متابعة: علي نجم
كتب فريق الشارقة التاريخ مجدداً في بطولته المحببة، حين نجح في التتويج بلقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة بفوزه على العين بماراثون ركلات الترجيح، ليضيف «الملك» النجمة العاشرة إلى سجله الذهبي في أغلى الكؤوس.
جاء التتويج باللقب العاشر والثاني على التوالي، ليعيد ل«ملك الكأس» توهجه في المسابقة، بعدما كان شباب الأهلي خطف الأضواء بوصوله إلى اللقب العاشر.
واحتفظ الشارقة بلقبه بطلاً للكأس، بعدما كان قد نال «التاسعة» في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ليصنع معجزته الجديدة في ظرف 7 أشهرتحت قيادة مدربه الداهية الروماني أولاريو كوزمين، الذي أصبح «القيصر الرابع عشر» بعدما وصل إلى 14 لقباً مع كرة الإمارات.
تكتيك «القيصر»
لا يمكن الحديث عن ليلة الملك رقم 10 في استاد محمد بن زايد دون الإضاءة الفنية على ما فعله «القيصر» كوزمين، عندما حجم فريق العين وأفكار مدربه الأوكراني ريبروف، وبدا كأنه يحرك لاعبيه على «رقعة شطرنج».
كانت البداية قوية للعين، ثم تبين أنها مجرد استطلاع شرقاوي لأسلوب منافسه، حيث طلب كوزمين من لاعبيه التجمع في منطقتهم والحفاظ على الشباك النظيفة في أول 20 دقيقة، قبل أن يأخذوا المبادرة، وهكذا كان، حيث هيمن الشارقة على اللقاء، واحتوى خطورة «الزعيم» بالكامل.
في المقابل، كان العين حذراً كذلك، وحاول نجمه التوغولي لابا دون أن ينجح بسبب كماشة شاهين أحد أبطال النهائي ومانولاس.
لكن هدف محمد عبد الباسط الرأسي فتح المباراة في مستهل الشوط الثاني نحو سيناريو آخر، ليجبر كل مدرب على تغيير سياسته ونهجه الفني، لكن هدف لابا الذي جاء من لمسة يد واضحة دون أن ينتبه الحكم الفرنسي العالمي ولا «الفار»، أعاد المباراة إلى نقطة الصفر، ليبحث كل مدرب في الثلث الأخير من زمن المباراة عن عدم الوقوع في الخطأ الذي يكون باهظ الثمن.
ومع فشل المهاجمين في استغلال كل المحاولات، ومع قيام كل مدرب بخياراته الفنية والتكتيكية التي كان يسعى من خلالها إلى كسب اللقب الغالي، كان خروج مدافع العين الكرواتي تين المصاب وإشراك لاعب الوسط المهدي المبارك بدلاً منه، أحد الخيارات التي أثارت غضب العيناوية، بعدما أعاد يحيى نادر للعب إلى جوار كوامي في خط الدفاع.
وأبت العارضة أن يتم حسم اللقاء دون «حرق» أعصاب الجماهير، فتكفلت عارضة كل فريق بصد كرة حاسمة في الوقت القاتل من زمن المباراة، التي رفضت أن تبوح بأسرارها في وقتها الأصلي.
ماراثون ركلات الترجيح
ومع انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي، تم الاحتكام إلى ركلات الترجيح التي قالت كلمتها بعد ماراثون بواقع تسديد 14 ركلة لكل فريق، لتكون الكأس «ملكية» بعدما نجح الحارس عادل الحوسني في صد تسديدة الأرجنتيني بالاسيوس الأخيرة ليمنح «الملك» اللقب الثمين. ولعل ما زاد من حلاوة وإثارة ركلات الترجيح، حصول العين على فرصة حسم المباراة للمرة الأولى، لكن المغربي المهدي المبارك أضاع ركلة الحسم، قبل أن يتعملق عادل الحوسني حارس الشارقة ويصد تسديدة بالاسيوس، في وقت لم تسعف خبرة محمد بوسندة في صد تسديدة ألكاسير بعدما أمسكها وأفلتت منه إلى داخل الشباك.
العقدة
وبات الشارقة «عقدة» العين في المسابقة الغالية، بعدما نال اللقب الرابع على حساب العين، منها ثلاث مرات بركلات الترجيح، بعد موسمي 1978-1979، و1994-1995، بينما نال العين شرف الفوز بالكأس مرة واحدة على حساب «الملك» في موسم 2005-2006.
