تطلّبت عملية الإجلاء من السودان في ظل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع مشاركة العديد من الجنود الألمان في المهمة.
وقال الليفتنانت كونستانتين برابشه الذي كان مسؤولاً مع الشرطة العسكرية الألمانية عن بوابات الأمن في المطار القريب من العاصمة الخرطوم بعد عودته إلى ألمانيا مساء أمس الأول الجمعة إنه «كان على القوات العمل بطريقة معقدة للغاية وسريعة في ظل ظروف مرتجلة وحرارة مرتفعة».
وذكر برابشه أن الاندفاع إلى الطائرات كان هائلاً في البداية، وقال: «بالطبع كانت الأزمة كبيرة في اليوم الأول».
موضحاً في المقابل أنه مع مرور الوقت أصبح الوضع أكثر قابلية للإدارة، بحيث أصبح الجيش الألماني قادراً على «التحكم في تدفق الفارين إلى حد ما»، وأشار إلى أن الإجراءات تمثلت في فحص جوازات سفر من أرادوا الخروج من السودان وتفتيشهم.
كما لفت إلى أنه كان هناك ترتيب واضح لمن يجب نقله جواً أولاً خارج البلاد، وقال: «لدينا قائمة أولويات: الألمان أولاً، ثم مواطنو الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي».
موضحاً أن هذا أدى إلى الاضطرار إلى رفض نقل أفراد، وأوضح «بالطبع، شكل الوضع في معظمه مأساة إنسانية. كان علينا دائماً أن نضع جيراننا في الاعتبار. بالطبع هذا مرير بالنسبة للأفراد، لكننا نعلم أيضاً أن وراء كل شخص مرفوض عشرة مستحقين».
وأكد برابشه أنهم حاولوا إيجاد طائرات تابعة لدول أخرى للأشخاص الذين لم يتمكنوا من ركوب الطائرات الألمانية.
وإجمالاً نقل الجيش الألماني أكثر من 700 شخص من أكثر من 40 دولة خارج السودان. وأكد برابشه (40 عاماً) أنهم حاولوا إيجاد طائرات تابعة لدول أخرى للأشخاص الذين لم يتمكنوا من ركوب الطائرات الألمانية،ولم يدرك الليفتنانت خطورة الوضع في السودان إلا على نحو محدود؛ إذ قال: «لاحظنا القليل نسبياً؛ لأننا لم نكن قريبين للغاية من العاصمة. سمعت ضوضاء مكتومة، لكن هذا لم يكن من شأنه أن يعوق عملنا اليومي».
ومن ناحية أخرى، تسبب الحر الشديد في السودان في إنهاك برابشه؛ إذ قال: «كان الوجود هناك في الواقع تحدياً شخصياً في ظل ارتداء المعدات. كانت درجة الحرارة تزيد على 50 درجة».
موضحاً في المقابل أنه اعتاد الأمر خلال الأيام الأربعة التي قضاها هناك.
كما ساعد الممثل الدائم للسفارة الألمانية في السودان ميشائيل زونتاغ في تنظيم عملية الإجلاء من الخرطوم، وقال في تصريحات لصحف شبكة «دويتشلاند» الألمانية الإعلامية الصادرة أمس السبت: «كانت المعارك أسوأ سيناريو».
منذ اللحظة الأولى كنا مشغولين بتنظيم الأمن، ثم مغادرة المواطنين الألمان في هذا الوضع المأساوي – بدون توقف»، موضحاً أنه أنشأ في منزله مكتباً لإدارة الأزمة مع زملائه في السفارة، وأشار إلى أن خطر التعرض لإطلاق النار كان قائماً بشكل دائم، مضيفاً أن إحدى المقذوفات سقطت في حديقة منزله، وتم تدمير خزان المياه على سطح منزله.
(وكالات)