إعداد: علي نجم
سيكون استاد محمد بن زايد في السابعة و25 دقيقة مساء اليوم، قبلة أنظار عشاق المستديرة الصغيرة، حين يحتضن النهائي الحلم والكبير بين الشارقة والعين من أجل الفوز بأغلى البطولات، كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم.
ويتطلع الفريقان إلى نيل اللقب الغالي، ووضع نجمة جديدة في سماء النجاحات التي حصدها كل منهما في تاريخ اللعبة محلياً.
يتطلع «الملك» إلى التتويج باللقب العاشر في تاريخه، من أجل معادلة رقم شباب الأهلي الذي يتفوق على المنافس الأبيض بفارق لقب واحد.
وكان الشارقة قد نال النجمة التاسعة في أكتوبر/ تشرين الأول 2022، بفوزه على الوحدة بهدف دون مقابل، بينما حصد العين 7 مرات الكأس من قبل، ويتطلع إلى اللقب الثامن، وإن كان هو الفريق الأكثر تأهلاً إلى النهائيات 15 مرة من قبل.
ويمني الفريق الملكي النفس أن ينال الكأس حتى يكمل مسلسل النجاح هذا الموسم والفوز باللقب الثالث تحت إشراف المدير الفني الروماني كوزمين بعدما نال لقب الكأس نسخة 2022 ومن ثم السوبر 2023 على حساب كل من الوحدة والعين على التوالي بهدف دون مقابل.
ويراهن الفريق الملكي على قدرات النجم البوسني بيانيتش من أجل قيادة وسط الميدان، وضبط الإيقاع أملاً في فرض السيطرة والتفوق على المنافسين.
وسيحتاج الدفاع الأبيض بقيادة اليوناني مانولاس وشاهين عبد الرحمن اللعب بحذر كبير حتى يتسنى لهم ضمان بناء جدار دفاعي، تتكسر عليه كل محاولات الفريق العيناوي، وإن كانت المهمة لن تكون سهلة أمام تميز النجم التوغولي لابا كودجو.
ويعتبر كودجو أحد أبرز الأوراق الرابحة في تشكيلة الأوكراني ريبيروف في تشكيلة سيكون الحارس الأمين خالد عيسى أبرز الغائبين فيها بسبب الإيقاف، بعدما نال بطاقة حمراء في إياب الدور نصف النهائي أمام الوصل.
وسيمثل غياب خالد عيسى فرصة كبيرة أمام الحارس البديل محمد بوسندة من أجل حراسة العرين، وضمان الدفاع عن شباك الزعيم التي سيكون بأمس الحاجة إلى أن تبقى نظيفة، خاصة مع تميز الشارقة في الرهان على المرتدات وانتظار الهفوات حتى يلج إلى شباك المنافسين عبر النجم الجديد دجانيني.
وسيحتاج المدرب الأوكراني أن يتولى الكرواتي تين قياد الدفاع مع كوامي، وفرض الرقابة على دجانيني الذي يمثل أبرز أوراق الخطر في تشكيلة المنافس مع البرازيلي كايو الذي سيخوض لقاء خاصاً أمام الزعيم.
ويمثل الثلاثي الهجومي أبرز مصادر القوة والتميز في تشكيلة العين، حيث يعتمد على مهارات وسرعة سفيان رحيمي إلى جانب تألق الأوكراني يارمولينكو الذي يمثل عنصر الخطر واللاعب الذي يمتلك قدرة صنع الفارق، وإن لم يظهر كثيراً على مستوى مجريات المباراة.
ويبقى لابا هو ورقة الرهان الأول في صفوف العين، خاصة مع تألق اللاعب وتربعه فوق صدارة ترتيب الهدافين برصيد 26 هدفاً، وبلوغ الهدف 100 له في كل المسابقات مع الفريق البنفسجي حتى الآن.
وسيقف الإسباني الكاسير على الجانب الأبيض، ليمثل الأمل التهديفي والورقة التي قد يعول عليها كوزمين كعنصر قادر على صنع الفارق وتأدية دور البطل، كما حدث في النهائي الأخير، حين أصاب الشباك العنابية هدف من ركلة حرة مباشرة.
وقد تلعب المباراة على قدرات لاعبي الأجنحة من أجل إيجاد ثغرات في دفاع كل منافس، مع امتلاك كل مدرب لأكثر من عنصر قادر على صنع الفارق مع تألق بندر الأحبابي ورحيمي في الجانب الأيمن، مقابل وجود الظنحاني والغيني كمارا مع الملك.
