متابعة: ضمياء فالح
كشف النجم الإنجليزي جاك جريليش، لاعب وسط نادي مانشستر سيتي حامل لقب إنجلترا، في مقابلة عما قاله له وكيل أعماله عندما اشتراه سيتي مقابل 100 مليون استرليني في صيف 2021، قال: عقدنا اجتماعاً كبيراً، قال لي أنت ستذهب لمانشستر سيتي وكل شيء سيتغير، عليك أن تدرك أن لا شيء سيبقى عل حاله أبداً. أستطيع القول الآن أنني تمكنت من مواكبة التغيير، لكن الموسم الماضي لم أتمكن إطلاقاً داخل الملعب. شعرت في البداية بالغربة والخجل نوعاً ما في الملعب، كنت عندما أستلم الكرة يصرخ الناس «جاك مرر» وأقول لنفسي من الأفضل أن أمرر لكيفن دي بروين، تعرفون ما أعني؟ كيفن كان أيقونتي.
سيتي يستضيف ريال مدريد يوم الثلاثاء في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد التفوق عليه ذهاباً، وعلق مهاجم الوسط (27 عاماً): نحن في نفس الوضع الموسم الماضي في أوروبا، ريال مدريد مجدداً وعلى بعد 3 مباريات من الفوز بلقب أوروبا. كل ما أستطيع قوله إنه لم يسبق لي أن وثقت لهذه الدرجة بزملائي وبنفسي قبل مباراة، حسناً باستثناء ثقتي بنفسي بسن الـ6 عندما ظننت أنني أفضل لاعب في العالم.
جريليش لم يكن أساسياً في تشكيلة المدرب جوارديولا في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الموسم الماضي، لكنه أشركه في الـ12 دقيقة المتبقية وكان سيتي متقدماً 5-3 بمجموع المباراتين، ويقول عن ذلك: كانت تلك المباراة فظيعة، شعرت بالغضب خصوصاً من هدف الريال الثاني، استلم داني كارفخال الكرة ومررها عرضية، مددت ساقي لمنع التمريرة وفشلت. شعرت بانهيار وخيبة كبيرة.
بعد عام من تلك المباراة، أصبح جريليش لاعباً مهماً في كتيبة جوارديولا ولعب أساسياً في 21 من 23 مباراة ويقول: أهم شيء الآن أنني أشعر بأنني محبوب وأن المدرب فعلاً يثق بي. أمام فولهام لم أقدم أفضل ما عندي لكن المدرب قال لي: «جاك هيمن على الكرة وحافظ عليها واستثمر أخطاء الخصم كي تعود للبيت سعيداً». تغيرت الحال كثيراً، الآن أنا أطلب الكرة من زملائي وأحب التسجيل أكثر وصنعت 11 هدفاً.
وعن انتقاد المحللين له بإبقاء الكرة طويلاً معه قال جريليش: كنت لاعباً في أستون فيلا وفي كثير من الأحيان لا نحصل على الكرة كثيراً لذا عندما أحصل عليها كان المدرب يوصيني بإبقائها معي أطول وقت ممكن ونفس الشيء هنا في سيتي، الجميع يرى تيكي تاكا المدرب وقال لنا قبل مواجهة بايرن ميونيخ: «هل تعرفون ما معنى الشجاعة الحقيقية؟ أن تكون أنت من يحافظ على الكرة ويهدئ اللعب». عندما كنت في أستون فيلا لم يكن أحد يدفع لي المال لذا لم أكن مهتماً إن لعبت بشكل سيئ كما أن 90 في المئة من مباريات فيلا لا تعرض مباشر على التلفاز لذا لم يكن أحد ليلاحظ. الوضع مختلف الآن، إن لعبت بشكل جيد أعود للمنزل وأشاهد المباراة وأنصت لما يقوله المعلق وإن لعبت بشكل سيئ لا أنصت لشيء.
واعترف جريليش بطيشه وقال: سأكون صريحاً، أحياناً أريد التصرف بشكل طبيعي كما كنت في أيام الصبا وأحياناً أنزعج لأنني لا أستطيع لكن ما يهمني فعلاً هو التركيز في كرة القدم. الجميع في سيتي يتغير، انظروا لإيرلينغ (هالاند) إنه أفضل محترف كرة رأيته في حياتي وعقليته من النوع الذي لن تراه مجدداً. يفعل كل شيء، 10 ساعات من العلاج يومياً ومغطس ثلج وحمية ولهذا هو ما عليه الآن لكنني أقسم أنني لا أستطيع مجاراته. صداقتنا رائعة لكنه بعد المباراة يشير إلي ويقول: «أنت، لا تخرج لتحتفل الليلة»، فأقول له اصمت واذهب للجلوس في مغطس الثلج خاصتك، هكذا نحن. مختلفان وصديقان. لست ناجحاً مثله فقد سجل هذا الموسم أكثر مما سجلته في مسيرتي كلها لأنه يعود للمنزل ليكون مع العائلة وهذا ما أفعله أحياناً أنا أيضاً، لكن في أغلب الأوقات أخرج لأحتفل، لحسن الحظ حولي أشخاص يعتنون بي ولم أخرج كثيراً في الأشهر القليلة الماضية وقلت لنفسي لن أتصرف بحرية حتى أضع ميداليتين أو ثلاث حول عنقي.
وكشف جريليش أن هالاند أكثر زملائه بقاء تحت الدش، وأن زميله جون ستونز يرقص بشكل أفضل منه بكثير، وأن كايل ووكر الأكثر أناقة والأسوأ هو رودري وأن أكثر اللاعبين استرخاء في التمرينات هو دي بروين.
وكشف جريليش المتحدر من عائلة كثيرة الأبناء عن رغبته بأن يكون أباً وقال: أعتقد أنني سأكون أباً مميزاً، كنت محظوظاً لأنني حصلت على تنشئة جيدة، أحب أمي وأبي كثيراً وقدما لي كل شيء وأريد أن أفعل نفس الشيء لأطفالي عندما أكون أباً لكن أريد أن أنضج أولاً. لا أريد أن أكون دراماتيكياً، لكن الحياة قصيرة ولا نعرف متى تنتهي، توفي شاب كنت أعرفه في برمنجهام فجأة قبل مواجهتنا فولهام وشعرت بصدمة في غرفة الفندق وأدركت قيمة الحياة.
علاقة قوية
في سيتي، يحافظ جريليش على علاقة قوية بالمشجعين الصغار لأنه يعرف أهمية ذلك من شعور شقيقته هولي المصابة بالتصلب اللوحي ويقول: أعرف جيداً كيف تكون معنوياتها عندما تشعر بالسعادة وأعرف أن لهذا أثراً طيباً في المشجعين الصغار، تساعد عندما تكون قادراً على ذلك والكثير من اللاعبين يدفعونني للبكاء بسبب ما يقدمونه للصغار. تستطيع أن تجعل يوم شخص ما رائعاً بلفتة بسيطة، لا نفعل هذا رياء بل نفعله لأننا نريد ذلك.
وكشف جريليش عن تلقيه الصافرات في كل مباراة خارج أسوار استاد الاتحاد وأضاف: لا أدري لماذا لكن عندما ألعب مع المنتخب أشعر بحب المشجعين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version