قالت منظمة «أطباء بلا حدود» الدولية غير الحكومية العاملة في المجال الطبي والإنساني، إن السودان يشهد احتياجات إنسانية وطبية هائلة، مؤكدة أن تواصل أعمال العنف في أجزاء كثيرة من البلاد أدى إلى اكتظاظ المستشفيات، بينما عبّرت نقابة أطباء بالسودان، عن قلقها عقب تحذير أممي من خطر بيولوجي إثر سيطرة مجموعة مسلحة على المعمل القومي للصحة العامة «إستاك»، وبالتوازي مع تحذير جديد من منظمة الصحة العالمية من هذا الخطر الداهم.

وذكرت «أطباء بلا حدود» أنها تمكنت خلال فترة هدوء القتال من التبرع بالإمدادات الطبية لمرفق صحي في الخرطوم يوم الأحد الماضي، وأكدت أنها على اتصال بالمستشفيات والسلطات والجمعيات الطبية السودانية التي تحاول إمداد مستشفيات ومنشآت إضافية داخلها.

وأكد الدكتور غزالي بابكر المدير القطري للمنظمة في السودان، أن استمرار القتال يجعل هذا شبه مستحيل. وأشار إلى أن عدداً كبيراً من الجرحى وصل إلى المستشفى الذي تدعمه «أطباء بلا حدود» في الفاشر، وأوضح أن الفرق تعمل على مدار الساعة لعلاج الجرحى حيث وصل العدد حتى أمس 404 أشخاص إلى المستشفى لتلقي العلاج، وهو المرفق الصحي الوحيد الذي يعمل في المدينة.

إلى ذلك، أعربت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، أمس الخميس، عن قلقها البالغ بعد أن أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيراً من خطر بيولوجي مرتفع، إثر اقتحام وسيطرة قوات عسكرية على المعمل القومي للصحة العامة «معمل إستاك» في الخرطوم.

ونوهت النقابة، في بيان، بأنه «منذ الاستيلاء على المعمل تم فصله بشكل متقطع عن الكهرباء»، قائلة إن «الأمر يزيد المخاوف من الأضرار التي قد تسببها المواد الموجودة فيه».

وأشارت إلى «تضارب تصريحات مسؤولي المنظمة الدولية ووزارة الصحة الاتحادية السودانية، حول الضرر المحتمل الذي يمكن أن يحدث في حال اندلع قتال في موقع المعمل نفسه». وقالت إن المعمل القومي يحتوي على أقسام بها عينات مهمة وحساسة كالدرن والحصبة وشلل الأطفال والفيروسات، إضافة إلى مباني إدارة مكافحة الأمراض ومباني بنك الدم القومي.

وذكرت نقابة أطباء السودان، أنها تسعى الى الحصول على مزيد من المعلومات، وإجراء تقييم للمخاطر، على الرغم من صعوبة القيام بأي نوع من التقييم في الوقت الراهن.

وجاء التحذير، بعد أن نبهت منظمة الصحة العالمية أيضاً من خطورة الوضع المحيط بالمختبر.

ونبه أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، في بيان أمس الخميس إلى أن هذا المختبر يحتوي على مسببات أمراض مثل الحصبة والكوليرا والسل المقاوم لأدوية متعددة، فضلاً عن فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاحات، ومواد خطرة أخرى.

كما أكد أن المنظمة العالمية التابعة للأمم المتحدة قلقة إزاء احتمال إساءة تعامل الأفراد غير المدربين مع هذه العينات المُعدية، ما يعني إصابة أنفسهم ثم انتقال الإصابة إلى غيرهم، مؤكداً أن المختبر الوطني محتل تحت قوة السلاح. (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version