تقدم ملك هولندا فيليم ألكسندر، أمس السبت، بالاعتذار رسمياً عن ممارسة بلاده العبودية خلال الحقبة الاستعمارية، وذلك في الذكرى السنوية 160 للإلغاء القانوني للعبودية في هولندا. وقال ملك هولندا «أقف اليوم أمامكم كملككم وكجزء من حكومتكم.. اليوم أنا أعتذر شخصياً». وطالب بالصفح عن «الإخفاق الواضح في مواجهة هذه الجريمة ضد الإنسانية».
وسبق أن قدّم رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في خطاب بلاهاي نهاية العام الماضي اعتذارات رسمية باسم الحكومة عن دور الدولة الهولندية في العبودية، مبيناً أنها جريمة ضد الإنسانية. وقال روته في خطابه «اليوم، أقدم اعتذارات باسم الحكومة الهولندية عما قامت به الدولة الهولندية في الماضي». وكانت سيغريد كاغ نائبة رئيس الوزراء الهولندي قالت -خلال زيارة رسمية لسورينام الأسبوع الماضي- إن «عملية» على وشك أن تبدأ، وإن «لحظة أخرى مهمة جداً» ستحل في الأول من يوليو/ تموز.
وقال الملك إن «تجارة الرقيق والعبودية هما جريمة ضد الإنسانية. الملوك وحكام عائلة أورانج- ناسوا لم يقدموا على أي خطوة ضد ذلك». وأضاف «أنا أطلب المغفرة عن عدم التحرك في يوم نحيي (ذكرى) العبودية في هولندا». وناشد كثيرون الملك الاعتذار نظراً للرمزية التي يعنيها صدور ذلك عنه.
وقالت ليندا نويتمير، رئيسة المعهد الوطني لتاريخ وإرث العبودية الهولندية، إن خطوة كهذه «مهمة، خصوصاً لأن المجتمع الهولندي المتحدر من أصول إفريقية يعتبرها مهمة». وأضافت لقناة «أن أو أس» أن الخطوة ضرورية «لمعالجة تاريخ العبودية».
ويحيي أحفاد العبودية الهولندية في هذا التاريخ ذكرى مرور 160 عاماً على انتهاء العبودية في احتفال سنوي يعرف باسم «كيتي كوتي» (كسر القيود) في سورينام. وكانت هولندا في السابق ثالث أكبر قوة استعمارية في العالم، وقامت باستعباد نحو 600 ألف شخص على مدار أكثر من 200 عام، تم اختطاف معظمهم من غرب إفريقيا، وبيعهم وإجبارهم على العمل في المزارع في سورينام وأنتيليس وأمريكا الجنوبية والكاريبي. وأظهرت دراسة نشرت في هولندا في يونيو، أن الأسرة المالكة جمعت من المستعمرات بين عامي 1675 و1770، ثروات تصل إلى 545 مليون يورو وفق حسابات الزمن الحالي. وكان فيليم ألكسندر أعلن العام الماضي التخلي عن العربة الملكية الذهبية التي كان ينتقل على متنها خلال المناسبات الرسمية، نظراً لأنها كانت تحمل رسوماً تجسّد العنصرية. واعتبر روته لدى تقديمه الاعتذار الحكومي في ديسمبر، أن العبودية «جريمة ضد الإنسانية»، وأرسل بعض وزرائه إلى المستعمرات السابقة. واعتبر العاهل الهولندي في حينه أن اعتذار رئيس الوزراء «بداية مسار طويل». وتمّ إلغاء العبودية رسمياً في سورينام ومستعمرات هولندية أخرى في الأول من يوليو 1863. لكن الممارسة استمرت عشرة أعوام إضافية في ما تمّ اعتباره مرحلة «انتقالية».(وكالات)