إعداد: علي نجم
يبدو أن صراع دوري أدنوك للمحترفين يأبى إلا أن يقدم فصلاً جديداً من فصول المتعة التي تسود المسابقة منذ بدايتها هذا الموسم، الذي قد يكون الأكثر إثارة في عصر الاحتراف.

وقبل 270 دقيقة على انتهاء الموسم، لا تزال هوية البطل غامضة؛ بل لا تزال لعبة الحسابات مفتوحة على مصراعيها، ما بين شباب الأهلي المتصدر والعين المنافس، ومن خلفهما الوحدة، وإن بقي مفتاح الدرع بيد «الفرسان»؛ حيث يملك مصيره بيده، ويحتاج إلى 6 نقاط من أصل 9 ممكنة ليتوج للمرة الثامنة في تاريخه.

قدم النصر مرة جديدة، «خدمة» لإثارة الدوري، حين وضع بصمة جديدة في صراع اللقب، بعدما تمكن من إيقاف قطر الأحمر السريع في المحطة الزرقاء، ليجبر المتصدر على خسارة نقطتين، وليمنح بارقة أمل ل«الزعيم» الذي سبق وأن تفوق عليه النصر في ملعب هزاع بن زايد، مانحاً «الفرسان» فرصة تعزيز الصدارة.

فارق النقاط الثلاث الذي يفصل ما بين شباب الأهلي المتصدر والعين الوصيف، سيجعل من مباريات الجولات الثلاث الأخيرة، أقرب إلى «ملحمة» من أجل صنع المجد، وتحقيق العلامة الكاملة التي ستكون وحدها هي التي ستعبد للفائز، طريق الوصول إلى المنصة.

تعثر «الفرسان»

وفشل شباب الأهلي في تحقيق فوزه السادس عشر هذا الموسم، حين أضاع فرصة التقدم مرتين على النصر، ليُمنى مرماه بهدف «أكروباتي» ولا أروع من المغربي عادل تاعرابت، أعاد به إلى الذاكرة نجوميته في فترة اللعب في الملاعب الإنجليزية.

وشرب «الفرسان» من كأس التعادل «المر» ليخسر الفريق نقطتين كان بأمس الحاجة إليهما من أجل المضي قدماً في صراع اللقب والاقتراب من تحقيق الحلم الثامن، وان كان يحسب له أنه حافظ على سجله خالياً من الهزائم للمباراة العاشرة على التوالي كأفضل سلسلة يحققها الفريق هذا الموسم، علماً أنها المباراة العاشرة على التوالي التي لا يخسر فيها شباب الأهلي خارج أرضه (فاز 6 تعادل 4).

ثنائية لابا

ورفض العين السعيد ببلوغ نهائي أغلى المسابقات على حساب الوصل، رمي منديل التنافس على درع الدوري؛ بل أسهم تعثر شباب الأهلي في اليوم الأول في فتح طاقة الأمل بالنسبة إلى حامل اللقب الذي استعاد جماهيره الغفيرة في مدرجات هزاع بن زايد، ليخوض مباراة كانت بمنزلة «بروفة» قبل النهائي الحلم أمام الشارقة وليحقق الفوز بهدفين حملا توقيع «الزعيم» لابا كودجو.

وتنفس العين الصعداء، بعدما نجح في تقليص الفارق إلى 3 نقاط، ليصبح أمام فرصة الصراع على الثنائية التاريخية الثانية في رحلته في دورينا، وهو ما قد يضع المزيد من التحديات على عاتق رجال المدير الفني ريبيروف.

وفي الوقت الذي عزز العين موقعه في صراع اللقب، كان الشارقة يمنى بالخسارة الخامسة له هذا الموسم، ليجد نفسه قبل 3 جولات من صافرة ختام المسابقة خارج المربع الذهبي، وإن بدا وكأن تركيز عناصر ورجال المدرب الروماني كوزمين بات في نهائي الكأس.

«الديربي» وحداوي

ونجح الوحدة في حسم «ديربي» العاصمة بفوزه على الجزيرة بثلاثة أهداف مقابل هدف، ليثبت الفريق موقعه ثالثاً في جدول الترتيب، وإن كان يضرب اليوم كفاً بكف، ندماً على التعثر بالتعادل في المرحلة 22 أمام دبا الفجيرة.

فوت «العنابي» على نفسه العديد من الفرص هذا الموسم لنيل «السعادة» وهو ما أثر بالسلب في موقعه في الصراع على اللقب في موسم فيه الكثير من الدروس المستفادة بالنسبة إلى فريق لا يزال في صلب الصراع (بلغة الأرقام)، على الرغم من استبدال 3 مدربين على قيادة الفريق حتى الآن.

أما الجزيرة، فقد سجل سقوطاً كبيراً في ملعب آل نهيان، وبدا الدفاع كارثياً، ليقدم المدافع ميلوس «هدايا» بالجملة للفريق المضيف، مما ساعد رفاق إسماعيل مطر على زيارة مرمى علي خصيف في 3 مناسبات. وتمكن علي مبخوت وحده من حفظ ماء الوجه بتسجيل هدف في الرمق الأخير، رفع به غلته إلى 100 هدف خارج ملعب محمد بن زايد، ورصيده إلى 204 أهداف تاريخياً في المسابقة.

