متابعة: ضمياء فالح
حضر ملك ويمبلدون الجديد المصنف الأول الإسباني ماركوس ألكاراز «20 عاماً» وملكة البطولة التشيكية ماركيتا فوندروشوفا «24 عاماً»، أول لاعبة غير مصنفة تفوز باللقب، حفل عشاء تكريمي الأحد بالعاصمة البريطانية لندن بمناسبة فوزهما بلقب البطولة.
وسلطت الصحافة الضوء على ألكاراز، وكشفت عن تعليقه صورة نجم التنس السويسري روجيه فيدرر على جدار غرفته، بمنزل والديه فيرجينا وكارلوس أيام صباه.
وحصل الإسباني على جائزة ال2.3 مليون جنيه استرليني في البطولة، وتفوق على الفائز بلقبها 7 مرات الصربي نوفاك ديوكوفيتش، والأهم من كل هذا حافظ على صدارة التصنيف العالمي.
يشبه المراقبون أسلوب ألكاراز بفيدرر، ويشبهون قدرته على تغطية الملعب بمواطنه رافائيل نادال ويشبهون برودة أعصابه بخصمه ديوكوفيتش، لكنه يؤكد: «لا أريد أن أكون رافا ولا فيدرر الجديد، أريد أن أكون كارليتوس الجديد».
أصبح ألكاراز أصغر مصنف في العالم يفوز بلقب ويمبلدون، وفق التصنيف الحديث للاعبين، لكنه ما زال ابن كارلوس المحب للتنس، وابن موظفة آيكيا السابقة فيرجينيا، وكاد ألكاراز أن ينتهي به الحال مثل والده لكن الدعم المالي من ألفونسو لوبيز رويدا رئيس شركة الكيك والألبان الإسبانية العملاقة (Postres Reina) المحب للتنس مكن ابن قرية إل بالمار من تحقيق حلمه.
وعلم لوبيز بموهبة ألكاراز من أحد أصدقائه في نادي التنس والذي طلب منه مشاهدته وهو يلعب بسن ال10 وفوجئ لوبيز بقوة الصغير وأعطاه 2000 يورو كي يسافر لكرواتيا ويشارك في بطولة ناشئين.
ذهب ألكاراز ووصل للنهائي لكنه خسره، وواصل لوبيز دعمه له حتى تحول للاعب تنس محترف بشعار شركة لوبيز على كم القميص.
يقول ألكاراز عن نفسه في مقابلة مع مجلة فوغ: «أنا صغير السن لكنني طبيعي جداً ومتواضع».
لا يحب ألكاراز اقتناء السيارات الفارهة، فهو في نهاية المطاف يحدث سيارته «بي أم دبيلو» من راعيه سنوياً، لكن صغر سنه يعني أنه مثل كل شاب يحب تصفح هاتفه ويقول مدربه في صباه كيكو نافارو: «كان يسهر بسبب تصفح الهاتف ولا يحصل على القسط الكافي من النوم، وكان ذلك مصدر قلق أحياناً، عندما كان صبياً كان يهشم المضرب لخسارة نقطة أو مباراة، وأنا كنت أتركه يتمشى حول الملعب ويبكي ويهدأ ثم أتحدث معه حول ضبط أعصابه لكن هذا النوع من الشخصية أساسي ليكون اللاعب فائزاً، كارلوس كان يريد الفوز دائماً وبكل مجال حتى في ألعاب الطاولة».
جد ألكاراز، وأيضاً اسمه كارلوس «80 عاماً»، علم جميع أحفاده الشطرنج وتعلم ألكاراز منه التفكير بالتكتيك قبل مبارياته وبعيداً عن التنس، ألكاراز مدريدي ويتواصل مع نجوم ريال مدريد من أمثال فينيسيوس جونيور الذين حضروا مبارياته بضع مرات، كما أن لديه مؤسسة خيرية لرعاية الأشخاص المصابين بمتلازمة داون، وعرض زوج حذائه الذي حصد به لقب الولايات المتحدة للبيع في مزاد لصالح مؤسسة Assido الخيرية.
في المقابل، حطم ديوكوفيتش مضربه أثناء مباراة الهزيمة على يد ألكاراز في النهائي، وحذره الحكم فيرغس ميرفي من مغبة خرق قواعد السلوك ثم أطلق المشجعون صفارات الاستهجان رغم قول المعلق أندرو كاسل: «نتفهم غضبه، لقد خسر إرساله في الشوط الخامس».
أقسى ما شعر به المصنف الثاني هو إدراكه حقيقة عدم إمكانية استعادة الرقم 1 في التصنيف من ألكاراز الذي يتفوق عليه ب900 نقطة تقريباً، لكن دموع النجم الصربي انهمرت عندما سئل عما سيقوله لأطفاله ورد بعبارة: «سأقول لهم أني أحبهم وأشكرهم على دعمي».
واعترف الصربي باستحقاق خصمه اللقب، وقال: «عليّ أولاً الثناء على كارلوس وكادره، يا له من موهبة في الأشواط الأخيرة، كان مدهشاً وأنا ظننت أن مشكلتي معه فقط على الملاعب الترابية والصلبة وليس على العشب، لكنه هذا العام قصة مختلفة تماماً، تهانينا على تأقلمك الرائع على العشب رغم أنك لم تلعب هنا سوى مرتين».
وعن شعوره حالياً، أجاب ديوكوفيتش: «لا أحب أبداً خسارة هذا النوع من المباريات، لكن عندما تهدأ عاصفة مشاعري سأشعر بالامتنان فقد فزت بالكثير من النهائيات في الماضي مثل نهائي 2019 أمام فيدرر، ربما لو كنت خسرت الكثير من النهائيات في الماضي لفزت بهذا النهائي».