أعلنت روسيا عن نيتها الانسحاب من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا الموقعة في 1990، والمحدثة في 1999. وأصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، مرسوماً يفيد بنية روسيا الانسحاب من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، وتعيين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ممثلاً للرئيس عند النظر في المبادرة أمام البرلمان الروسي بمجلسيه (الدوما والاتحاد).

ومعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا وقعها ممثلو الدول الأعضاء في حلف الناتو وأعضاء حلف وارسو في 19 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1990 في باريس، ودخلت حيز التنفيذ في 9 نوفمبر عام 1992.

ونصت المعاهدة على الحد من القوات التقليدية لدول الحلفين العسكريين، وكذلك الحد من نشر القوات على خط التماس بين الحلفين، بهدف منع وقوع هجوم مفاجئ وشن هجمات واسعة النطاق في أوروبا.

وشهدت قمة إسطنبول لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي في 19 نوفمبر عام 1999، توقيع اتفاق حول تعديل المعاهدة،

لكن المعاهدة المعدلة لم تدخل حيز التنفيذ، حيث لم تصدق دول الناتو عليها، وواصلت الالتزام بأحكام نسخة 1990، التي تحدد معايير الأسلحة التقليدية على أساس الموازين السابقة بين الناتو وحلف وارسو.

فضلاً عن ذلك، استمر حلف الناتو فـــي التوسع شرقاً، وانضمت إليه بولندا والتشيك وهنغاريا عام 1999، ثم بلغاريا ورومانيا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا وسلوفاكيا وسلوفينيا عام 2004، قبل أن تحصل كرواتيا وألبانيا على العضوية الكاملة فيه في عام 2009.

وفي ظل اختلال موازين القوى بسبب توسع حلف الناتو وعزم الولايات المتحدة على نشر عناصر من نظامها للدفاع الصاروخي في دول أوروبية، قدم الجانب الروسي طلباً لتعديل المعاهدة وبعد أن رفض الطلب الروسي،وقع بوتين على قرار تعليق مشاركة روسيا في المعاهدة اعتباراً من 12 ديسمبر/كانون الأول 2007.

وبعد عدة سنوات من المحاولات العقيمة لإنقاذ المعاهدة، أعلنت روسيا التعليق التام لمشاركتها فيها اعتبارا من 11 مارس/آذار 2015، لكنها بقيت طرفاً في المعاهدة من الناحية القانونية البحتة.

واعتبرت روسيا ما يحدث حول أزمة أوكرانيا حرباً بالوكالة يخوضها الغرب ضد روسيا،ما دفع موسكو لنبذ الاتفاقات السابقة مع الغرب التي لم تعد تخدم المصالح الأمنية للدولة الروسية.

(وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version