إعداد: علي نجم
فرض شباب الأهلي نفسه بطلاً لدوري أدنوك للمحترفين عن جدارة واستحقاق، لينال السبت المقبل الدرع الثامنة عقب مباراة الختام أمام عجمان في ستاد راشد في ختام منافسات المسابقة التي ستلعب جولتها الأخيرة على مدى 3 أيام.

لا يمكن أن يكون تتويج «الفرسان» بالدرع الثامنة أمراً عابراً، أو مجرد ضربة حظ أثمرت بلوغ الفريق منصة التتويج، وحصد اللقب الغالي، وهو الأول في المسابقة منذ قرار الدمج التاريخي.

عاد شباب الأهلي إلى منصات التتويج بناء على عوامل عدة رجّحت كفة الفريق وأسهمت في صنع «ملحمة الثامنة» التي ستبقى خالدة في ذاكرة الجماهير قياساً بالسيناريو الصعب والتقلبات الكبيرة التي مر بها الفريق حتى بلغ الحلم الكبير ليتحول إلى واقع بالفوز باللقب الذي غاب عن خزائن القصيص منذ 2016، بعدما كان الفريق قريباً من نيل الدرع في موسم كورونا الملغى.

سلك مسؤولو النادي الأحمر طريق «الصمت»، وعمل القائمون على الفريق بشعار «اقضوا حوائجكم بالكتمان»، لم تصدر التعليقات ولم تنثر الوعود، تم إنجاز كل خطوات العمل بهدوء وصمت.

كان التعاقد مع المدير الفني البرتغالي جارديم أول مؤشرات النجاح، حين جذب الفريق مدرباً عرف حلاوة الفوز بالدوري الفرنسي، ونال مجد شرف رفع دوري أبطال القارة الصفراء مع الهلال السعودي.

رمانة الميزان

لم يكن رهان الفريق على أسماء لامعة للاعبين أجانب، فكان بقاء عمر خريبين رهن توصية من جارديم نفسه، بينما وضع البرتغالي كل الثقل الفني في تشكيله على ثنائي الارتكاز الإيراني أحمد نور الله والأوزبكي عزيز غانييف، فأسهم الثنائي في تأمين التوازن وصنع الفارق في منطقة العمليات، كما أسهما في الصناعة بل في التسجيل أيضاً ليكونا «رمانة الميزان» في تشكيل الفريق الذهبي.

وصنع كارتابيا أروع مشاهد التألق هذا الموسم، فكان عن جدارة علامة فارقة، حين أدى دور المايسترو في التسجيل وصناعة الخطر، ليتحول إلى أيقونة الفريق.

لعب أصحاب الخبرة من المدافعين دوراً مؤثراً في صناعة النجاح، فكان وليد عباس ومحمد مرزوق أبرز أركان السد الدفاعي، في وقت برز تألق الصاعدين أحمد جميل وبدر ناصر «قبل الإصابة»، في حين أدى البلجيكي الدولي ديناير دوراً إيجابياً، وإن تأثر مستواه ومشاركاته كثيراً نتيجة للإصابات التي تعرّض لها.

اكتشاف هجومي

أما على صعيد الشق الهجومي فقد أعاد المدرب اكتشاف يحيى الغساني الذي ارتدى ثوب البطل في الجولات الأخيرة، فأسهم في التسجيل والصناعة، ليكون صاحب كلمة الحسم في اليوم الختامي بتسجيل هدف الفوز في شباك الفريق السماوي.

وعلى جانب آخر، يبدو التساؤل الكبير بعد حسم هوية البطل وفوز الفرسان بالدرع للمرة الثامنة في تاريخهم، حول هوية الفريق الذي سيلحق بالظفرة إلى عالم المظاليم.

ونجح الظفرة قبل أن يحزم الحقائب ويترك الأضواء في تحقيق فوز تاريخي على الجزيرة بأربعة أهداف مقابل هدف، بعدما كان الفريق الوحيد الذي نال شرف الفوز على شباب الأهلي خارج ملعب استاد راشد هذا الموسم.

وسيكون الظفرة صاحب كلمة الحسم في جولة الختام، حين يحل ضيفاً على دبا الفجيرة الذي يريد البقاء مع الكبار، بعدما حصد نقطة غالية في المرحلة السابقة بالتعادل مع الشارقة، ليرفع رصيده إلى 19 نقطة، ويواصل رحلة التميز دون خسارة للمرحلة السابعة على التوالي.

وتسبب التعادل في تراجع الفريق إلى وصافة القاع، لكنه بلعبة حسابات الورق يدرك أنه سيلاقي الظفرة الهابط في المرحلة الأخيرة، بينما سيكون البطائح ضيفاً على العين.

بصمة معتز

لن يرضى العين بالخسارة على أرضه رغم تبخر حلم الفوز بالدرع، لكن البطائح أكد أمام النصر، أن بصمة المدرب معتز عبد الله ظهرت سريعاً على أداء الفريق الأحمر الذي نفض غبار سوء النتائج، وحقق فوزه الأول بعد سلسلة من 14 جولة دون فوز.

وساهمت ثنائية لورينسي في مرمى النصر في تحقيق الفريق النقاط الثلاث التي كان في أمسّ الحاجة إليها حتى يتقدم خطوة نحو بر الأمان، وإن كان مصير الفريق الذي يخوض أول موسم له في عالم الأضواء رهناً بما ستؤول إليه النتائج في المرحلة الأخيرة.

ويحسب للمدرب الوطني معتز عبد الله النجاح الكبير في تحويل وتغيير شكل الفريق، حتى بدا وكأن إدارة النادي صبرت طويلاً على المدرب المغربي شِخيت، بعدما فوتت على الفريق فرصة كتابة التاريخ بالبقاء مع الكبار في أول موسم للنادي في عالم الأضواء.

ونجا النصر ومعه بني ياس من خطر الهبوط، بعد تعادل دبا مع الشارقة، ليضمن العميد الذي لم يحقق النصر خارج أرضه في آخر 21 مباراة سوى مرتين الاستمرار مع الكبار في موسم للنسيان بالنسبة للفريق الأزرق.

وتراجع النصر إلى المركز العاشر قبل آخر 90 دقيقة من عمر الموسم، وهو سيحتاج إلى أن يعيد ترتيب الأوراق قبل خوض نصف نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي ولقاء العين في مباراتين ستمثلان فرصة لإنقاذ موسم العميد.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version