لقب جديد
في المقابل واصل الروماني كوزمين تأكيد مقولة «حاصد البطولات»، حين رفع الكأس الغالية مع «الملك» للمرة الثانية على التوالي، بعدما عاندته طويلاً خلال فترة تواجده مع العين أو شباب الأهلي.
وأضاف «القيصر» اللقب الثاني للبطولة الغالية، إلى سجل نجاحاته، ليرفع رصيده من الألقاب والبطولات في ملاعب الإمارات إلى 14 لقباً، ليكتمل بدر النجاحات التي حصدها الروماني في تجربته الثالثة مع أندية الإمارات.
ويتضمن السجل الذهبي للمدرب الروماني 14 نجاحاً في ملاعبنا وهي على الشكل التالي:
بطل الدوري: (4 مرات)2011- 2012 و2012-2013 مع العين، و2013-2014، و2015-2016 مع شباب الأهلي.
كأس رئيس الدولة: (لقبان)2021-2022 و2022-2023 مع الشارقة.
كأس الرابطة: (لقبان) 2013-2014 و2016-2017 مع شباب الأهلي.
كاس السوبر: (5 مرات) 2012 و2014 مع العين و2014 و2016 مع شباب الأهلي و2022 مع الشارقة.
كأس الصداقة الإماراتية- المغربية: (مرة واحدة) مع العين.
عدم رضا
لم يكن الفوز بلقب كأس رئيس الدولة للمرة الثانية على التوالي، ورفع كأس الإنجاز الثالث هذا الموسم (كأس رئيس الدولة مرتين، وكأس السوبر مرة واحدة) كفيلاً بمنح المدرب الروماني أولاريو كوزمين السعادة كاملة.
وسط كل الصخب والفرحة الكبيرة التي عاشتها الأمة الشرقاوية، كان المدرب الروماني يفتح باب التطلع إلى حصد لقب جديد من خلال التتويج بكأس مصرف أبوظبي الإسلامي في مايو/ أيار المقبل.
بوضوح وجرأة، اعترف القيصر أنه غير راض عن حصيلته مع الفريق حتى الآن، وأنه يتطلع إلى تحقيق إنجاز آخر عبر التتويج بكأس الرابطة الشهر المقبل، بعدما أضاع فرصة المنافسة والفوز بدرع الدوري.
اكتفى المدرب بابتسامة السعادة، حين سئل عن الفوز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة مرتين على التوالي بعدما عاندته طويلاً، لكن القيصر بدا خبيراً بتوجيه الرسائل المباشرة حين رد بالقول: كل من يعمل لا بد أن يصل، لقد عملنا بجهد واجتهاد حتى نحقق الألقاب، نعم لم يحالفني التوفيق في الفترة السابقة، لكنها لم تكن عقدة، واليوم نحن نحصد الكأس الثانية في مسابقة كأس رئيس الدولة، ويجب أن نفكر بلقب جديد للنادي الشهر المقبل.
البقاء أو الرحيل؟
كان السؤال الكبير الذي يشغل الشارع الشرقاوي، طوال الأسبوع الماضي:
هل سيبقى كوزمين مع الملك، أم سيرحل؟
قبل النهائي بيوم واحد، انتشر كالنار في الهشيم، خبر تمديد عقد المدرب الروماني مع الشارقة، ما عزز من ثقة البعض، وشكك البعض الآخر بصدقية الخبر الذي لم يعلن عنه رسمياً، وإن بدا أن التسريب حدث من داخل جدران القلعة البيضاء.
عقب التتويج، أكد عبد الله العجلة رئيس شركة الشارقة لكرة القدم، أن التفاوض مع المدرب من أجل التمديد فتح، وأن جلسات التفاوض بدأت، والقرار اليوم في ملعب المدرب.
ووصف العجلة العلاقة مع «القيصر» بالقوية وهناك وضوح من قبل الجانبين.
أكد «القيصر» ما جاء على لسان العجلة، لكنه لم يفتح باب الرحيل، ولم يغلق باب البقاء، ترك الكرة «عائمة» حين أشار إلى أنه يعاني من مشكلة صحية تؤثر على عمله وتعيق حركته في الفترة الأخيرة، لذا سيحاول التعامل مع هذه الأزمة، قبل اتخاذ أي قرار سواء بالبقاء أو الرحيل.