إعداد: معن خليلأصبحت عادة تبادل القمصان بين لاعبي كرة القدم أمراً عادياً عند انتهاء المباريات، لكن ما يخرج عن المألوف أن تتم بين الشوطين، أو أن يلجأ أحد اللاعبين للتودد إلى أحد النجوم من الفريق المنافس ليكون صاحب الحظ في نيل قميصه أو يسارع لالتقاط صورة تذكارية معه إعجاباً به، وهو ما يعده المدربون والنقاد والمشجعون في إنجلترا أنه قلة احترام للفريق الذي يمثله.هذه الظاهرة يكرهها الإنجليز كثيراً، ويعدونها قلة احترام من قبل اللاعبين لفريقهم ومشجعيه، وإن كان في دول أخرى وخصوصاً في أمريكا الجنوبية فعل احترام، كما حصل عندما تقابل برشلونة الإسباني مع ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا عام 2013، وطلب البرازيلي نيمار قميص مواطنه روبينيو بين الشوطين، لأنه كان مثله الأعلى عندما كان الأخير يلعب لنادي سانتوس.كما أن لاعبين كبيرين تشافي ألونسو وأندريه بيرلو لاعبي ريال مدريد ويوفنتوس السابقين قاما بتبادل قميصهما بين شوطي مباراة فريقهما عام 2013 في دوري أبطال أوروبا، من دون أن يثير الأمر أي ضجة؛ بل نالا التصفيق لأ الأمر عد من باب احترام كل لاعب لتاريخ الآخر.لكن في إنجلترا الأمر مختلف كلياً، وخصوصاً إذا كانت هذه العادة التي أصبحت ظاهرة مقترنة بهزيمة كما حصل مع لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي السابق، الإيفواري يايا توريه ومهاجم يوفنتوس الأرجنتيني باولو ديبالا الحالي اللذين انضما في إحدى المباريات إلى قائمة «الفعل غير المرغوب به»، عندما تبادلا قمصانهما بين شوطي مباراة فريقهما في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا عام 2014 والتي انتهت بفوز الفريق الإيطالي 1- صفر.تصرف توريه وديبالا أثار غضب وسائل الإعلام الإنجليزية حينها والمدرب السابق هاري ريدناب الذي كان يقوم بتحليل اللقاء لصالح قناة «بي تي سبورت» التلفزيونية، وقال الأخير عن سبب رفضه لمثل هذه الأمور إنه «من الصعب تفهم فكرة أن يهتم اللاعبون بتبادل القمصان أكثر من لعب المباراة، يستطيع توريه تبديل قميصه في نهاية اللقاء، لكن عندما تحصل بين الشوطين هناك مشكلة في ذلك، لأن مثل هذه الأمور تقلل التركيز عند اللاعبين».وكان ديبالا هو من طلب قميص يايا توريه الذي يعد قدوته في الملاعب، وهذا ما يعده البعض أنه إساءة إلى الجماهير؛ حيث من غير المستحب أن يعبر أي لاعب عن إعجابه بآخر خلال اللقاء.وقد تتسبب مثل هذه الأفعال إلى الإساءة شخصياً لبعض اللاعبين ووضعهم في مواقف محرجة، تماماً كما حصل مع نجم ميلان الإيطالي السابق المصري الأصل ستيبان الشعراوي، حين التقطته الكاميرات وهو يطلب قميص ميسي بعد نهاية مباراة جمعت فريقه عام 2013 مع برشلونة في دوري أبطال أوروبا، وبد أن النجم الأرجنتيني يرفض طلبه ولا يعره أي اهتمام.لكن الشعراوي نفسه خرج بعد ذلك ليكشف الحقيقة ويؤكد أن ميسي وافق على إهدائه قميصه عندما يذهب إلى غرفة خلع الملابس، وهذا ما فعله لاحقاً، لكن ظلت صورة اللاعب الإيطالي عالقة في أذهان المشجعين الذين رفضوا موقف الشعراوي الذي بدا كمن يتوسل لنيل القميص.استهزاء ماريووواقعة ديبالا وتوريه ليست الأولى من نوعها بين لاعبين تبادلا قميصهما بين الشوطين في الملاعب الإنجليزية، فلقد سبق للإيطالي ماريو بالوتيلي عندما كان يلعب في صفوف ليفربول أن فعلها مع مدافع ريال مدريد البرتغالي بيبي عندما كان فريقهما يلعبان عام 2014 في دوري أبطال أوروبا.واستشاط بريندان رودجرز المدير الفني السابق لليفربول غضباً بعدما علم بالواقعة وأكد أنه لا يحب أن يرى مثل هذه الأمور في ناد كبير مثل ليفربول، ووعد بمعاقبة بالوتيلي كما كان فعل سابقاً مع لاعب آخر من فريقه هو الفرنسي مامادو ساخو الذي تبادل قميصه مع الكاميروني صامويل إيتو مهاجم تشيلسي السابق في عام 2013.يومها تعرض ساخو لهجوم عنيف كون فريقه كان خاسراً اللقاء وهو انشغل بتبادل قميصه مع إيتو، وقامت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية بإلقاء الضوء على هذه الظاهرة، بعدما التقطت الكاميرا تبادل قمصان ساخو وإيتو.