أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قبل مغادرة دمشق، أمس الخميس، أن زيارته إلى سوريا ستشكل «منعطفاً مهماً» على طريق تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لترقى إلى مستوى التعاون السياسي والعسكري الذي طبع المرحلة الماضية.
وقال رئيسي، قبيل اختتام زيارة استمرت يومين إلى دمشق وتخللها توقيع اتفاقيات ثنائية في مجالات اقتصادية عدّة، «مما لا شك فيه أن هذه الرحلة ستشكّل نقطة تحول في العلاقات الإيرانية السورية، وسيكون لها تأثيرها على المنطقة والعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين».
وأضاف في كلمة ألقاها أمام منتدى جمع رجال أعمال إيرانيين وسوريين «لا نعتبر بأي حال من الأحوال أن مستوى النشاط الاقتصادي بين إيران وسوريا يرقى إلى مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، ونعتقد أنه يجب أن تكون هناك قفزة إلى الأمام في العلاقات التجارية بين البلدين».
وكان رئيسي قد وصل الأربعاء على رأس وفد وزاري رفيع إلى سوريا، في أول زيارة لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً. واستهل رئيسي زيارته الأربعاء بإجراء محادثات موسعة مع نظيره السوري بشار الأسد، أشاد خلالها ب«الانتصار» الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها. وقال «كما وقفت الجمهورية الإسلامية إلى جانب سوريا حكومةً وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم» في مرحلة إعادة الإعمار. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب التي أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص على البنى التحتية ووقّع الجانبان السوري والإيراني مذكرة تفاهم ل«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، تشمل مجالات عدة بينها الزراعة وسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة.
وقال رئيسي، أمس الخميس، أمام منتدى رجال الأعمال إنه جرى توقيع 15 وثيقة تعاون، اتخذ خلالها الطرفان «التدابير اللازمة» من أجل «فتح فصل جديد في العلاقات الاقتصادية» الثنائية. وخلال السنوات الماضية، وقّع البلدان اتفاقات ثنائية في مجالات عدة، أبرزها فتح خط ائتماني لتأمين احتياجات سوريا من النفط، خصوصاً على ضوء العقوبات الدولية وخروج حقول نفط وغاز رئيسية عن سيطرة دمشق.
وكان رئيسي استهل لقاءاته، أمس الخميس، في دمشق باستقباله في مقر إقامته في القصر الرئاسي مجموعة من قادة الفصائل الفلسطينية، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا». كما استقبل رئيسي وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، واطّلع منه على «التحضيرات الجارية للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية سوريا وإيران وروسيا وتركيا في موسكو في الأيام المقبلة»، وفق وكالة الأنباء السورية «سانا». وجاءت زيارة رئيسي إلى دمشق على وقع تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في آذار/مارس استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة وجمّدت جامعة الدول العربية عضويتها إثر اندلاع النزاع في 2011. وعقد مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً منتصف نيسان/أبريل في جدّة، شاركت فيه أيضًا مصر والعراق والأردن للبحث في مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربيّة.
وعقب الاجتماع بأيام، زار وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان دمشق، في أول زيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ 12 عاماً.
واستضافت عمّان يوم الإثنين الماضي اجتماعاً تشاورياً بمشاركة وزراء خارجية كلّ من سوريا والأردن والسعودية والعراق ومصر، بحث خلاله الوزراء سُبل عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار وبسط الدولة السورية سيطرتها على أراضيها.(وكالات)