واسترد الوصل المركز الرابع في جدول الترتيب بفوزه على بني ياس، ليكون الانتصار الأول له بعد 6 مباريات (في كل المسابقات)، لم يعرف فيها حلاوة الفوز.

أما عجمان فقد واصل رحلة التألق ليرفع رصيده في هذه المرحلة إلى 41 نقطة، لتكون المرة الأولى في تاريخ الفريق البرتقالي التي يتجاوز بها حاجز ال 40 نقطة.

الجلاد

يبدو أن الجلاد التوغولي لابا كودجو لن يتوقف عن رحلة الإبداع والإبهار في دورينا، بعدما نجح في تسجيل ثنائية في مرمى الشارقة، ليرفع غلته هذا الموسم إلى 25 هدفاً، ورصيده التاريخي في المسابقة إلى 83 هدفاً.

وبات النجم التوغولي على بعد 3 أهداف من معادلة رقم النجم الكبير ماجد العويس (86 هدفاً)، وهو ما يمكن أن يتحقق في الموسم الحالي، خاصة مع الفعالية الكبيرة التي قدمها اللاعب في المباريات الأخيرة.

وشكل الهدف الثاني لوحة فنية إبداعية من لاعب، باتت الكلمات عاجزة عن وصف موهبته التهديفية الكبيرة، بعدما أصبح «البعبع» الذي يهاب منه حراس المرمى كافة.

وواصل اللاعب التوغولي كتابة التاريخ، بعدما أصبح على بعد هدف واحد من دخول نادي المئة في سجلات هدافي، نادي العين في كل البطولات، بعدما بات في رصيد النجم التوغولي 99 هدفاً في كل البطولات.

وسجل لابا 83 هدفاً ل«الزعيم» في الدوري، بينما سجل في مسابقة كأس الرابطة 7 أهداف، ومثلها في مسابقة كأس صاحب السموّ رئيس الدولة، بينما سجل هدفين في مسابقة دوري أبطال آسيا.

وتمكن لابا من تسجيل الثنائية الخامسة له هذا الموسم، والرابعة عشرة في تاريخ مشاركته مع الفريق البنفسجي.

الرقم 300 يحضر مرتين

حمل هدف المغربي عادل تاعرابت من «دبل كيك» ولا أروع في مباراة النصر مع شباب الأهلي، الهدف رقم 300 الذي يسجل للفريق الأزرق على أرضه وبين جماهيره منذ بداية الاحتراف.

وخاض النصر المباراة رقم 181 على أرضه، حقق خلالها 83 فوزاً.

وشهد «الديربي» تسجيل لاعب شباب الأهلي يحيى الغساني هدف الافتتاح في المباراة، ليكون الهدف رقم 300 الذي يسجل ل«الفرسان» خارج أرضه في منافسات دوري المحترفين.

8 أهداف لكارتابيا في 9 جولات
تمكن الأرجنتيني كارتابيا من ارتداء ثوب الهداف مع «الفرسان» هذا الموسم، بعدما أصبح اللاعب الذي يعول عليه شباب الأهلي كثيراً، من أجل صنع الفارق وتحقيق الانتصارات في رحلته من أجل الوصول إلى الدرع الثامنة.
وتمكن النجم الأرجنتيني من مواصلة العزف وزيارة شباك المنافسين 8 مرات في آخر 9 جولات مع «الفرسان»، في معدل يدل على قيمة وأهمية هذا النجم الذي بات العلامة الفارقة في تشكيلة البرتغالي جارديم.
وفي آخر 9 مباريات سجل كارتابيا أمام دبا الفجيرة والوحدة، والظفرة، وكلباء، والجزيرة، وخورفكان، قبل أن يتوقف مرة واحدة عن التسجيل أمام العين في المرحلة 21، قبل أن يعود ويسجل في آخر مرحلتين أمام كل من البطائح والنصر.

النجم التوغولي يتفوق على مبخوت
تواصل الصراع على لقب هداف الدوري بين التوغولي لابا كودجو وعلي مبخوت، بعدما سجل الأول ثنائية في مرمى الشارقة، بينما زار الثاني شباك الوحدة بهدف، في سباق يبدو أنه لن يتوقف إلا مع صافرة ختام الموسم حتى تتضح هوية من سينال لقب الحذاء الذهبي هذا الموسم.
وهنا ترتيب أبرز الهدافين:
25 هدفاً: التوغولي لابا كودجو (العين).
23 هدفاً: علي مبخوت (الجزيرة).
16 هدفاً: فابيو ليما (الوصل).
13 هدفاً: البرازيلي جواو بيدرو (الوحدة).
11 هدفاً: التونسي فراس بالعربي والمغربي وليد آزاراو (عجمان) والأرجنتيني كارتابيا (شباب الأهلي).

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version