الأمر الذي أثار سخرية واسعة بين جماهير الكرة المصرية، بسبب هذه الاتهامات المتكررة من رئيس الزمالك المعزول، التي يتهرب بها من الرد على الأسباب الحقيقية لتراجع أداء الفريق الأول لكرة القدم في السنوات الأخيرة.
واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعدما تحدث «بحة» وعدد من أقاربه ساخرين من تصريحات مرتضى منصور، متسائلين حول أنه لو كان بإمكانه السحر لماذا لم يجعل منتخب مصر يفوز بكأس العالم أو منتخب السودان على سبيل المثال؟.
- قصة بحة والزمالك
بعد تعرض الزمالك للخسارة بنتيجة 1-4 أمام الأهلي في الدوري المصري، ظهر مرتضى منصور في فيديو عبر صفحته على «فيسبوك»، عرض خلاله صورة لشخص قال إن اسمه «رجب بحة»، وذكر أنه ساحر يقيم في الفيوم، وأنه «مدمر الزمالك ووراء إصابات اللاعبين ورحيلهم عن النادي، ومن بلد سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالنادي الأهلي»، على حد تعبيره.
وقال منصور، في تصريحات تلفزيونية لقناة الزمالك: «الأهلي ميكسبنيش، الأهلي شاط على العارضة اليمين وخبطت فيها، والزمالك شاط في نفس المكان يبقى السحر كان على العارضة اليمين، أو أنا ألعب مع الجن الأزرق، لكن الجن الأحمر مقدرش، والشناوي مصدش حاجة، فيه حد بديل بيصد، وبرافو عليك يا سيد عبد الحفيظ».
اللافت أن هذه ليست المرة الأولى التي يتهم فيها مرتضى منصور الفرق المنافسة للزمالك بالاعتماد على السحر والشعوذة، ففي عام 2017 اتهم نادي سموحة باستخدام السحر لهزيمة الفارس الأبيض بثلاثية نظيفة، ثم كرر نفس الاتهام لاحقاً أكثر من مرة مع غريمه الأساسي الأهلي.
قررت عائلة «رجب بحة» اتخاذ إجراءات قانونية ضد مرتضى منصور، رئيس الزمالك المعزول بحكم قضائي، بعد اتهام منصور له بالسحر.
وكتب المحامي محمد رشوان عبر حسابه في موقع «فيسبوك»: «تواصلت معي أسرة الرجل المحترم رجب محمد شحاتة، الشهير برجب بحة، وهو عامل بناء من أبناء هذا الوطن من محافظة الفيوم المحترمين، وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة غداً».
- ليس الزمالك وحده
برغم تعامل الجمهور مع تلك القصص والاتهامات عن السحر والدجل والشعوذة بسخرية ونقد لاذع، فإن الأمر لا يقتصر على فرق ودول بعينها، بل متكرر بشكل كبير في عالم الساحرة المستديرة، ففي وقت سابق أشار رئيس النادي المصري البورسعيدي في عام 2008، إلى تراجع نتائج الفريق آنذاك للسحر الأسود، موضحاً أن لاعبيه يتعرضون لـ«قوة خارقة» تجعلهم يهدرون الفرص.
وكذلك برّر مدير الكرة في نادي الزمالك عام 2011، إبراهيم حسن تعثر فريقه أمام الجونة بأن «الفريق معمول له عمل»، موضحاً أنه وجد مياهاً ملقاة على الطريق المؤدي إلى غرفة الملابس.
ولم يسلم المنتخب المصري من محاولات السحر الإفريقي خلال رحلاته إلى عدد من بلاد القارة السمراء، وربما من أشهرها ما وجده الكابتن محمود الجوهري وجهازه الفني، تحت مقعده، أثناء قيادته لمباراة الفراعنة أمام السنغال في تصيفات كأس العالم 2002، إذ عثروا على حقيبة مغلقة بداخلها عظام حيوانات ميتة مصحوبة بكتابات بلغة غير مفهومة.
- سحر البريميرليج
في وقت سابق أشارت صحيفة «ذا صن» البريطانية إلى أن أحد لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز، يدفع ألف جنيه إسترليني شهرياً لساحر في كوت ديفوار، فيما نقلت عن زوجة اللاعب قولها: «هو أكثر أهمية من مدرب النادي».
- الأصل من إفريقيا
يعتقد الكثير من الأفارقة بقوة السحر، وكثيراً ما شهدت مدرجات الملاعب الإفريقية حضور أشخاص يرتدون أزياء غريبة، ويقومون بأفعال مريبة، مثل رش سوائل في أرجاء الملعب، أو دفن بعض العظام في أرضية الميدان، أو حتى الوقوف في المدرجات بين الجماهير والقيام بأفعال لا تشبه عمليات «التشجيع»، ويُقال عن هؤلاء الغرباء إنهم سحرة الـ«جوجو».
والجوجو هو سحر شعبي في غرب إفريقيا، يمارس في دول مثل الكاميرون وغانا ونيجيريا وتوغو وغيرها، ويؤمن مستخدمو هذا السحر بقدرته على التدخل في نتائج مباريات كرة القدم والرياضات والحياة ككل بشكل عام.
فمثلاً أطلق أحد أعضاء اتحاد كوت ديفوار لكرة القدم تصريحاً قال فيه: «يبدو أن لعنات (جباس بودابو) لم تعد قادرة على تتبع منتخب بلادنا بعد الآن». وجاء ذلك التصريح في أعقاب فوز منتخب كوت ديفوار ببطولة الأمم الإفريقية التي أقيمت في غينيا الاستوائية، بعد التغلب في النهائي على منتخب غانا.
أيضاً أرجع وزير الرياضة الكاميروني مايكل زواه في 2010 سبب إقصاء المنتخب الكاميروني من كأس العالم إلى السحر، بالإضافة إلى عدد من الأسباب الأخرى، فيما تحدث حينها صحفيون كاميرونيون عن وجود أناس غرباء يقومون بأفعال غريبة في بعثة الفريق.
إذ نقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن أحد الصحفيين قوله: «أحدهم كان دائماً يحمل علبة كبريت، رغم أنه لا يدخن، والأسوأ أنه أضاء شمعة في وضح النهار، إذا لم يكن هذا ساحراً إذن فمن سيكون؟».
وفي مباراة بتصفيات كأس العالم، وصل المنتخب النيجيري إلى الكاميرون، إلا أنهم رفضوا ركوب السيارة المخصصة لهم من المسؤولين الكاميرونيين، وذهبوا مباشرة إلى سفارة بلدهم في سيارة تخصها، كما لم يعودوا إلى الفندق المخصص لهم وقضوا ليلتهم في مبنى السفارة.
وفي يوم المباراة، اتجه اللاعبون إلى الملعب حاملين أحذيتهم في أيديهم، إذ لم يرغبوا في إصابتها بأي تعويذة وضعها الكاميرونيون في غرفة الملابس، ولم يرتدِ النيجيريون أحذيتهم إلا بعد دخولهم إلى الملعب، لكن كل هذه الاحتياطات لم تمنعهم من خسارة المباراة في الأخير.