن «الاحتكاك المحيط بالمسجد الأقصى يوحد جبهات مختلفة ويزيد من تأثير التحريض على الإنترنت ضد إسرائيل».
(وكالات)