الأوضاع الأمنية المتدهورة في السودان تنعكس على المستشفيات، وتحديداً مراكز غسل الكلى، ومنها ولاية الجزيرة التي تقدم خدمات طبية لمرضى الكلى في 17 مركزاً.

ومستشفى الجزيرة للكلى، وهي المستشفى الأكبر بالسودان لتخصص الكلى، يعمل بالطاقة القصوى له، ويعاني لتوفير الرعاية المطلوبة، لكل من يحتاج اليها من مرضى الكلى، وسط الظروف الصعبة في البلاد. هذه المستشفيات تعمل بواقع 5 نوبات باليوم، وتستقبل 50 مريضاً من نازحي الخرطوم يومياً.

من بين قصص المرضى، قصة الشابة نهى، التي تنتظر ساعات طويلة قبل جلسة غسل الكلى، وساعات أخرى تحت رحمة ماكينات الغسل. بحثاً عن العلاج، نزحت نهى من الخرطوم نحو مدينة ود مدني، التي تملك 4 مراكز غسل كلى. كان القرار متأخراً بمغادرة الخرطوم بعد أن أغلقت العديد من المشافي أبوابها، وتعذر الحصول على علاج يبعد السموم عن جسدها النحيل.

وقالت نهى «عانينا معاناة شديدة حتى في المواصلات، وفي المراكز، لم نجد فرصة نغسل فيها حتى وصلنا مدينة ود مدني».

«أغسل كليتي في الأسبوع مرتين، وهو رقم قليل جداً، حتى من قلة الغسل صعبت علي عملية المشي.. كنت أتحرك بحرية، ولكن زادت السموم الآن». «فاتتني 4 غسلات لأنني لم أجد مركزاً مختصاً، تعبنا وعانينا حتى في السفر، حتى وصلنا هنا».

ما يزيد على 900 مريض كلى نزحوا من الخرطوم إلى ولاية الجزيرة.

الطاقة القصوى

يعمل مستشفى الجزيرة للكلى بالطاقة القصوى، ويستقبل 125 مريضاً في اليوم الواحد، 50 منهم نزحوا من الخرطوم. وقال أسامة عبد الرحمن، وزير الصحة المكلف بولاية الجزيرة: «الذين يغسلون الكلى، واجهتهم مصاعب كثيرة في الوصول الى أماكن الغسل في الخرطوم، ولاية الجزيرة فيها 17 مركزاً لغسل الكلى. استطعنا أن نقدم لعدد كبير جداً من المرضى الخدمات اللازمة».

وأضاف: «أكبر مشكلة تواجهنا هي صعوبة وصول الإمدادات من ولاية الخرطوم، لكن نحن مع الولايات الأخرى نتعاون ونحمل الخدمات مع بعضنا بعضاً».

ومع ارتفاع وتيرة عمل آلات غسل الكلى إلى 24 ساعة، تحرص الجهات المسؤولة على تأمين الصيانة المستمرة، حفاظاً على المرضى وحياتهم.

ولكن المخاوف تزداد من ارتفاع الضغط على الخدمات الصحية بالولاية، فيما تتجه الأنظار نحو دعم المنظمات الطبية والجهات الدولية، في حال استمرت الاشتباكات المسلحة بالخرطوم وتواصلت عملية النزوح. (وكالات )


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version