رحبت دولة الإمارات بإعلان كل من المملكة العربية السعودية الشقيقة، والولايات المتحدة الأمريكية الصديقة عن توقيع ممثلي القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بجمهورية السودان في جدة على إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان لتسهيل العمل الإغاثي وتلبية الاحتياجات الطارئة للمدنيين.

 وأثنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها على الجهود التي قامت بها المملكة العربية السعودية الشقيقة والولايات المتحدة الصديقة للتوقيع على هذا الاتفاق، الذي يقضي بوقف إطلاق النار لمدة عشرة أيام لتمكين إيصال الإمدادات الإغاثية والمساعدات الإنسانية، والذي يمهد الطريق لإنهاء الأزمة بين الأطراف وتجنيب الشعب السوداني الشقيق المزيد من المعاناة.

وعبّرت الوزارة عن الأمل في أن تسهم هذه الخطوة في تيسير وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية للمناطق المتضررة، خصوصاً للفئات الأكثر احتياجاً من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، والوقف الدائم لإطلاق النار بما يحقق تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الأمن والاستقرار والازدهار.

في إطار جهودها الإنسانية، وصلت إلى الإمارات منذ أول أمس أربع طائرات إجلاء تقلّ 253 شخصاً من رعايا عدد من الدول، ليصل عدد الطائرات القادمة من السودان الذي يشهد اشتباكات منذ منتصف الشهر الماضي إلى 9 طائرات. وتواصل دولة الإمارات عملية إجلاء الفئات الأكثر احتياجا من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، حيث وضعتهم الدولة على رأس أولوياتها.

وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها نجاح عمليات الإجلاء التي قامت بها دولة الإمارات في إطار جهودها الإنسانية والتزامها بتعزيز التعاون والتضامن العالميين، واستمراراً لنهجها الإنساني القائم على توفير الحماية للمدنيين، ومد يد العون للدول في أوقات الحاجة. 

.في غضون ذلك، قال فولكر بيرتس ممثل الأمم المتحدة الخاص للسودان إنه تحدث مع أحد الجانبين بعد التوصل لاتفاق أولي لحماية المدنيين والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، وتلقى تطمينات باستعدادهما لمواصلة التفاوض. وأضاف «إن اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة لم تصمد بسبب شعور كل من الطرفين بقدرته على تحقيق النصر، لكنه أضاف أنه لاحظ تغيراً في موقفيهما.

وقال «أدرك الطرفان أنه حتى لو استطاعا تحقيق النصر فإنه لن يكون نصرا سريعا، وأن وقوع حرب طويلة وممتدة سيدمر البلاد بالكامل، وحينها لن يتبقى ما يمكنهما الفوز به، اذ «يمكن أن تخسر البلاد حتى إذا فزت بالمعركة».

 مبادئ عامة

وكان طرفا النزاع في السودان وقعا إعلاناً يتعهّدان فيه باحترام قواعد تتيح توفير المساعدات الإنسانية، من دون التوصل حتى الآن إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، في مفاوضات وصفها دبلوماسيون أمريكيون بالصعبة. وتوصل ممثلون للجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي إلى هذا الإعلان بعد نحو شهر من القتال وجاء فيه «نؤكد التزامنا ضمان حماية المدنيين في جميع الأوقات، ويشمل ذلك السماح بمرور آمن للمدنيين لمغادرة مناطق الأعمال العدائية الفعلية على أساس طوعي في الاتجاه الذي يختارونه».

وكشفت مسؤولة أمريكية مطّلعة على المحادثات رافضة الكشف عن اسمها «أن الاعلان الذي تم التوقيع عليه من قبل الطرفين يلتزمان فيه بحماية المدنيين ويسمحان فيه بوصول المساعدات الإنسانية، وإعادة التيار الكهربائي والمياه والخدمات الأساسية الأخرى، وسحب عناصرهما من المستشفيات، والسماح بدفن القتلى «بكرامة». وأوضحت المسؤولة الأمريكية، أن ما اتفق عليه الطرفان «ليس وقفاً لإطلاق النار». بل هو تأكيد على التزاماتهما بموجب القانون الإنساني الدولي خصوصاً في ما يتعلّق بمعاملة المدنيين والحاجة إلى توفير مساحة لعمل المعنيّين بالمجال الإنساني.

ترحيب 

من جهتها، اعتبرت قوى الحرية والتغيير، المكون المدني السابق بالحكومة السودانية، «توقيع هذا الإعلان خطوة أولى مهمة صوب إنهاء الحرب الدائرة في البلاد منذ 15 نيسان/ إبريل الماضي» وحضت الطرفين على «الالتزام الصارم والجاد بما اتفق عليه».

كذلك، رحبت الآلية الثلاثية التي تتكون من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) بالإعلان.    

 (وكالات)


شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version