تبادل الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع الاتهامات في بيانين منفصلين، أمس الجمعة، حول المسؤولية عن استهداف طائرة إجلاء تركية قرب الخرطوم، فيما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير إن الوضع في السودان قد يتفاقم في أي لحظة، وإنه يتعين على الأمريكيين المغادرة في غضون ما بين 24 و48 ساعة، في حين دفع الصراع الدائر في البلاد الدول إلى المسارعة بإجلاء دبلوماسييها ورعاياها.

وذكر بيان صادر عن الجيش السوداني، أن طائرة إجلاء تركية من نوع C-130 تعرضت لهجوم من قبل المتمردين (في إشارة لقوات الدعم السريع) عند هبوطها في مطار وادي سيدنا صباح أمس الجمعة. وأضاف: «الهجوم أدى إلى خسائر في خزانات وقود الطائرة وإصابة أحد أفراد الطاقم»، مبيناً أن الطائرة هبطت بسلام في الساعة 07:25 بالتوقيت المحلي وتم إصلاحها في المطار.

تحذير من إحباط جهود الإجلاء 

وشدد البيان أن القوات المسلحة السودانية «حذرت من محاولات المتمردين لإحباط جهود الإجلاء بمثل هذه التصرفات الخطِرة». إلا أن قوات «الدعم السريع» نفت ما نسب إليها في بيان الجيش، ووصفت ذلك بأنه «حملة تضليل إعلامية». وشدد البيان على أن قوات الدعم السريع «تقيدت بصرامة بالهدنة لأسباب إنسانية منذ منتصف الليل»، مضيفاً: «ليس صحيحاً أننا استهدفنا أي طائرة في سماء وادي سيدنا بأم درمان التي لا تخضع لسيطرة قواتنا ولا نملك فيها قوة عسكرية». وأعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، تعرض إحدى طائراتها العسكرية لإطلاق نار أثناء عملية إجلاء مواطنين في السودان. وقالت الوزارة في بيان إن طائرة من طراز «C-130» تعرضت لإطلاق نار من أسلحة خفيفة، أثناء الهبوط في مطار وادي سيدنا.

هبطت بسلام في وادي سيدنا

وأضافت أن الطائرة تمكنت من الهبوط بسلام في المطار، دون تسجيل أي إصابات في طاقمها أو أضرار في جسمها.

 إلى ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير أمس الأول الخميس إن الوضع في السودان قد يتفاقم في أي لحظة، وإنه يتعين على الأمريكيين المغادرة في غضون ما بين 24 و48 ساعة.

وقالت جان-بيير إن الإدارة الأمريكية تشعر بقلق شديد من انتهاكات وقف إطلاق النار في السودان، وإن وزارة الخارجية الأمريكية، نشرت موظفين قنصليين إضافيين.

وقالت في إفادة صحفية: «الوضع قد يتدهور في أي لحظة، نحن نعمل باستمرار لتوفير خيارات للمواطنين الأمريكيين لمغادرة السودان».

وأضافت أن الولايات المتحدة، نشرت وسائل استخباراتية واستكشافية واستطلاعية أمريكية لدعم طرق الإجلاء الجوي والبري التي يستخدمها الأمريكيون.

ومضت تقول إن الولايات المتحدة تنقل أيضاً وسائل بحرية داخل المنطقة، ما يجعلها قادرة على تقديم أي دعم ضروري على طول الساحل السوداني.

الاستفادة من الخيارات المتاحة

وقال جان-بيير: «هذا وسط سريع التغير، وأي خيار ينطوي على درجة من المخاطرة. لكن نظراً لأن الوضع لن يتحسن على الأرجح، فإننا نشجع الأمريكيين الذين يرغبون في المغادرة على الاستفادة من الخيارات المتاحة لهم في غضون ما بين 24 و48 ساعة». وقالت المنظمة الدولية للهجرة، أمس الجمعة إن تشاد نفذت أول رحلتين جويتين للإجلاء من السودان وكان على متنهما أكثر من 200 شخص، بينهم عشرات الأطفال.

وأضافت المنظمة، في بيان أن 226 شخصاً كانوا على متن الرحلتين بينهم 39 طفلاً. ووصلت الرحلتان إلى العاصمة انجمينا في وقت متأخر أمس الأول الخميس.

وأجلت عدة دول رعاياها جواً بينما توجه آخرون إلى بورتسودان من الخرطوم براً.

وأجلت القاهرة 5327 مصرياً في المجمل، منهم 2648 تم إجلاؤهم أمس الأول الخميس. وفي بيان منفصل قالت الخارجية المصرية إن نحو 16 ألف شخص عبروا الحدود من السودان إلى مصر بينهم 14 ألف سوداني.

وقالت الحكومة الفرنسية، أمس الأول الخميس إنها أجلت حتى الآن 936 شخصاً. وذكرت وزارة الخارجية أن من تم إجلاؤهم ليسوا فرنسيين فقط؛ بل هناك أيضاً مواطنون من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وإثيوبيا وهولندا وإيطاليا والسويد.

وقال وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية في. موراليدهاران إن أكثر من 1200 هندي تم إجلاؤهم من السودان وصلوا إلى جدة حتى أمس الأول الخميس، وستتم إعادتهم قريباً إلى الوطن.

في الأثناء، قال مسؤولون كبار بالحكومة إن كندا نفذت أول عملية إجلاء لمواطنيها أمس الأول الخميس، ونقلت جواً أكثر من 100 شخص منهم كنديون وجنسيات أخرى في رحلتين جويتين من السودان.

وقالت الحكومة إن هناك نحو 1800 كندي في السودان، 700 منهم تقريباً طلبوا مساعدة وزارة الخارجية.

وقالت الخارجية الكينية، أمس الأول الخميس إن الحكومة أجلت 342 شخصاً وصلوا إلى جدة من بورتسودان.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version