تردد دوي إطلاق نار كثيف في أنحاء الخرطوم مجدداً أمس الجمعة، وتجددت الاشتباكات العنيفة في محيط منطقة المطار، رغم الهدنة الإنسانية التي تعهّد الطرفان المتحاربان الالتزام بها، فيما أرسل الجيش السوداني مفاوضين إلى جدة لبحث وقف إطلاق النار ، في حين أظهرت وثيقة أمس أن مجموعة من الدول تستعد لطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول الأزمة الأسبوع المقبل، وذلك في خطوة يأمل نشطاء حقوق الإنسان أن تزيد التدقيق في تجاوزات الطرفين المتحاربين.

ولليوم ال21 على التوالي، استيقظ سكّان الخرطوم على وقع الضربات الجوية ونيران المدافع الرشاشّة.

وأفاد شهود عيان بسماع أصوات المضادات الأرضية بكثافة بمناطق عدة شرقي الخرطوم.

كما أفادوا بسماع أصوات انفجارات ضخمة في الخرطوم، وكذلك سماع أصوات اشتباكات عنيفة في وسط الخرطوم، مصاحبة بتحليق للطائرات في سماء العاصمة، فيما ساد الهدوء النسبي في مناطق عديدة بالسودان.

وأسفر القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلّح وأحداثه (إيه سي إل إي دي).

ومع استمرار خرق الهدنة، أعلن الجيش السوداني في بيان له عن إحباط هجوم لقوات الدعم السريع على مدينة الأبيض بشمال كُردفان، حيث توجد ثاني أكبر حامية عسكرية في البلاد، وفرض سيطرة كاملة على المدينة. 

وأوضح البيان أن قوة من الجيش اشتبكت مع الدعم السريع وكبدتهم خسائر كبيرة في الأرواح مع تدمير ثلاث مركبات.

وأضاف الجيش أن الدعم السريع شنّ هجوماً على معسكر تدريب في جبل كردفان أسفر عن مقتل خمسة عشر عسكرياً بينهم اثنان من الضباط، كما لاحقت مجموعات من الهجانة التابعة للجيش عناصر الدعم السريع في عدد من شوارع وأزقة المدينة، وفق البيان.

وقد أكدت قوات الدعم السريع،في بيان أمس الجمعة، قبولها طلب وقف إطلاق النار والالتزام به. 

وقال البيان، إنه «استجابة لوساطة أمريكية سعودية، نعلن تمديد أجل الهدنة ل 72 ساعة إضافية، من أجل فتح الممرات الإنسانية وتسهيل حركة المواطنين والمقيمين وتمكينهم من قضاء احتياجاتهم والوصول إلى مناطق آمنة».

وأضاف: «نرحب بالمبادرات المحلية والإقليمية والدولية، ونشكر الاتحاد الإفريقي، ومنظمة إيقاد، وكلّ الدول الساعية لإيجاد حل للأوضاع الراهنة في بلادنا».

حظوظ أكبر في النجاح

من جهتها،أعلنت قوى الحرية والتغيير «المجلس المركزي» أنه ليس هناك أي طرف قادر على الحسم العسكري، وقالت في بيان أن الحل لا بد أن يكون سياسياً وأن الحل الأمثل للأزمة يتمثل بدمج قوات الدعم السريع في الجيش. وأشارت في بيانها إلى أن المبادرة السعودية – الأمريكية لها الحظوظ الأكبر في النجاح.

إلى ذلك، أظهرت وثيقة أمس الجمعة أن مجموعة من الدول تستعد لطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول الأزمة السودانية الأسبوع المقبل، وذلك في خطوة يأمل نشطاء حقوق الإنسان أن تزيد التدقيق في تجاوزات الطرفين المتحاربين.

وأظهر الخطاب الذي يحمل تاريخ الخامس من مايو/ أيار أن بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والنرويج من المنتظر أن تطلب من رئيس المجلس عقد اجتماع لبحث اندلاع العنف في السودان.

وأبلغ دبلوماسيون رويترز أنهم حصلوا على تأييد ما لا يقل عن ثلث أعضاء المجلس البالغ عددهم 47 دولة وفقاً لقواعد المجلس.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة لم تتسلم الخطاب بعد. 

وفي الأسبوع الماضي كتبت مجموعة تضم أكثر من 90 منظمة غير حكومية، خطاباً مفتوحاً تدعو فيه إلى الجلسة الخاصة. ولم يتحدد بعد ما إذا كان الأعضاء سيطلبون فتح تحقيق رسمي في انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في السودان والتي تشمل قتل مئات المدنيين ومهاجمة المستشفيات.

 رفض التواجد المسلح داخل المستشفيات 

في الأثناء، أعلنت نقابة أطباء السودان، أمس، ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى 473 شخصاً، وألفين و454 مصاباً منذ بدء الاشتباكات.

وذكرت النقابة أن«12 قتيلاً بينهم 7 أطفال، سقطوا بمدينة الأُبيّض، خلال اشتباكات بين الجيش والدعم السريع».

وطالبت النقابة في بيان، أطراف النزاع بعدم التواجد المسلح داخل المرافق الطبية أو قربها.

وقالت إنها«تطالب الأطراف المتنازعة بعدم التواجد المسلح بالمرافق الطبية أو بقربها، ومراعاة حرمتها واحترام كرامة المرضى والكوادر الطبية».

وقالت النقابة أعلنت أن أحد مستشفيات الولادة الرئيسية في البلاد، وهو مستشفى الدايات في مدينة أم درمان المجاورة، تعرض للنهب واحتلته قوات أمس الأول الخميس.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version