اقتحم عشرات المستوطنين صباح أمس، الثلاثاء، ساحات المسجد الأقصى مجدداً، من جهة باب المغاربة، بحراسة القوات الإسرائيلية التي شنت حملة اعتقالات في القدس والضفة الغربية المحتلتين، طالت عدداً من الشبان، وأصيب جنديان إسرائيليان في عملية دهس قرب نابلس في شمال الضفة، في وقت شيع أهالي قرية النبي صالح غربي رام الله، الطفل محمد هيثم التميمي، الذي توفي، مساء الاثنين، متأثراً بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي، فيما تجددت المطالبات الفلسطينية والعربية بإجراء تحقيق دولي في الجريمة، وإدراج إسرائيل ضمن لائحة الأمم المتحدة «من ينتهكون حقوق الأطفال».
وذكرت دائرة الأوقاف أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة قبل مغادرة ساحات الحرم من جهة باب السلسلة. كما شنت الشرطة الإسرائيلية حملة مداهمات وتفتيشات في مناطق مختلفة بالقدس، تخللها عمليات اقتحام لعشرات المنازل وتفتيشها والعبث بمحتوياتها. وذكرت مصادر فلسطينية أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت عدداً من الشبان في القدس، وسلمت عدداً آخر منهم بلاغات لمراجعة مخابرات السلطات الإسرائيلية.
من جهة أخرى، أصيب جنديان إسرائيليان بجروح متوسطة وطفيفة، إثر تعرضهما للدهس بسيارة مساء الاثنين، في حوارة جنوبي نابلس، بالضفة الغربية، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي. وقال في بيان، إن «جندياً أصيب بجروح طفيفة، بعدما صدمته سيارة، ولا تزال ملابسات الحادث قيد التحقيق». وفرَّ منفذ العملية بالسيارة التي كان يستقلها من المكان، قبل أن يعلن الجيش الإسرائيلي، أنه «تم القبض عليه قرب نابلس، ومعه سكين في سيارته»، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية العامة. وأغلق الجيش الإسرائيلي حاجزي حوارة وزعترة جنوب مدينة نابلس، بعيد تنفيذ العملية، ونشر عناصره في بلدة حوارة، كما أغلق شوارع داخل البلدة وفي محيطها.
وشن الجيش الإسرائيلي، حملة مداهمات واعتقالات في مناطق عدة بالضفة الغربية، في مشهد بات يتكرر فجر كل يوم. وأحصت وسائل إعلام فلسطينية، اعتقال 14 مواطناً من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية، خلال الحملة الليلية للقوات الإسرائيلية. واقتحمت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي بلدة المزرعة، لحماية الآليات والجرافات التي قامت بهدم منزل أسعد غازي شريتح، في البلدة. كما هدمت الجرافات الإسرائيلية منزلاً وإسطبلاً للخيول في حي واد الجوز بالقدس. ويعود المنزل والإسطبل إلى عائلة طوطح، التي هدمت السلطات الإسرائيلية 3 منازل أخرى لها قبل عدة أشهر.
في غضون ذلك، شيعت بلدة النبي صالح غربي رام الله الطفل محمد التميمي (3 سنوات) الذي أصيب برصاص الجيش الإسرائيلي قبل 3 أيام وتوفي مساء الاثنين متأثراً بجروحه البالغة. وكان الطفل التميمي قد أصيب برصاصة في رأسه خلال الإطلاق العشوائي للنيران من قبل القوات الإسرائيلية خلال مطاردة شبان نفذوا عملية إطلاق نار استهدفت نقطة عسكرية إسرائيلية، كما أصيب والده. وطالبت جامعة الدول العربية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحقوق الطفل بالعمل على إجراء تحقيق دولي مستقل في جريمة مقتل الطفل التميمي، ومحاسبة مرتكبي تلك الجريمة. وجدد المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، خلال مؤتمر دولي عقد في العاصمة النرويجية أوسلو، دعوته للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لإدراج إسرائيل ضمن لائحة من ينتهكون حقوق الأطفال بشكل منهجي في النزاعات المسلحة. (وكالات)