أبوظبي: «الخليج»

انطلقت، أمس الاثنين، النسخة الثانية لمنتدى تطوير الدوري الإماراتي، الذي تنظمه رابطة المحترفين الإماراتية، على مدار يومي، أمس واليوم، في فندق قصر الإمارات ماندارين أورينتال بأبوظبي، وبمشاركة فعالة من مختصين من كل من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، والاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا»، والاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ومشاركة محاضرين دوليين في التخصصات المختلفة، إضافة إلى ممثلي الأندية المحترفة وممثلي وسائل الإعلام.

افتتح فعاليات المنتدى عبد الله ناصر الجنيبي، رئيس رابطة المحترفين، مرحّباً بالحضور، حيث قال: « نشارككم تطلعاتنا وآمالنا وخططنا الاستراتيجية، من أجل مستقبل أفضل للكرة الإماراتية، في ظل دعم القيادة الرشيدة التي لم تألُ جهداً في سبيل دعم الرياضة والرياضيين، في واقع ملهم، يحفزنا على تقديم عطاء مضاعف لمستقبل مستدام».

وأضاف الجنيبي أن رابطة المحترفين الإماراتية تؤمن بالدور الهام الذي تقوم به الأندية المحترفة ووسائل الإعلام، لذلك حرصت الرابطة على إشراكها في كل مبادراتها، للاستفادة من أفكارها ونقاشاتها المثمرة.

من جانب آخر، ناقش المنتدى أبرز المبادرات التطويرية، في مختلف الجوانب، بعد الزيارات الميدانية التي قام بها فريق عمل رابطة المحترفين والخبراء من الشركات العالمية وبيوت الخبرة، الذين تمت الاستعانة بهم، للمشاركة في صياغة المبادرات التي طرحت للنقاش خلال المنتدى، على أن يتم رفع الأفكار والمبادرات والدراسات، للجهات المختصة وللمعنيين، لمزيد من التشاور والدراسة العملية خلال الموسم المقبل، وبعدها يتم إقرار أنسب الخيارات.

وتناولت أولى جلسات منتدى تطوير الدوري الإماراتي محور التطوير الفني، وحاضر فيها جاريث جينيجز المدير الفني لرابطة المحترفين، الذي قام بعرض مخرجات الزيارات الميدانية للأندية، والتشاور المستمر مع المديرين الرياضيين والفنيين من أنديتنا، وأبرز المقترحات التي قدمتها الأندية.

وشهدت فعاليات اليوم الأول استضافة اللاعب الإسباني أندريس إنييستا، عبر تقنية الاتصال المرئي «عن بعد»،وتحدث عن رؤيته كلاعب لا يزال يؤدي في الملاعب، وحالياً ينشط بالدوري الياباني، وأشار إلى أن علاقته مع الإمارات طويلة وقديمة، حيث كان ضمن صفوف فريق منتخب الشباب، الذي شارك في مونديال الشباب تحت 20 سنة.

وعن أبرز نصائحه للاعبين، قال: «التركيز هو مفتاح كل شيء، يجب أن يكون لدى اللاعب تركيز على حلمه في الملاعب، يتعلق بما يريد تحقيقه في اللعبة، وحتى في الحياة الطبيعية، وضع الأهداف لكل إنسان يتطلب الجدية في تنفيذها، والالتزام الكامل بشأنها، والأمر نفسه في كرة القدم، يجب أن يكون اللاعب مستعداً للتضحية من أجل تحقيق حلمه في التطور والتحسن والوصول للإنجازات على المستوى الشخصي والجماعي، مع النادي والمنتخب».

وتابع: «العادات الإيجابية يجب إكسابها للاعبين في عمر صغير، وأن يدرك اللاعبون في وقت مبكر جداً، أن كرة القدم حياة كاملة، وليست مباراة من 90 دقيقة، تتطلب الرغبة في تحقيق الهدف، حتى في الحياة الطبيعية، وبعيداً عن النادي والتدريب».

واختتم اليوم الأول من منتدى تطوير الدوري الإماراتي، في نسخته الثانية، بجلسة حوارية حول التطوير الفني والتجاري والحوكمة في كرة القدم، تحدث فيها كل من شين مان جيل الأمين العام المساعد للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وبينوا باسكويه المحكم في «كاس»، وإليوت أرثر المتخصص في مجال الاستدامة بكرة القدم، وديفيد كوك الرئيس التنفيذي للشئون التجارية في نادي نوتنجهام فورست.

واستعرض شن مان جيل التجربة الآسيوية في تطوير اللعبة عبر مختلف الدوريات، وكيفية تطور بعض الدوريات؛ سواء في أستراليا أو اليابان، مروراً بدوريات غرب آسيا، وأشاد مان جيل بتطور الدوري الإماراتي وبأفكار المنتدى، كما طرح بعض الأفكار التي درسها الاتحاد الآسيوي لتضييق الفجوة بين منتخبات وفرق آسيا، ومشروع الاتحاد القاري بشأن مسابقات دوري الأبطال.

بينما أكد بينوا باسكويه ضرورة الاهتمام بتطوير اللاعبين، حتى من النواحي القانونية، ليصبح اللاعب على دراية بما له وما عليه، والعقود بينه وبين الأندية التي يمكن حلها، وتابع: «شاهدت قضايا عقود للاعبين وأندية، كان يمكن أن يتم علاجها وحلها بشكل مبكر من دون تكبد خسائر مالية، لذلك يجب أن تكون هناك حوكمة جيدة في علاقات اللاعبين التعاقدية مع الأندية».

وتطرق ديفيد كوك لكيفية نجاح الأندية في تمويل نشاطها وتعاقداتها، ما يتطلب ضرورة التركيز على جوانب التسويق وزيادة المداخيل بما يفيد في تطوير اللعبة والدوري ككل، ولفت كوك إلى أنه عاش في الإمارات سنوات عدة، ويرى تميزاً كبيراً فيها بشأن الشغف الكبير بالنسبة لكرة القدم، ما يتطلب ضرورة البحث عن توطيد تلك العلاقة من حيث الأمور التسويقية والاستثمارية بين الأندية وجماهيرها، لكون الحضور الجماهيري هو أحد عناصر القوة لأي دوري.

بينما طالب إليوت أرثر، بضرورة الاهتمام بالتغيرات المناخية، ومتطلبات ذلك، مشيراً إلى أن أكثر وسائل التأثير حالياً هي حسابات الأندية واللاعبين التي تفوقت على دور الصحف حول العالم، وهنا يجب أن يكون للأندية واللاعبين دور في المشاركة بشأن استدامة كرة القدم والحوكمة السليمة للعبة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version