كاربوف وكاسباروف في صراع خارج الخطوط
تمثل المباراة صراعاً وتحدياً كبيراً بين المدرّبين الأوكراني سيرغي ريبيروف، والروماني أولاريو كوزمين، خارج المستطيل الأخضر.
وتكاد تكون المباراة بين المدربين أقرب إلى حرب عقول بين أسطورتي الشطرنج الشهيرين، كاربوف وكاسباروف، قياساً إلى الدهاء والذكاء التكتيكي اللذين يمتاز بهما كلاهما، وإجادتهما في تسخير وتوظيف كل الأوراق الرابحة التي يعوّلان عليها في هذه المواجهة.
ويدرك المدربان أن الأنظار والتركيز سيكون حول هوية الأسماء التي سيزج لها كل منهما في التشكيل الأساسي، في الوقت الذي قد يلعب سيناريو المباراة، واللعب بأوراق البدلاء في الحصة الثانية نقطة الفصل والتحول في مسار النهائي الكبير.
ويريد كوزمين التفوق على المنافس الأوكراني مرة جديدة، بعدما كانت ل«القيصر» كلمة الحسم في مباراة السوبر التي جمعت بين الفريقين في فبراير/ شباط الماضي.
ويبحث المدرب الأوكراني عن وضع اسمه في سجلات المدربين الأبطال، بعدما عرف مجد الفوز بدرع الدوري وكأس الرابطة مع الفريق «البنفسجي» في الموسم الماضي.
ويدخل كوزمين المباراة النهائية للبطولة للمرة الرابعة في مسيرته مع الأندية الإماراتية، باحثاً عن التتويج باللقب للمرة الثانية على التوالي.
النهائي الرابع
تعتبر مباراة اليوم النهائي الرابع بين الفريقين، حيث سبق لهما أن التقيا 3 مرات من قبل في المباراة النهائية، فكان التفوق ل«الملك» بلقبين، مقابل لقب واحد ل«الزعيم»
وكان النهائي الأول بين الفريقين موسم 1978-1979، وهي المباراة التي حسمها «الملك» بركلات الترجيح 3-2.
وعادت ركلات الترجيح لتقول كلمتها الحاسمة، مرة جديدة لصالح الشارقة، حين تجدد النهائي بين الفريقين في موسم 1994-1995، حيث سيطر التعادل السلبي على المجريات، قبل أن ينجح الملك بالتفوق بركلات الترجيح 5-4.
أما النهائي الثالث بين العملاقين، فقد تجدد في نهائي موسم 2005-2006، حين تمكن العين من رد التحية للمنافس، والتغلب على الملك بهدفين مقابل هدف، لتكون المرة الأولى التي يخسر فيها الشارقة مباراة نهائية في أغلى البطولات.
المواجهة رقم 4
تعتبر مباراة اليوم، هي اللقاء الرابع بين العملاقين الشارقة والعين هذا الموسم، بعدما التقى الفريقان مرتين في الدوري، حيث انتهى لقاء الذهاب على ملعب الشارقة بالتعادل 2-2، بينما حسم العين لقاء الإياب قبل أسبوعين، بالفوز بهدفين من توقيع لابا كودجو.
وبين الموقعتين، تواجه الفريقان على لقب كأس السوبر في ملعب النصر، وهي المباراة اللقب التي حسمها الشارقة، بهدف لابا بهدف مرماه.
تفوق نسبي للعين
التقى الشارقة والعين في 124 مباراة في كل المسابقات لكرة القدم الإماراتية، ويتفوق العين نسبياً، حيث فاز في 46 مباراة، والشارقة في 41 مباراة، فيما كان التعادل حاضراً بينهما في 37 مباراة.
وكان الشارقة قد حقق لقب الكأس الموسم الماضي، بعد غيابه عن خزينته لمدة 19 عاماً حيث كان آخر لقب حققه للكأس في موسم 2003، أما العين فكان آخر لقب لكأس رئيس الدولة توج به في نسخة 2018، وكان السابع في تاريخه.
تحكيم فرنسي
أعلن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، أن طاقم تحكيم فرنسياً بقيادة الدولي المعروف كليمان توربان(41 عاماً) سيقود نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة بين الشارقة والعين في استاد محمد بن زايد في أبوظبي.
ويضم طاقم التحكيم أيضاً المساعدين نيكولا دانو وبنجامين باج، وجيروم بريسارد حكم فيديو ومحمد عبيد خادم حكم فيديو مساعد، ويحيى الملا حكماً رابعاً.
ويعد توربان من الحكام المعروفين، وسبق له أن قاد نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد وليفربول العام الماضي.