أكدت دولة الإمارات خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن مساء أمس الأول الثلاثاء بشأن التطورات الأخيرة في السودان ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية، متعهدة بتقديم 50 مليون دولار كمساعدات إنسانية طارئة، مشددة على أنه «ما من انتصار عسكري» هناك، وأن المدنيين هم من يدفعون الثمن، فيما كرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مخاوفه من امتداد النزاع إلى دول أخرى في المنطقة، في حين قال المبعوث الأممي الخاص إلى السودان إن اتفاق وقف إطلاق النار يبدو صامداً في بعض المناطق لكن لا يوجد ما يشير إلى استعداد الطرفين المتحاربين للتفاوض بجدية. 

 وأشادت دولة الإمارات، خلال كلمة السفيرة لانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، بتفاني القادة الإقليميين في تخفيف حدة هذه الأزمة، بما شمل الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، والجامعة العربية، والممثل الخاص للأمين العام للسودان ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية. ودانت الإمارات الإجراءات التي أودت بالمدنيين والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية والدبلوماسيين، وجددت دعمها لخفض التصعيد وتعزيز الحوار وتكثيف الجهود الإنسانية في السودان.

سلامة المدنيين أولوية 

وأكدت أنه مثلما فعلت دول كثيرة في جميع أنحاء العالم، انصب اهتمام الإمارات منذ اندلاع النزاع في السودان في الخامس عشر من إبريل/نيسان على نقل رعايا الدولة ورعايا الدول الأجنبية الأخرى بصورة عاجلة إلى مناطق آمنة، مشيرة إلى إجلاء عدد من رعايا 19 دولة من الخرطوم إلى بورتسودان. كما تمكنت بالتعاون مع مصر من المساعدة في تأمين العودة الآمنة للجنود المصريين. وأضافت بالرغم من التركيز الحالي على إجلاء الرعايا الأجانب والدبلوماسيين الدوليين، إلا أنه يجب عدم نسيان من بقوا هناك. وشددت على أولوية الحفاظ على سلامة المدنيين السودانيين.

وقال السفيرة لانا نسيبة إنه إدراكاً للأزمة الإنسانية المُلحة في السودان، اتخذت الإمارات عدداً من الخطوات الملموسة لتخفيف الوضع الإنساني على الأرض، وتقديم الدعم لكل من يطلبون الإجلاء. وكإجراء فوري، ستقدم بلادي معونات إنسانية عاجلة بقيمة خمسين مليون دولار أمريكي. وأضافت «سنستمر في إعطاء الأولوية للأفراد الأكثر تأثراً بهذا النزاع، خاصة النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، مع توفير الرعاية والاستضافة اللازمة للأشخاص الذين تم إجلاؤهم وجاؤوا إلى الدولة».

وأكدت الإمارات أنها ستواصل المشاركة بفاعلية في جهود تهدئة الأوضاع والعمل مع الشركاء الآخرين، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي ومنظمة (إيقاد) والجامعة العربية واللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي ودول الجوار السوداني، من أجل دعم كافة الجهود الرامية إلى وقف التصعيد وإفساح المجال أمام الحوار مثلما فعلنا خلال الأسبوعين الماضيين.

 توحيد جهود 

الى ذلك، كرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مخاوفه من امتداد النزاع إلى دول أخرى في المنطقة. وقال «الدول السبع المتاخمة للسودان تورطت في العقد الماضي بصراعات أو شهدت اضطرابات أهلية كبيرة». ووصف العنف والفوضى في السودان بأنهما «يفطران القلب».

وشدد على أن «الصراع على السلطة في السودان لا يعرض مستقبل ذلك البلد للخطر فحسب. إنه يشعل فتيلاً قد ينفجر عبر الحدود ويسبب معاناة هائلة لسنوات ويعيد التنمية عقوداً إلى الوراء».

في السياق ذاته، قال المبعوث الأممي الخاص إلى السودان فولكر بيرتيس إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة في السودان يبدو صامداً في بعض المناطق لكن لا يوجد ما يشير إلى استعداد الطرفين المتحاربين للتفاوض بجدية. 

وأضاف أن ذلك «يشير إلى أن كلاً منهما يعتقد أن بإمكانه تحقيق نصر عسكري على الآخر… هذه حسابات خاطئة». «حتى لو انتصر أحد الطرفين فإن السودان سيخسر».

وندد بيرتيس الذي تحدث في اتصال بالفيديو من بورتسودان، ب«تجاهل قوانين الحرب وقواعدها» في الصراع الذي شهد استهداف مدنيين ومستشفيات. وشدد المسؤول الأممي على أن المعارك «سببت كارثة إنسانية يدفع المدنيون ثمنها».

بدوره، أكد مندوب مصر بمجلس الأمن، أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السودانية واستقلال وسيادة السودان، وهو الأمر الذي يمثل عمقاً استراتيجياً للأمن القومي للمصري. وحذر من أي تدخل خارجي أياً كانت طبيعته أو مصدره، بما من شأنه أن يؤجج الصراع، مؤكداً أن النزاع شأن داخلي خالص. وأكد مندوب السعودية لدى الأمم المتحدة عبدالعزيز الواصل، أهمية الالتزام بالهدنة الإنسانية. وشدد على ضرورة توفير الممرات الإنسانية الآمنة للعاملين في المجال الإنساني.(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version