وأكدت الصحيفة استياء الجمهور من هذا الفعل والذي ظهر من خلال مقابلات أجرتها؛ حيث تعجب أحد مشجعي ليفربول من هذا الأمر وقال: «ساخو طلب تغيير القميص مع إيتو الذي أحرز هدفاً في مرمى فريقه منذ دقائق».أما لقطة بالوتيلي وبيبي فلقد تسببت بغضب أكبر، ولاسيما أن ليفربول كان متأخراً أمام ريال مدريد في الشوط الأول بثلاثة أهداف، وعلى الرغم من ذلك وجد ماريو متسعاً من الوقت ليتبادل قميصه مع لاعب من الفريق الخصم.وقد خرجت الصحف الإنجليزية في ثاني يوم المباراة بعناوين غاضبة من الواقعة وكتبت «إيكو ليفربول» بخط عريض: الاعتذار، مطالبة اللاعب الإيطالي ماريو بالوتيلي بطلب السماح من كل مشجع أساء إليه بتلك الواقعة غير المستحبة في الملاعب البريطانية.من جهتها، هاجمت صحيفة «ديلي ميل» بالوتيلي واعتبرت أن ما فعله يعد استهزاء واستخفافاً بتاريخ وعراقة ليفربول، متابعة «اعتدنا على التصرفات الصبيانية والمجنونة من بالوتيلي، لكن هذا استهزاء بليفربول يا ماريو».وعلق فيل نيفيل لاعب مانشستر يونايتد السابق على حادثة بالوتيلي قائلاً: « سبق للهولندي رود فان نيستلروي أن أعطى قميصه للاعب منافس من مانشستر سيتي بعد نهاية الشوط الأول، حينها أخبره المدرب فيرجسون أنه في حال كرر الأمر مجدداً فسيطرده من النادي».ولم تكن الانتقادات أقل حدة عندما تبادل البرازيلي أندريه سانتوس لاعب أرسنال السابق القميص مع الهولندي روبن فان بيرسي مهاجم مانشستر يونايتد؛ وذلك خلال لقاء بين الفريقين في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012.وكان فان بيرسي يلعب لنادي أرسنال وصنع شهرته فيه، لكنه قرر الانتقال إلى غريمه اليونايتد؛ لذلك فان مسارعة أندريه سانتوس لطلب بين الشوطين قميص زميله السابق الذي كان سجل هدفاً في مرمى «المدفعجية» خلال تلك المواجهة لم يكن مستحباً أبداً من قبل المدرب أرسين فينجر وإن كان برر ذلك باختلاف الثقافات.وأكد فينجر وقتها أن تصرف سانتوس ناتج عن كونه ينتمي لثقافة وحضارة مختلفة، وقال: «أتفهم أن رجلاً إنجليزياً لا يفهم ما حدث، أنا فرنسي ولم أفهم الأمر أيضاً، أما سانتوس فقد جاء من بلد مختلف تماماً ولهذا السبب ارتكب هذا الخطأ».ولم تسامح جماهير أرسنال سانتوس ورأت أن ما فعله يفتقر للكبرياء والغيرة على فريقه، كما علق النجم السابق للكرة الإنجليزية آلان شيرر؛ حيث تعجب فيه مما حصل حتى إنه قال «لم أصدق ما فعله سانتوس، لم أر شيئاً كهذا في حياتي، أن تطلب قميص لاعب هجر فريقك وسجل في مرماك هدفاً، فهذا قمة الاستهزاء بناديك».واضطر سانتوس بعد ذلك للاعتذار للجمهور وقال «أود أن أعتذر للجمهور الذي شعر بالإهانة من الأمر، لم أكن أدرك أن تبادل القمصان مع فان بيرسي سيسبب ردة فعل كهذه».لكن يبدو أن لاعبي أرسنال لم يتعلموا أبداً من درس أندريه سانتوس؛ حيث إن الألماني مسعود أوزيل نجم «المدفعجية» السابق تبادل قميصه مع جيفري كدندوجبيا لاعب موناكو الفرنسي خلال لقاء بين الفريقين جرى الموسم الماضي في دوري أبطال أوروبا.وما زاد من حدة انتقادات تصرف أوزيل أن أرسنال خرج من البطولة الأوروبية على يد موناكو وهو ما جعل بول سكولز اللاعب السابق لمانشستر يونايتد والذي كان يعمل محللاً في قناة «آي تي في» البريطانية يقول «أنا شخصياً لا أحب ذلك، ربما يمكن تقبل الأمر في نهاية المباراة، يمكنك أن تفعل ذلك عندما تكون داخل النفق أو داخل غرف تبديل ملابس اللاعبين، بعيداً عن مرأى الجميع، أما بين الشوطين فذلك لا يعجبني».
أخبار شائعة
- سلام: لبنان ملتزم بضمان حصر السلاح بيد الدولة
- زيلينسكي: "محادثات السلام" مع واشنطن "بنّاءة" لكنها "صعبة"
- السودان.. التدهور الأمني يجبر شركة نفط صينية على الانسحاب
- رئيس بنين بعد محاولة انقلاب: "الوضع تحت السيطرة تماما"
- أمين مجلس التعاون الخليجي يستنكر التصريحات الإيرانية
- زامير: الخط الأصفر هو "الحدود الجديدة" بين إسرائيل وغزة
- الأخضر يختتم تحضيراته استعدادًا لمواجهة المنتخب المغربي سعيًا لحسم الصدارة
- أكسيوس: اجتماع إسرائيلي قطري في نيويورك لإصلاح العلاقات





