كررت دولة الإمارات في اجتماع مجلس الأمن، الثلاثاء، بشأن قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي «يونيسفا»، دعواتها إلى الالتزام بالهدنة والوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية في السودان بشكلٍ عاجل، مبدية القلق في الوقت نفسه إزاء استمرار الاشتباكات والعنف التي تعيق عمليات البعثة الأممية.
ولفتت دولة الإمارات خلال بيان ألقته أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة في مجلس الأمن، إلى أن الاجتماع يأتي خلال مرحلة بالغة الدقة؛ حيث تستمر الاشتباكات في السودان على الرغم من تمديد الهدنة المعلنة، هذا إلى جانب وقوع خسائر فادحة في الأرواح، وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية، والتي قد تهدد بتقويض جهود بعثة يونيسفا لدعم الاستقرار الهش في منطقة أبيي.
وأكدت دولة الإمارات أنه نظراً للأوضاع الحالية في السودان وإدراكاً منها لمدى ارتباطها الوثيق باستقرار منطقة أبيي وقدرة بعثة يونيسفا على الاضطلاع بولايتها، تكرر دعواتها للأطراف للالتزام بالهدنة والوقف الفوري لإطلاق النار وضمان حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية في السودان بشكل عاجل ودون عوائق، مقدرة – في هذا السياق – الجهود السعودية والأمريكية في تيسير المحادثات الجارية بين الأطراف في جدة.
وشددت الإمارات على مواصلة مساعداتها الإغاثية اليومية للشعب السوداني إلى جانب عمليات الإجلاء لرعايا أكثر من 20 دولة، وتوفير كافة الرعاية لهم طوال فترة تواجدهم فيها إلى حين عودتهم إلى بلدانهم.
وأورد بيان الإمارات: «نؤكد بأنه لا بديل عن الحوار والتواصل البنّاء لإعادة السودان إلى طريق الانتقال السلمي. ولهذا، سنواصل دعمَ المبادرات المنصبة في هذا الاتجاه، ومنها تلك التي يقودها الاتحاد الإفريقي والإيغاد وجامعة الدول العربية وغيرها من المبادرات لأهميتها في مساعدة أشقائنا في السودان على تخطي الأزمة الراهنة».
وفيما يتعلق بالتطورات في منطقة أبيي، دعت إلى ضرورة المحافظة على التعاون بين السودان وجنوب السودان بشأن المنطقة، بما في ذلك عبر المشاركات رفيعة المستوى، والتي تمثلت بعقد محادثات واجتماعات ثنائية بشأن أبيي، وأن يواصل الطرفان ما أكداه خلال هذه الاجتماعات من حيث التزامهما بالتواصل البنّاء، ومناقشة الوضع النهائي لمنطقة أبيي في الجولات المقبلة، فضلاً عن موافقتهما على استئناف اجتماعات لجنة الرقابة المشتركة في أبيي.
ونوه البيان الإماراتي بالدور المهم للمنظمات الإقليمية في دعم وتوطيد هذه العلاقات بين البلدين، لتحقيق النتائج المرجوة.
وأشار بيان دولة الإمارات إلى أنه مع مواصلة الجهود لتمهيد الطريق أمام مناقشة الوضعِ النهائي لأبيي، لا يزال القلق من استمرار الاشتباكات والعنف بين المجتمعات والحوادث التي تعيق عمليات بعثة يونيسفا وتفاقم الأوضاع الأمنية والإنسانية المتردية في المنطقة، داعية إلى وقف أعمال العنف وإدانة عمليات قتل المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وكذلك أعمال العنف القائم على الجنس.
وأثنت الإمارات على الدور القيادي ل«يونيسفا» في تعزيز مشاركة النساء من مختلف المجتمعات في عمليات السلام والأمن في منطقة أبيي، بما في ذلك من خلال إنشاء لجنة نسائية مشتركة للسلام في أميت، وكررت تأكيدَها أن المشاركة الكاملة والهادفة والمتساوية للمرأة تضمن استدامة عمليات السلام ومنع انتشار النزاعات.
وفي ظل الظروف المعيشية الصعبة في منطقة أبيي والتحديات القائمة في المنطقة على نطاق أوسع، رحبت دولة الإمارات بالجهود المشتركة المبذولة في السودان وجنوب السودان لتنفيذ البرنامج المشترك لمنطقة أبيي، بما يدعم سبل المعيشة لسكانها؛ وذلك في ظل الظروف المعيشية الصعبة في المنطقة والتحديات الأخرى.
وشددت دولة الإمارات على أن التعايش السلمي والتسامح والحوار ركائز أساسية لبناء مجتمعات سلمية ومزدهرة، مشيدة في هذا السياق بالتواصل المستمر ل«يونيسفا» مع كافة أصحاب المصلحة ومن بينهم القادة التقليديون والشباب والنساء، لتعزيز الحوار بين المجتمعات المحلية، لا سيما قبل فترة التَّرحال الرعوي، داعية جميع الأطراف إلى التقيد بالتزاماتها بموجب الاتفاقات القائمة.
وشجعت دولة الإمارات «يونيسفا» على مواصلة تعزيز جهودها في منطقة أبيي والتنسيق مع وكالات الأمم المتحدة، للحد من التوترات الحالية بين المجتمعات.