عادي

1 مايو 2023

11:58 صباحا

متابعة: ضمياء فالح
يهدد هالاند -مقاتل «الفايكنغ»- عرش أعظم رأس حربة في تاريخ الكرة الإنجليزي، والذي انتهت حياته بساق واحدة.
قلّص النرويجي إيرلينغ هالاند مهاجم مانشستر سيتي الفارق مع الأسطورة ديكسي دين صاحب الـ63 هدفاً في 41 مباراة مع إيفرتون موسم 1927-1928 بعد تسجيل «الماحي» هدفه الـ50 في أول موسم له مع سيتي في شباك فولهام، الأحد، وهو إنجاز لم يتحقق في الكرة الإنجليزية منذ عام 1931، ما دفع مدربه جوارديولا للقول: «بناء على ما أعرفه لم يكن ونستون تشرشل رئيس وزراء حينها».
وعند سؤال المدرب الإسباني إن كان فريقه يحتاج إلى شخص مثل تشرشل لإنهاء الموسم، كما فعل تشرشل في إنهاء الحرب العالمية الثانية، أجاب: «هذه المجموعة لا تحتاج إلى قائد، إنهم يعرفون واجبهم».
وأثنى جوارديولا على الأرجنتيني جوليان ألفاريز بطل العالم بعد تسجيله هدفاً رائعاً في شباك فولهام وقال: «جوليان يساعدنا دائماً، إنه مدهش، هو وهالاند سلاحان مذهلان لدينا. إن لعبت معظم مباريات منتخب الأرجنتين، التي تضم الآلاف والملايين من اللاعبين الاستثنائيين في المونديال فهذا يعني أنك تملك شيئاً فريداً من نوعه. ربما مستقبلاً سأُعدّل شيئاً في التكتيك لأجعله وكيفن دي بروين يشتركان في المباريات الصعبة عندما يتكتل 5 مدافعين أمام شباك الخصم».
وسلطت الصحافة البريطانية الضوء على أسطورتها دين، وتذكرت عندما سئل في مقابلة عما إذا كان سيأتي لاعب لكسر رقمه القياسي، أجاب بتحد: «أعتقد أنه سيُكسر لكن على يد الذي يمشي على الماء».
الكثير من القصص رُويت عن دين، منها ما هو حقيقي، ومنها ما ارتبط بالخيال، وسيتكرر نفس الشيء مع هالاند بعد 50 عاماً؛ إذ سيقال إنه كان يأكل بقرة في وجبة واحدة، وإن شعره مرسل حتى خصره.
ودارت قصة عن تعرّض دين لإصابة قوية على يد ديفي باركس، مدافع فريق روشديل، وأن المدافع أراد ترضيته بعد المباراة في الحانة، وقال في مقابلة مع BBC: «عندما سألت النادل من بعث لي بالشراب أشار لباركس، كنت مرهقاً ولم أضرب أحداً منذ فترة طويلة لكنني نهضت ولكمته وأرسلته إلى المستشفى، تعادلنا».
يختلف دين في البنية الجسدية عن هالاند، فقد كان بطول 5 أقدام و10 إنشات، بينما هالاند 6 أقدام و4 إنشات، ويُنهي دين تسديداته بالرأس، بينما ينهيها هالاند بالقدم اليسرى.
وهناك حكاية بين مشجعي إيفرتون عن مرور دين بحارس ليفربول أليشا سكوت في الشارع، وعندما سلم عليه دين رمى الحارس نفسه على واجهة محل مجاور، كردّ فعل لحركة رأس المهاجم. ويقسم مشجعو إيفرتون أن هذا حصل فعلاً، لكن في مقابلة مع صحيفة الغارديان في 1977، قال دين إنه لا يتذكرها، لكنه يتذكر أنه قبل كل ديربي أمام ليفربول، كان يبعث علبة أسبرين لسكوت مكتوب عليها: «نم جيداً اليوم لأنني سأتفوق عليك غداً».
لم يكن دين يحب لقب «ديكسي» ويقال إن زملاءه أطلقوا عليه اللقب بسبب شعره المجعد وبشرته السمراء التي تذكرهم بعبيد أمريكا اللاتينية في ولايات «ديكسيلاند»، لكن المؤرخ جلبرت أبتون في كتابه عن تاريخ نادي دين الأول «ترانميري روفرز» يعتقد أن اللقب نسبة لمحطة ألعاب اسمها «ديجسي».
وقال دين إنه تعلّم ركل الكرة بقدميه من ركل الجرذان على الجدار أثناء عمله مع والده في محطة القطارات، وإنه طور تسديداته الرأسية من ركل الكرة لسقف الكنيسة. أوشك دين على الموت في حادث دراجة نارية قبل موسمه القياسي؛ إذ تكسرت عظام جمجمته وذقنه ووجنته، ويعلّق المؤرخ توماس كيتس في كتابه حول نادي إيفرتون: «خشي الأطباء أن يفقد حياته بعد ساعاتٍ، نجاتُه من الموت كانت أعجوبة لهم، وعندما أصدروا البيان الطبي قالوا إن هذا الرجل لن يستطيع لعب الكرة مستقبلاً».
في موسم التسديدات والأهداف الـ63، قال البعض إن الأطباء وضعوا شرائح حديدية في جمجمته، كما يفعل المشجعون الآن، عندما يقولون إن «هالاند روبوت وليس إنساناً»
أول مباراة شاهدها دين كانت مباراة إيفرتون برفقة والده في سن الـ8، والطريف أنه في قمة مجده كان يتلقى 8 جنيهات إسترلينية أسبوعياً في الشتاء و6 جنيهات إسترلينية في الصيف، ودفع إيفرتون 3 آلاف جنيه إسترليني لشرائه من «ترانميري روفرز»، وعندما أحرز دين لقب كأس الاتحاد مع إيفرتون عام 1933 كانت مكافأته أقل من 30 جنيهاً إسترلينياً، وقال مرة إنه كان يلعب لإيفرتون مجاناً.
رفض دين عام 1928 عرضاً من نادٍ نيويوركي كبير بـ3 أضعاف الأجر، كما عرض أرسنال على إيفرتون شيكاً مفتوحاً للحصول على خدماته، لكن إيفرتون رفض؛ لأن دين «لا يُقدر بثمن».
وصف «بل شانكلي» مرة دين بأنه «أعظم رأس حربة في تاريخ إنجلترا على الإطلاق»، وأنه ينتمي إلى عظماء البلاد من أمثال شكسبير ورمبرانت، لكن الأسطورة تعرّض لجلطة في ساقه اليمنى، واضطُر الأطباء إلى بترها، وأمضى السنوات الأخيرة من حياته على الكرسي المتحرك، وتوفي في ملعب جوديسون بارك في مارس 1980 عن 73 عاماً بعد مشاهدة مباراة ديربي أمام ليفربول.

https://tinyurl.com/2p9fxeas

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version