قال وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، أمس الجمعة، إن على الصين وأوروبا أن تنبذا معاً «ذهنية الحرب الباردة»، قبل اجتماع وزاري للاتحاد الأوروبي لتعديل الموقف الأوروبي من بكين.
وقال قانغ، في مؤتمر صحفي في أوسلو: «اليوم يصعد البعض الكلام عن الديمقراطية في مواجهة الاستبداد إلى حد الحديث عن حرب باردة جديدة»، وتابع: «إذا حصلت حرب باردة جديدة، فإن النتيجة ستكون أكثر كارثية من سابقتها»، وأكد أن على الصين وأوروبا معاً رفض ذهنية الحرب الباردة.
وجاء كلام وزير الخارجية الصيني قبل لقاء نظرائه في الاتحاد الأوروبي في ستوكهولم في السويد المجاورة لتوحيد الموقف من الصين.
ومن جانبه، أعلن الاتحاد الأوروبي، أمس الجمعة، أنه يسعى إلى إيجاد موقف موحّد إزاء «إعادة تعديل» نهجه تجاه الصين من أجل تقليص تبعيته الاقتصادية ودفع بكين إلى اتباع سياسة أكثر تشدداً تجاه موسكو في ملف أوكرانيا.
وتندرج العلاقة المعقّدة مع الصين في صلب اجتماع عقده، أمس الجمعة، في ستوكهولم وزراء خارجية دول الاتحاد ال27، علماً بأن العاصمة السويدية، تستضيف، اليوم السبت، اجتماعاً آخر ل«منطقة المحيطين الهندي والهادئ» لن تحضره الصين.
ومع ارتفاع منسوب التوتر حول تايوان، برزت في الأسابيع الأخيرة، تباينات في توجّهات الدول الأعضاء في التكتل، ما دفع أوروبا للسعي إلى اعتماد موقف موحّد في علاقة معقّدة وإنما لا يمكن الاستغناء عنها، مع الصين.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في مستهل الاجتماع: «علينا أن نعيد تعديل موقفنا تجاه الصين». وأطلع بوريل الوزراء على ورقة عمل مرفقة برسالة توضيحية ترمي إلى التحضير للقمة الأوروبية المقررة في الثلاثين من يونيو. كما تشدد الرسالة التي اطلعت عليها وكالة «فرانس برس» على أن «الصين تغيّرت كثيراً، صعود النزعات القومية والأيديولوجية، واشتداد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين وهو أمر مؤثر في كل المجالات السياسية، وكون الصين بصدد التحوّل، كلها أمور تفرض تحديد استراتيجية متماسكة». وقال بوريل الذي دعا مؤخراً إلى «وضع حد لانعدام التناغم» في المواقف، إنه «يتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تكون أكثر اتحاداً والتصرّف وفق سياسة موحّدة» إذا أرادت أن تكون في وضعية متناسبة «إزاء صعود الصين بصفتها قوة عظمى».
وحذّر الرئيس الفرنسي، من خطر أن تنجرّ أوروبا إلى نزاع بين واشنطن وبكين، خصوصاً في ملف تايوان، في موقف اعتُبر بعيداً جداً من التوافق الأوروبي.
وعلى طاولة البحث أيضاً ملف خلافي آخر في الاتحاد الأوروبي هو غموض الموقف الصيني إزاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. فبكين لم تصدر أي إدانة لموسكو.
وقال بوريل: «لا يمكننا أن نقيم علاقة طبيعية مع الصين إن لم تستخدم تأثيرها القوي في روسيا من أجل وضع حد لهذه الحرب».
وأثارت بروكسل حفيظة بكين، باقتراحها على الدول السبع والعشرين، تقييد إمكانات التصدير بالنسبة إلى ثماني شركات صينية متهمة بإعادة تصدير سلع إلى روسيا بمكونات إلكترونية وتقنيات حساسة مثل أشباه الموصلات والدوائر المتكاملة. لكن وزير الخارجية الصيني الذي يجول في أوروبا حذر في برلين من أن بكين «سترد» إذا تم تبني هذه الإجراءات. ويجري الأخير هذا الأسبوع جولة في أوروبا، وهو موجود الجمعة في النرويج.
وفي ستوكهولم، أكدت وزير الخارجية الألمانية، أن «الأمر لا يتعلّق بالعقوبات الاقتصادية والتدابير التي نتخذها ليست موجهة ضد دول». وقال بوريل إن «أي قرار لم يتخذ بعد»، وأضاف: «القرار يعود للدول الأعضاء والإجماع ضروري».
وقال ممثّل بولندا وزير الخارجية بافيل جابلونسكي: «علينا أن نجد سبيلاً لكي نكون (الاتحاد الأوروبي) شريكاً لا زبوناً»، فيما دعا نظيره الليتواني غابرييلوس لاندسبرغيس، إلى «تجنّب الأخطاء الكثيرة التي ارتكبناها مع روسيا». (وكالات)