أفاق سكان العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الأحد، على مزيد من عمليات القصف والاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتجددت الاشتباكات في مدن الخرطوم الثلاث بأسلحة ثقيلة وخفيفة، فيما قالت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في السودان، مانديب أوبراين، أمس، إن آلاف الأسر تفر من العنف في إقليم غرب دارفور، في حين اتهمت وزارة الداخلية، قوات الدعم السريع بإطلاق سراح سجناء لنشر الفوضى.
وأبلغ شهود في ضاحية أم درمان بشمال غرب الخرطوم وكالة الصحافة الفرنسية عن وقوع «اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في مناطق حي العرب والسوق الشعبي والعرضة».
كما حلّقت طائرات مقاتلة في سماء العاصمة وضواحيها، بحسب السكان.
اشتباكات في الحلفايا والكدرو
أفادت مصادر أمس الأحد بإسقاط مسيّرة للدعم السريع في منطقة الخرطوم بحري العسكرية.
واشتبكت قوات من الجيش مع مجموعات من «الدعم السريع» في حيي الحلفايا والكدرو بمدينة بحري شمالي العاصمة.
وأفادت قوات الدعم السريع أمس الأحد في بيان أنها «أسقطت طائرة حربية من طراز ميغ… في منطقة شمال بحري (الكباشي)».
وأفاد شهود عيان بشنّ عناصر الدعم السريع هجوماً على مقر لقوات الاحتياطي المركزي بوسط أم درمان.
وقال آخرون إنهم شاهدوا «أعداداً من عربات قوات الدعم السريع تتجه نحو منطقة الشجرة التي تقع فيها قيادة سلاح المدرعات»، جنوب الخرطوم.
ويأتي ذلك غداة شنّ قوات الدعم هجوماً على قيادة السلاح نفسه، بينما تعرضت مناطق في شمال الخرطوم لقصف مدفعي، وفق الشهود.
من جهة أخرى، قالت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في السودان، مانديب أوبراين، أمس الأحد، إن آلاف الأسر تفر من العنف في إقليم غرب دارفور «غرب».
وأضافت أوبراين أن اليونيسيف تكثف عمليات توزيع الأدوية والأدوات الطبية الضرورية لعلاج الجرحى والمرضى من الأطفال في غرب دارفور.
كما أشادت الممثلة الأممية بدعم الشركاء في تشاد لتعزيز العمليات عبر الحدود.
حرب عرقية
وكانت الأمم المتحدة جددت التحذير في نهاية يونيو/حزيران الماضي، من تحول الصراع إلى حرب عرقية في دارفور. وأعربت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلق كبير إزاء الاحتياجات الإنسانية المتزايدة للأشخاص المتضرّرين من الأزمة في السودان، حيث يستمر عدد النازحين في الارتفاع ولا يزال إيصال المساعدات محدوداً بشدة بسبب انعدام الأمن، فضلاً عن عدم القدرة على إيصالها والافتقار للتمويل.
وقال رؤوف مازو مساعد المفوّض السامي لشؤون العمليات من جنيف، «ربما يكون الوضع في دارفور هو أكثر ما يقلقنا»، موضحاً أنّ عدداً متزايداً من اللاجئين الفارّين إلى تشاد «يصلون مصابين بجروح».
كما نبه إلى أن «البعد العرقي الذي ظهر في الماضي، يعود».
يذكر أنه منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، في 15 أبريل/نيسان في السودان، يشهد إقليم دارفور كثافة في أعمال العنف، بعد أن كان مسرحاً للفظائع في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وتشهد عدة مدن في غرب دارفور مواجهات دامية بعد أن تحول الصراع المسلح في إقليم دارفور بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى مواجهات بين القبائل العربية وقبيلة المساليت، وسط انقطاع شبكات الاتصال والإنترنت.
ولجأ أكثر من 600 ألف شخص من النازحين إلى دول مجاورة، وفق بيانات المنظمة الدولية للهجرة، وخصوصاً إلى مصر شمالاً وتشاد غرباً.
واستقبلت تشاد الحدودية مع دارفور آلاف الفارين من الإقليم الذي توازي مساحته ربع مساحة السودان.
الداخلية تتهم حميدتي بنشر الفوضى
إلى ذلك، اتهمت وزارة الداخلية السودانية، الدعم السريع بإطلاق سراح سجناء لنشر الفوضى.
وقال المستشار الإعلامي للداخلية، أمس الأحد، «إن قوات الدعم السريع اقتحمت مقار للشرطة من أجل إطلاق سراح سجناء كي تعم الفوضى»، بحسب ما نقل عنه تلفزيون القاهرة الإخباري.
كما أشار إلى أن مقاتلي الدعم السريع، استهدفوا منشآت صحية كي تنهار المنظومة الصحية في البلاد.
(وكالات)
تحذيرات من الحصبة وسوء التغذية بين الأطفال
حذرت منظمة أطباء بلا حدود من تفشي الحصبة وسوء التغذية بين الأطفال في مخيمات النازحين، والاعتداءات الجنسية على النساء.
وقالت المنظمة: إن ولاية النيل الأبيض، على مسافة نحو 350 كم جنوب الخرطوم، باتت تستقبل أعداداً متزايدة من النازحين.
وكتبت عبر تويتر: تستضيف 9 مخيمات مئات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال. محذرة أن الوضع حرج في ظل الاشتباه في حالات الحصبة وسوء التغذية لدى الأطفال.
وأضافت: عالجنا ما بين 6 و27 يونيو/حزيران 223 طفلاً اشتبه في إصابتهم بالحصبة، وتم إدخال 72 طفلاً وتوفي 13 في عيادتين ندعمهما.
على صعيد آخر، أفادت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل الحكومية تسجيل حالات جديدة من العنف الجنسي ضد النساء في الخرطوم ودارفور، خصوصاً في مدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور.
وقالت في بيان عبر صفحتها على فيسبوك أمس الأول السبت: بلغ إجمالي حالات الاعتداء الجنسي في الخرطوم 42 حالة، بينما سجلت في الجنينة 21 حالة عنف جنسي مرتبط بالنزاع. مشيرة إلى أن معظم البلاغات والشهادات قُيدت ضد عناصر تنتسب إلى قوات الدعم السريع.
وقد سجلت الوحدة من قبلُ 25 حالة اعتداء جنسي في نيالا عاصمة جنوب دارفور. (أ ف ب)